الرئيسية » الإعلام وروّاده
باريسي يحمل العدد الأخير من مجلة "تشارلي إيبدو"

واشنطن - رولا عيسى

عاد رسّام الكاريكاتير في صحيفة "تشارلي إبدو" لوران سوريسو إلى الرسم من على سريره في المستشفى بعد أيام من الهجوم الذي نفذه مسلحان على الصحيفة في السابع من كانون الثاني/يناير وأسفر عن مقتل عشرة من العاملين في الصحيفة.

ونشرت الرسومات في عدد أطلق عليه "الباقون على قيد الحياة" بعد أسبوع واحد من الهجوم، مع كتابة على الرسم " بعد عمل دام 25 عامًا تمكنت من أن أصبح رسام كاريكاتير في صحيفة "تشارلي إبدو"، ولكن يحتاج الأمر إلى 25 ثانية ليكون الإنسان "إرهابيًا".

واستعاد سوريسو الذي أصيب في ذارعه على أثر الهجوم معظم قدرته على الرسم في غضون تسعة أشهر بعد الحادث،  وعاد للرسم بذراعه اليمنى مرة أخرى، ولكن بالنسبة له وللعديد من زملائه كان التعافي من الجروح الجسدية أسهل بكثير من تلك الجروح التي خلّفها مقتل زملائهم.

وعمل الهجوم على نقل الصحيفة نقلة نوعية، حيث أضحت أخيرًا رمزًا لدعاة حرية التعبير عن الرأي، وتمكنت الصحيفة من إضافة نوافذ مضادة للرصاص وأبواب للسلامة ومجموعة أخرى من الإجراءات الأمنية تحت حماية الشرطة بتكفلة 150 ألف يورو.
وأدى انتشار الصحيفة بعد الهجوم إلى تضاعف إيراداتها بشكل كبير مما نتج عنه ثروة جديدة تقدر بالملايين أدت إلى نشوب صراع داخلي في الصحيفة حول كيفية ومقدار التعويضات التي ستُعطى لعائلات ضحايا الهجوم.

ويعبّر رسام الكاريكاتير عن الأمر بأنه اعتقد ساذجًا أنهم سيعودون جميعًا إلى العمل كما في السابق، ولكن لم يكن لديه فكرة عن مقدار الفوضى التي حدثت بعد الهجوم، وحاول سوريسو والذي يمتلك 65 % من "شارلي إبدو" احتواء الفتنة الحاصلة في الصحيفة، ولكن مشاعر العاملين فيها مازالت متصاعدة حول كيفية التعاطي مع الأمر عقب الهجوم، وأدت ببعضهم إلى رفع قضية ضد الصحيفة بسبب الخلافات المالية، وغادرها آخرون قائلين إن تحمُّل غياب أصدقائهم الذين سقطوا أصبح صعبًا للغاية عليهم.

وغادر الصحيفة رسام الكاريكاتير رينالد لوزير المعروف باسم لوز، والذي رسم صورة النبي محمد باكيًا ورافعا لافتة مكتوب عليها "أنا تشارلي" بعد أيام من الهجوم، فيما قال باتريك بيلوكس وهو كاتب عمود لأكثر من عشر سنوات في "تشارلي إبدو" إنه سيستقيل في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.

وأشار بيلوكس إلى سبب استقالته أنه يشعر بأن الصحيفة التي عمل فيها لفترة طويلة لم تعد موجودة، وأنه يحترم الناس الذين مازالوا يملكون القوة للمواصلة، ولكنه شخصيًا لم يعد يستطيع الاحتمال أكثر.

ويحاول رئيس تحرير المجلة جيرار بيارد إعادة جميع العاملين للعمل معًا وخصوصًا أنه يعتبر فقدان الكثير من المواهب في الصحيفة خسارة لا تعوض، وأكد أن الصحيفة طالما اعتمدت على أشخاص ذو شخصيات قوية، وقد أثرت صدمة الهجوم عليهم جميعًا وعبر كل واحد منهم بطريقته المختلفة عما بداخله، وأضاف أن المال أيضًا شكّل مشكلة كبيرة فيما بعد.

