لندن - كاتيا حداد
أطلقت زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية، ماريان لوبان حملتها الانتخابية متعهدة بإجراء استفتاء بشأن الاتحاد الأوروبي والتخلص من اليورو مع حجب الرعاية الصحية المجانية عن المهاجرين غير الشرعيين وخفض الهجرة، وتأمل لوبان في الاستفادة من فضيحة تدمير الآفاق الانتخابية لمنافسها المفضل في الانتخابات فرانسوا فيون المتورّط في جدل بشأن مبالغ دفعت إلى زوجته، وتواجه لوبان منافسة متجددة من إيمانويل ماكرون وزير المال السابق الذي خلق لنفسه حزب “En Marche!” المستقل في محاولة للوصول إلى قصر الإليزيه.
وأظهرت غالبية استطلاعات الرأي أن السيدة لوبان 48 عامًا ستفوز في الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية في 23 أبريل/ نيسان لكنها ستخسر تصويت الإعادة في مايو/ أيار، وتصاعد مؤيدو لوبان في ظل ارتفاع التشكيك في أوروبا والمشاعر المناهضة للهجرة والتطرّف بتشجيع من الأصوات المطالبة بخروج بريطانيا "البريكست" وفوز دونالد ترامب برئاسة أميركا
وأفاد المسؤول الرفيع في حزب الجبهة الوطنية، جين لين ليكابلي، أنه "قلنا أن ترامب لن يفوز في أميركا ضد وسائل الإعلام والمؤسسة لكنه فاز، وقيل لنا أن ماريان لوبان لن تفوز بالانتخابات الرئاسية لكنها ستفوز في 7 مايو/ أيار"، واقترحت لوبان في قائمة مثلت 144 التزاما ترك منطقة اليورو وإجراء استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي وزيادة الضرائب على الواردات وعقود عمل الأجانب وتخفيض سن التقاعد وزيادة مزايا الرعاية الاجتماعية وتخفيض ضريبة الدخل، واقترح البيان إبقاء العديد من حقوق المواطنين للفرنسيين فقط مع بناء سجون جديدة وتوظيف آلاف من رجال الشرطة وترك قيادة حلف الناتو
وأرادت لوبان تقييد الحقوق العالمية بما في ذلك التعليم المجاني للمواطنين الفرنسيين مع جعل الحصول على الجنسية أكثر صعوبة والحد من الهجرة إلى إجمالي 10 آلاف سنويا فقط، وترحيل جميع المدانين الأجانب وأي شخص قيد التحقيق لصلته بالإسلام الراديكالي، وأكّدت لوبان أن "الهدف من هذا البرنامج إعطاء فرنسا حريتها وإعطاء الناس صوتا، وتضع هذه الانتخابات اقتراحين معاكسين خيار العولمة المدعوم من كافة خصومي والخيار الوطني الذي أجسده".
وعلى الرغم من محاولات حزب "الجبهة الوطنية" للابتعاد عن ماضيه العنصري والمعادي للسامية إلا أن الهجرة تظل محل لفت الانتباه للأعضاء، فعندما قال فرانك دي لابرسونا المؤيد للحزب أن الكاتب فيكتور هوغو لم يتعلّم العربية في المدرسة وأن هذا جعله سعيدًا، حينها تلقى إحتفاءً شديدًا وهتف الحشد مرددين شعار الحزب "هذا بلدنا"، ويواجه حزب الجبهة الوطنية فضائح بشأن مساعديه في البرلمان الأوروبي وتحقيقات يشأن تمويل حملة السيدة لوبان في 2012، إلا أن العاصفة المحيط بالسيدة فيلون غطت على هذه الأنباء.
ويواجه المرشح المحافظ ورئيس الوزراء السابق، فرانسوا فيلون، ضغوطًا متزايدة من حزبه للانسحاب من السباق الرئاسي وسط مزاعم بأنه دفع إلى زوجته مئات الألاف من الأموال العامة من أجل عمل لم تقم به، وبيّن عضو مجلس الشيوخ برونو جيل أن الأعضاء يريدون مرشح جديد ، فيما أكد فيلون أن زوجته ساهم حقا في العمل كمساعدة له، وأضاف جيل " هذه الفضيحة تسبب لنا المزيد من الضرر يوميا ولا نستطيع الانتظار لأسابيع أخرى، هناك انتخابات رئاسية وتشريعية على المحك وما هو أبعد من ذلك بقاء حزبنا السياسي على قيد الحياة".
ويأتي فيلون حاليا في المرتبة الثالثة بعد لوبان وماكرون في الجولة الأولى، فيما أوضحت استطلاعات الرأى أن أقل من ثلث الناخبين الفرنسيين يعتقدون أنه صادق، ووزّعت حملته السبت 3 مليون منشور بعنوان "أوقفوا المطاردة" واصفًا الفضيحة باعتبارها مؤامرة يسارية قائلا "كفى"، واجتمع نحو 16 ألف مؤيد في حشد للسيد ماكرون "39 عاما" في ليون، ويعد ماكرون وسطي مؤيد لأوروبا وهو مصرفي سابق نأى بنفسه عن الحزب الاجتماعي لفرانسوا هولاند وأنشأ حزبه الخاص العام الماضي.