دبي - المغرب اليوم
أكدت الصحافية والإعلامية اللبنانية هناء حمزة، أن "الصحافة المكتوبة هي أمُّ الصحافة لأنها تعدُّ الصحافي ليكون ناجحاً، أما التلفزيون فهو سباق مستمر مع الزمن لا ينتهي مع الخبر، ويعتمد على مقومات بصرية وسمعية، ولا يكتفي بالأحرف والكلمات". وأوضحت أن "الخبر التلفزيوني مطلوب فوراً وفي الحال، ويجب أن يكون دقيقا، وهذا هو الرهان بالتوازن بين دقة الخبر وسرعة نشره "، مؤكدة أن " عهد احتكار مجالات وميادين معينة على جنس واحد لطيفا كان أو خشنا ولىّ، وبات الجميع سواسية".
ولفتت هناء حمزة الى أنها "كإمراة وأم في موقعها هذا ساعدها كثيرا وبخاصة مع فئة الجيل الجديد من فريق العمل الذي يأتي الى دبي، من بلده الأم ليبني مستقبله، فتشعر تجاهه بالأمومة"، معتبرة أن "حسن توزيع الأدوار والمسؤوليات ووجود فريق عمل كفوء ومجتهد يعطيها في الأيام العادية الوقت الكافي للإهتمام ببيتها وعائلتها وحياتها الخاصة". وقالت: إن "قناة CNBC" هي أول قناة إقتصادية عربية، وأنا أول إمرأة ترأس تحرير قناة تلفزيونية إقتصادية في العالم العربي".
كلام هناء حمزة جاء في مقابلة مع www.nextlb.com بمناسبة انتقالها من الصحافة المكتوبة الى العمل التلفزيوني لتصبح رئيسة تحرير نشرة أخبار فضائية محطة CNBC عربية، وأيضاً بمناسبة ذكرى مرور خمسة عشر عاماً على تأسيس محطة CNBC عربية ، والذي يصادف الخامس من كانون الأول/ديسمبر.
نشأتها ودراستها وانتقالها من الصحافة المكتوبة الى التلفزيون
الزميلة هناء حمزة هي إبنة مدينة طرابلس الفيحاء، درست فيها مراحل تعليمها الثانوي والجامعي شغلتها الصحافة فأبعدتها عن مدينتها ، العاصمة اللبنانية الثانية لتثبت كفاءتها في مهنتها التي تعشق وبجدارة ، ظروفها الخاصة أجبرها على ترك بيروت التي تركت فيها بصمة صحفية من خلال مشاركتها في تأسيس أبرز صحفها كان ذلك في عام 1999 يوم أسس الرئيس الشهيد رفيق الحريري صحيفة "المستقبل" اللبنانية وجمع فيها نخبة من أصحاب الأقلام والخبرات في كل المجالات .
وتقول حمزة في المقابلة: "إنتقلت للإقامة في دبي في عام 2003 وانضممت الى فريق عمل CNBCعربية لمدة عام واحد إنتقلت بعدها الى دولة الكويت وهناك خضت أول تجربة لي في تأسيس "غرفة أخبار" من خلال إعداد فريق أخبار لتلفزيون "الراي" الكويتي ،عدت بعدها أدراجي الى دبي وبعد نحو عام لأعود معها الىCNBC كمنتجة لفترة الصباح" وتتابع: "تدرجت فيها الى أن استلمت رئاسة تحرير القناة في عام 2014 ومن ثم إدارة البرامج والأخبار ، فالتحدي كان كبيرا وبخاصة أن القناة تبث يومياً نحو عشر ساعات من البرامج المباشرة على الهواء بالإضافة الى البرامج المسجلة ، وتحريرالموقع الإلكتروني ومتابعة مواقع التواصل الإجتماعي ، الأمر الذي يفرض متابعة 24 ساعة لمدة 7 ايّام في الأسبوع". وتضيف بالقول: "التحدي الأهم بالنسبة لي كان في الحفاظ على قيم القناة ، وأبرزها الموضوعية والدقة وقد ساعدني دعم الادارة من جهة وفريق عملي من جهة ثانية ، فإذا نجحت في مهمتي نجحنا معاً، وبالفعل نجحنا في أصعب التحديات التي تواجهها وسائل الإعلام العربية ، واليوم يمكن القول أننا نثبت أقدامنا كمحطة موضوعية تقدم الخبر بدقة وشفافية ومهنية".
الإنتقال من الصحافة المكتوبة الى عالم الإعلام المرئي له متطلباته فهل استطاعت هناء حمزة أن تقفز الى هواء المرئي بسهولة ؟ عن ذلك توضح: "لم أكن أعرف قيمة الدقيقة قبل عملي التلفزيوني ففي الصحافة المكتوبة لدينا 24 ساعة بين العدد والآخر، بينما هنا في التلفزيون فالخبر مطلوب الآن وفي الحال،، ويجب أن يكون دقيقا، وهذا هو الرهان في العمل التلفزيوني بالتوازن بين دقة الخبر وسرعة نشره ".
