غزة – حنان شبات
اكتسبت الفتاة الفلسطينية فرح بكر، من سكان حي الشجاعية شرق قطاع غزة، على الرغم من أنها لم تتعد السابعة عشر من عمرها، شهرة واسعة، بعد أن اعتبرتها مجلة "فورن بوليسي" الأميركية، ضمن قائمة أكثر الأشخاص تأثيرًا في عام 2014.
وأوضحت فرح، التي نقلت تفاصيل وأخبار العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وأُطلق عليها لقب "نجمة تويتر"، في تصريح لـ"فلسطين اليوم"، أنّ "هدفها الأساسي كان لفت أنظار العالم للجرائم التي يرتكبها الاحتلال، في حق سكان وأطفال غزة، لحظة بلحظة، وتوثيقها عبر الصور ومقاطع الفيديو، فضلاً عن التغريدات باللغة الإنجليزية ونشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)".
وأبرزت فرح أنها "تفاجئت بازدياد عدد المتابعين من ساعة لأخرى، حيث كان يقتصر المتابعين لديها على بضعة أشخاص، لا يتجاوز 500 متابع، ثم ارتفع العدد إلى 208 آلاف شخص، ومن مختلف دول العالم"، منوهة إلى أنها "لم تتوقع هذا العدد من المتابعين لحسابها".
وأشارت فرح إلى أنَّ "الأسباب الرئيسة لازدياد المتابعين لها هو أن المواضيع التي كانت تنشرها إنسانية، ومؤثرة، إضافة إلى أنها كانت تنشرها باللغة الإنجليزية، وهذا ما أدى إلى أن تجد كل هذا الإقبال من طرف المتابعين".
ونوهت إلى أنها "أثناء الحرب وثقت العديد من عمليات الاستهداف في حق الأطفال الأبرياء، والمدنيين، في غزة، فضلاً عن صور ومقاطع فيديو استهداف المنازل والأبراج السكنية والمساجد، والقنابل التي كانت تضيء سماء غزة، والتي كانت تلتقطها من نوافذ منزلها".
ولفتت فرح إلى أنها "اختارت الكتابة بالإنجليزية عن قصد، وذلك في محاولة منها لتغيير الصورة النمطية السائدة لدى الكثير من الأجانب، المتأثرين بالإعلام الإسرائيلي أو الإعلام الغربي المؤيد لإسرائيل".
وفي شأن ما نشرته بعض وسائل الإعلام العبرية، أنها كانت تخدم حركة "حماس"، في ما تنشره، نفت فرح علاقتها بهذا الأمر، مشدّدة على أنها "كانت تقوم بدورها كفتاة فلسطينية تتحدى همجية الاحتلال وتدافع عن شعبها".
وذكرت أنَّ "اللقب الذي أطلقه بعض الأشخاص، ووسائل الإعلام المختلفة، عليها (نجمة التويتر)، هو لقب يشعرها بالفخر، ويحمّلها مسؤولية مواصلة كشف جرائم المحتل الإسرائيليّ".
وعبرت فرح عن سعادتها بنجاح مهمتها في تغيير قناعات الكثيرين، في مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن أنها استطاعت فضح جرائم الاحتلال أمام عدد كبير من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الذين كانوا لا يعلمون حقيقة ما يحدث، بل أن بعضهم كان يصف الفلسطينيين بـ"الإرهابيين"، وهو ما تغير حين علموا بحقيقة الأمور، حتى بدأت تصل يوميًا عشرات، وأحيانًا مئات، رسائل التأييد لغزة وأهلها، في مواجهة العدوان.
وأكّدت فرح أنَّ "تعبها لم يذهب عبثًا، وأنها استطاعت إيصال رسالة أهل غزة لمختلف أنحاء العالم، بأنه شعب تحت احتلال، ويتعرض لجرائم التطهير العرقي، فضلاً عن أنه شعب يريد فقط العيش بحرية وأمان".
واختتمت حديثها بالتركيز على اللحظات التي من الصعب التي تنساها، مثل القنابل التي كانت تضيء سماء غزة، لحظات إطلاق الصواريخ، وصوت القذائف، التي كانت تسقط في كل مكان، سواء من البر أو البحر أو حتى الجو.