الرباط - المغرب اليوم
قال مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، إن الحكومة الحالية “عبرت عن إرادة سياسية عالية” في مجال المساواة بين الجنسين والتمكين الاقتصادي للنساء، وأضاف أنها حددت هدف رفع نسبة النشاط الاقتصادي للنساء إلى أكثر من 30 في المائة في أفق 2026، لافتا إلى أن “هذا الالتزام قابل للمحاسبة في وقت معين”.
واعتبر المسؤول الحكومي ذاته، في كلمة ألقاها خلال المناظرة الوطنية الأولى حول الأسرة والمرأة ورهان التنمية، أن الحكومة “عبرت عن جرأة سياسية ينبغي أن نعترف بها، على اعتبار أن الحكومات في السابق كانت تقدم فقط الوعود بشأن تحسين الوضعية الاقتصادية وإدماج المرأة في الشغل”، موردا أن “التنمية ليست بالضرورة اقتصادية، رغم أهمية الجانب الاقتصادي، فالتنمية السياسية والثقافية والاجتماعية أيضا تعتبر من العناصر المهمة التي يجب أن ننتبه إليها”.
وتفاعلا مع عرض نتائج استشارة أنجزها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، كشفت استمرار العوامل الثقافية في إعاقة مسار المساواة بين الجنسين، والتمكين الاقتصادي للنساء في المغرب، قال بايتاس إن المعطيات الواردة فيها تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للفاعل الحكومي والفاعل السياسي.
وأضاف الوزير ذاته أن الأرقام الواردة في الاستشارة، ومنها أن نحو 71 في المائة من العينة المشاركة فيها أوردت أن العوامل الثقافية تشكل عقبة رئيسية في المساواة بين الجنسين، “يجب أن تكون موجِّها نحو بناء وصياغة سياسات عمومية للانطلاق بشكل أقوى نحو تحقيق ما نصبو إليه جميعا كمغاربة”.
وربط بايتاس استمرار تعثر مسلسل إدماج المرأة في التنمية بالقيم، قائلا: “المعضلة والمشكل في القيم وفضاءات التلقين والتعلم، وفي كيفية مقاربتنا لهذا الموضوع”، وتابع: “رغم الإشارات الإيجابية التي تصلنا في بعض الأحيان إلا أنه يجب الاشتغال بشكل عميق في هذا الجانب، لأن للمغرب السبق في مجال النهوض بحقوق النساء، من خلال مدونة الأسرة، والإرادة الملكية… وهذا يدفعنا جميعا إلى الاشتغال على الجانب القيمي، لأن الموضوع موضوع ثقافي”.
من جهته قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، في كلمة مسجّلة، إن مرادف كلمة “التنمية” في القرآن الكريم هو مصطلح “التزكية”، المرتبطة بالتخلي عن الأنانية، والإقبال على التعاون.
وأردف التوفيق: “إذا قامت الأسرة على مبدأ ممارسة التزكية في ما بين الرجل والمرأة، والتخلي عن الأنانية، وتدريب الأبناء على ذلك، وتحقيق التزكية بالعطاء المالي والنفسي، فهذا هو مفتاح التنمية الحقيقية، لأن الذي يكلف الأمة ويكلّف الدولة والإنسانية هو الإنسان إذا لم يتزكَّ”.
قد يهمك أيضا
المغرب يوقع إتفاقية شراكة لدعم المساواة بين الجنسين ومحاربة العنف ضد المرأة