ترد حمزة على الأسئلة وهي تغوص في إعداد النشرة ومراقبة أدق تفاصيل البورصة وتداعيتها على المنطقة والعالم فتقول: "الصحافة المكتوبة تعد الصحافي ليكون صحافياً فهي أم الصحافة كما تعرفين"، وتضيف:"أما التلفزيون فهو سباق مستمر مع الزمن لا ينتهي مع الخبر ويعتمد على مقومات بصرية وسمعية ، ولا يكتفي بالأحرف والكلمات". وتوضح" للصحافة المكتوبة لذتها وميزتها وللتلفزيون ميزاته المختلفة أيضا ، وتبث القناة يومياً ما يقارب عشر ساعات من البرامج الحية المباشرة ، مما يتطلب وجود فريق عمل محترف يعمل بإتقان ودقة فالخطأ ممنوع".
الأصعب هو الإنتقال من الصحافة المكتوبة الى التلفزيون
وعن تنظيم الوقت تقول حمزة: "هو الأهم، وأهم أسراره وهذا ما يعرف بضغط الهواء الذي يعبر عنه كل من يعمل في البث الحي، مما يفرض عليه صفات خاصة أهمها سرعة البديهة والقدرة على حل المشاكل وإدارتها والعمل تحت الضغط ومع الوقت والسنين يعتاد الصحافي أو الصحافية على اُسلوب العمل هذا ويصبح أقرب الى اُسلوب حياة."
وبرأي حمزة فإن "الأصعب من الإنتقال من الصحافة المكتوبة الى التلفزيون، كان الإنتقال من التغطيات الميدانية والتحقيقات الإنسانية الإجتماعية الى عالم المال والأعمال. وقالت: "يوم دخلت مهنة الإعلام كان الهدف تسليط الضوء على القضايا الإنساية والإجتماعية، فإذا بي أجد نفسي في عالم مختلف تماماً ، الا أن الصحافي عادة يعتمد على حسه الصحفي ما يجعله قادراً أن يعمل في كافة المجالات الإعلامية فيعي أهمية كل خبر وانعكاساته ويتعامل معه على هذا الاساس ."
فريق العمل في قناة CNBC متنوع ومن مختلف الجنسيات العربية
وعن CNBC عربية تشرح فتقول: "فريق عمل هذه القناة متنوع ويتضمن مختلف الجنسيات العربية والجنسين الخشن والناعم معاً". وتضيف" "لم ألحظ يوماً أي خلاف بالتعامل بين الزملاء لا من حيث الجنسية ولا من حيث الجنس . كلنا سواسية. العمل فقط هو ما يميز شخصا عن آخر هنا .. وأعتقد أن وجودي كإمراة وأم في موقعي هذا ساعدني كثيرا وبخاصة مع فئة الجيل الجديد من فريق العمل الذي يأتي الى دبي من بلده الأم ليبني مستقبله، فأشعر تجاهه بالأمومة ، الأمر الذي يجعلني قريبة منه ومن همومه ومشاكله في بلاد الإغتراب وبعيدة في الوقت نفسه بحكم موقعي الإداري ما يرطب العلاقة ويجعلها مميزة ويضيف عليها طابعا إنسانيا أنثويا قد يكون سر نجاحي في إدارة الفريق ."
وتتابع: "لا شك ان CNBC لم تفرق يوماً منذ انطلاقتها قبل 15 عاماً بين امرأة ورجل فهي أعطت الفرص لهما معاً في العمل وتولي المسؤوليات بحسب الكفاءة فقط ولم الحظ يوماً أي فرق في التعامل بين الجنسين في القناة."
وعن المرأة تقول: "هي دخلت كافة الميادين ونجحت فيها أما في الإعلام فقد أثبتت المرأة نجاحها في التغطيات الميدانية الصعبة كما في غرف الأخبار والإدارة كما في الإعلام الإقتصادي والذي هو أساس ما يحصل في العالم سياسياً وعسكرياً". وقالت: "ولىّ عهد احتكار مجالات وميادين معينة على جنس واحد لطيفا كان أو خشنا ..وقناة CNBCهي أول قناة إقتصادية عربية وأنا أول إمرأة ترأس تحرير قناة تلفزيونية إقتصادية في العالم العربي وتدير برامجها وأخبارها ومواقعها الإلكترونية".
التوفيق بين حياتها العائلية وبين ثقل مهمتها
ورداً على سؤال كيف توفّق هناء حمزة بين حياتها الأسرية وبين ثقل مهمتها ؟ قالت: "لا ساعات دوام في عمل مهنة الإعلام طبعاً أنا حاضرة 24 على 7 وهاتفي لا يفارق يدي، ولكن في نفس الوقت حسن توزيع الأدوار والمسؤوليات ووجود فريق عمل كفوء ومجتهد قادر أن يدوزن حياتي بشكل مقبول نوعا ما، ويعطيني في الأيام العادية الوقت الكافي للإهتمام ببيتي وعائلتي وحياتي الخاصة ، أما في الأيام غير العادية ، فكل من حولي يعلم أن التلفزيون لا ينتظر ويأتي أولاً ". وتختم باقول: "أحاول جاهدة أن أفتح نافذة إنسانية في القناة وبرامجها لا أعرف اذا كان الأمر يعود لكوني إمرأة أو لأني أميل بطبعي الى القضايا الإنسانية ، وخلال 15 عاما أثبتت CNBCعربية أنها الأولى في عالم المال والأعمال وهدفي أن تبقى الأولى في دقتها وموضوعيتها وأخلاقياتها المهنية".