وكافحت تشارلي إبدو ماليًا منذ إنشاءها عام 1970 وخصوصًا أنها ترفض التمويل الخارجي وتزدري الإعلانات وتعتمد كليًا على قراءها، وقد أُغلقت الصحيفة عشر سنوات بعد إعلان إفلاسها في 1981 وأعيد افتتاحها في عام 1992.

ولجأت تشارلي إبدو في أواخر 2014 إلى قبول التبرعات من القراء وخصوصًا أن خسائرها وصلت إلى 100 ألف يورو  في حملة انتهت قبل أسبوع من الهجوم عليها، لكن الهجوم والحدث الدائر حوله أحدث قفزة ضخمة في عدد القراء والأموال المتدفقة إلى الصحيفة حيث باعت حوالي 8 ملايين نسخة بعد الهجوم بفترة بسيطة.

وتلقت الصحيفة تبرعات تقرب من 400 ألف يورو من عشرات الأفراد والشركات والمؤسسات، وقررت على إثرها  توزيع قسم من المال على ضحايا ذلك اليوم، فيما بقيت ملايين أخرى تحت سيطرة مالكي الصحيفة الذين أكدوا أنهم سيستثمرونها في تطوير الصحيفة .

وقدّم 15 موظفًا في شهر أذار/مارس الماضي عريضة تدعو مالكي الصحيفة إلى توزيع ملكية وسلطة صنع القرار فيها بين جميع الموظفين، لكن ملاك الصحيفة رفضوا هذا الاقتراح واعتبروه غير قابل للتنفيذ، ولكنهم تعهدوا بفتح تدريجي للمساهمة في "شارلي إبدو" لمجموعة من صغار الموظفين ابتداء من العام المقبل.

ويشرح سوريسو، الذي يحميه خمسة من أفراد الشرطة، أنهم لن يستطيعوا العودة إلى نفس آلية العمل التي كانوا عليها في السابق فهذا لن يكون منطقيا، ومع اقتراب الذكرى السنوية للهجوم ، تتوقع الصحيفة أن عدد قراءها سينخفض إلى الثلث في عام 2016 ، فسارعت لتقديم نسخة إلكترونية عبر الإنترنت تمزج بين المحتوى المجاني والمدفوع، ويؤكد أن رسم الكاريكاتير ككتابة رسالة ووضعها في زجاجة وألقاها في البحر، فلا أحد يعرف أين ستصل أو ماذا سيكون صداها؟.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في…
بيرس مورغان يُهاجم "إنستغرام" عقب حذف صورة نشرها تجمعه…
إنقسام في تونس بعد الحكم بالسجن على مؤثرين في…
تصريحات مقدمي التلفزيون الإيراني تثير الجدل وتُتهم بتأجيج التوترات…
ملفات ساخنة على طاولة لجنة بطاقة الصحافة المهنية في…

اخر الاخبار

هوكشتاين يقول ما حصل في لبنان ليس هدنة بل…
مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك
بوريطة يؤكد أن المغرب يرسم مساراً متميزاً وتجربة فريدة…
السفير عز الدين فرحان يُؤكد أن المغرب ملتزم بأن…

فن وموسيقى

سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…
المغربية فاطمة الزهراء العروسي تكشف عن استعدادها لخوض تجربة…
منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…

أخبار النجوم

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي…
ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…

رياضة

محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…
مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي

صحة وتغذية

التغذية السليمة سر الحفاظ على صحة العين والوقاية من…
أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

الأخبار الأكثر قراءة

شركة نتفليكس تتوقع مضاعفة أرباحها بعد أن حصلت على…
هاريس توافق على إجراء أول مقابلة مع "فوكس نيوز"…
الجيش الإسرائيلي يصطحب مجموعة من الصحفيين في جولة عبر…
بث فيديو لصحافي إسرائيلي معتقل في بيروت كان يصور…
قراصنة يخترقون مواقع رياضية إسرائيلية ويضعون صورة أبو عبيدة…