الرئيسية » أخبار النساء
مسلحون من حركة طالبان

كابول - المغرب اليوم

في إسدال للستار على وجود اليهود في أفغانستان، والذي امتد لأكثر من 15 قرناً، وصلت آخر يهودية أفغانية كانت تُقيم في البلاد إلى مُخيم "غولم" للاجئين الأفغان بالقُرب من مدينة تيرانا عاصمة دولة ألبانيا. وذكرت وسائل إعلام أفغانية أن الجهود اللوجستية والسياسية كُللت بالنجاح، ووصلت السيدة توفا مورادي إلى المُخيم، حيث من المتوقع أن تنتقل في وقت لاحق إلى كندا، حيث يُقيم العديد من أبنائها الذين نزحوا من أفغانستان منذ أوائل التسعينات، حينما سيطرت حركة طالبان على أغلب مناطق البلاد للمرة الأولى وقتئذ. مورادي التي تبلغ من العُمر 83 عاماً حسب أوراقها الرسمية، كانت قد ولدت لعائلة يهودية أفغانية مقيمة في العاصمة كابول، ولم تخرج من المدينة طوال حياتها، خصوصاً بعد تركها لعائلتها واقترانها بزوج أفغاني مُسلم، لكنها لم تتخلَ أو تُنكر ديانتها اليهودية، حيث بقي المُجتمع المُقرب منها يعترف لها بذلك الحق ويحترمه، ودون أن تواجه أية مضايقات اجتماعية قط، حسب تصريحات أدلت بها لوسائل الإعلام طوال السنوات الماضية.

فمورادي بقيت مع زوجها وأطفالها بالرُغم من هجرة عائلتها لجهة والديها في ستينات القرن الماضي. وكانت مورادي، إلى جانب أحد أقاربها الذي يُدعى زبولون سيمينتوف والحاخام إسحق ليفي، آخر 3 يهود متبقين في أفغانستان، حيث كانت مورادي قد خاطرت بحياتها أثناء حُكم حركة طالبان في أواسط التسعينات، وأخفت الحاخام بعيداً عن الأنظار. لكن وفاته لاحقاً، ونزوح سيمينتوف قبل عدة أشهر إلى مدينة إسطنبول، جعل من مورادي آخر يهودية متبقية في أفغانستان. جهود سياسية واستخباراتية واجتماعية مُضنية بُذلت لإجلاء مورادي، شاركت فيها جمعيات إسرائيلية ومجموعة إغاثة أوروبية ورجال أعمال من كازخستان وكندا، سمحت لمورادي وبعض من أفراد عائلتها من جهة زوجها بالخروج من المدينة الخاضعة لسيطرة حركة طالبان.

وكانت تلك المساعي قد تكثفت خلال الفترة الأخيرة بعد النداءات التي وجهها عدد من أقاربها في دول العالم، الذين حذروا من إمكانية إقدام حركة طالبان، أو أحد أفرادها غير المُنضبطين على عمل يُهدد حياتها. الكاتب والباحث آراس فايق شرح في حديث له كيف أن الحروب الطويلة وسوء الأوضاع السياسية والقلاقل المدينة في دولة ما أنما تُحطم روح التنوع الثقافي والروحي داخلها "خروج مورادي بعد 15 قرناً من الوجود اليهودي المُستديم في تلك البلاد التي كانت على الدوم فسيفساء من المكونات العرقية والدينية والمذهبية واللغوية، يدل على أن الحروب وإيديولوجيات الكراهية، وإلى جانب تحطيمها للمُدن والاقتصاديات والبشر، أنما تفكك أسس الروابط الاجتماعية وقدرتها على التماسك والعيش المُشترك بسلام اجتماعي.

هذه المعايير التي صارت تُعتبر ثروات وطنية في الأزمة الحديثة، وبقيمة تتجاوز الثروات الباطنية والزراعية. وفي كُل النماذج العالمية التي كانت يحدث فيها تهجير لجماعة أهلية ما، فإن حرباً أهلية مُستعرة بين السُكان المُتبقين كانت تندلع بعد سنوات قليل، وربما بعد شهور. لأن تهجير جماعة ما يعني فقدان هذا المجتمع لضمانات التعايش المُشترك". من مخيم غولم تمكنت السيدة الأفغانية اليهودية من محادثة ذويها من جهة والديها، بما في ذلك العديد من أخوتها العشرة ممن بقوا على قيد الحياة، وعبرت عن فرحتها بهذا التواصل الأول بعد قرابة نصف قرن، لكنها بالمقابل عبرت عن حزنها لمغادرتها بلادها أفغانستان. ومن الجدير بالذكر إن تاريخ المُجتمع اليهودي الأفغاني يعود إلى أكثر من 15 قرناً، حتى أن بعض المصادر تقول إن العديد من القبائل البشتونية الأفغانية كانت يهودية الديانة فترات طويلة من تاريخها، وتتعايش بسلام مع نظيرتها المُسلمة والمسيحية.

وكان اليهود الأفغان مشهورون بالامتهان في قطاع تجارة الجلود واستثمار الأراضي وصناعة الفضة والذهب الأفغاني التقليدي الشهير، وقد كانت أعمالهم تنمو طوال قرون كثيرة، مستفيدين من الموقع الاستثنائي الذي كانت تحتله أفغانستان في وسط طريق الحرير التاريخي. كانت الأرقام التقديرية تقول إن أعداد اليهود الأفغان في أوائل الثلاثينات من القرن الماضي كانت بحدود 100 ألف يهودي أفغاني، وإن كانوا يتعرضون لحملات من الاضطهاد في زمن حُكم الملك نادر شاه ونجله محمد ظاهر شاه. لكنهم بقوا متواجدين بكثافة في مُدن كابل وهرات وسط البلاد. وإن كانت تفرض عليهم أنواع من الغيتو والسلوكيات والملابس.

قد يهمك أيضاً :

"طالبان" تسمح للفتيات بالعودة إلى بعض المدارس الثانوية لكن مع تحفظات عديدة

"طالبان" تسعى للإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الأفغانيّة في الخارج

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أنغيلا ميركل تُؤكد إنه لا يمكن لكييف التفرّد بقرار…
الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب
الأميرة للا مريم تترأس حفلاً بمناسبة الذكرى ال25 لبرلمان…
الملكة رانيا تشارك لحظات دافئة مع حفيدتها في أول…
رئيسة جهة كلميم واد نون تثمن التصور الجديد للملك…

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني…
هبة مجدي تكشف أسباب مشاركتها في الجزء الخامس من…
بشرى تكشف عن أمنياتها الفنية في المرحلة المقبلة
الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

الملكة رانيا تشارك لحظات دافئة مع حفيدتها في أول…
رئيسة جهة كلميم واد نون تثمن التصور الجديد للملك…
ميشيل أوباما تؤكد أن النساء أكثر من مجرد أوعية…
مطالب للحكومة المغربية بالارتقاء بحقوق النساء والوفاء بالتزاماتها
عواطف حيار تُؤكد أن المغرب يعمل على الحد من…