واشنطن ـ المغرب اليوم
وُلدت جيسيكا كوكس من دون ذراعين نتيجة لعيب خلقي نادر، ومع ذلك دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية بكونها أول شخص يقود طائرة من دون ذراعين.
لم تقف إعاقة الأميركية جيسيكا أمام تحقيق أحلامها وممارسة حياتها كشخص طبيعي، وحصلت على الحزام الأسود في التايكوندو، وتمتلك رخصة قيادة، كما أنها تستطيع الكتابة على لوحة المفاتيح بسرعة 25 كلمة في الدقيقة، بالإضافة إلى أنها تضع وتزيل عدساتها اللاصقة بنفسها، وبواسطة أرجلها.
وفي لقاء مع "سبوتنيك" تحدثت الشابة جيسيكا عن حياتها، والتي تراها عادية ولا تختلف عن حياة أي شخص آخر، وتقول: "أرتدي ملابسي بنفسي في الصباح، وأنظف أسناني وأصنع قهوتي، وأتناول طعامي بواسطة قدمي، كما أني أقود سيارتي، وأحيانا أقود الطائرة".
وتتابع: "هناك بعض الأمور التي ألاقي فيها بعض الصعوبة، كحمل بعض الأشياء والتي أحملها بين ذقني وكتفي أو أضعها في حقيبة وأعلقها على كتفي، لا زلت أيضا أحاول إيجاد طريقة لربط شعري بطريقة ذيل الحصان".
وتضيف كوكس: "أحاول دائما التركيز على الأشياء التي يمكنني القيام بها، بدلا من الأشياء القليلة التي لا يمكنني فعلها، وهذه الفلسفة شيء أشاركه مع آلاف الأشخاص حول العالم كمتحدث لتحفيز الناس"، وحول تجربتها كأول شخص من دون أذرع يقود طائرة، تعترف الشابة جيسيكا بأن الطيران كان أكبر المخاوف لديها، على الرغم من عدم خوفها من المرتفعات، وتروي: كنت أخاف من عدم ملامستي للأرض، وبعد أحد الخطابات اتصل بي أحد الطيارين الحربيين وعرض عليي اصطحابي في رحلة، ترددت في البداية، لكن والدي الذي كان يقف إلى جانبي قال: "هي ترغب بأن تطير".
وتكمل الشابة ذات الـ32 عاما: بعد عدة أسابيع كنت أجلس في مقعد مساعد الطيار من طائرة بثلاث مقاعد، وأثناء طيراننا فوق مسقط رأسي في أريزونا الشمالية، سمح لي الطيار بالتحكم بالطائرة لعدة دقائق، وبعدها فورا شدتني فكرة أن أكون طيارا، وبعد ثلاث سنوات حصلت على شهادة طيران رياضية من إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية.
وحول طموح جيسيكا وحلمها تقول الأميركية جيسيكا: "لقد تشرفت بالدعوة إلى أكثر من 20 دولة، للتحدث مع الناس حول تحقيق أحلام حياتهم، لقد قضيت أكثر من 13 عاما في التدريب لأصبح متحدث أفضل، وأريد الاستمرار للوصول إلى أناس أكثر".
وتكمل: مسيرتي سمحت لي أيضا بتوجيه الأطفال المولودين من دون أطراف مع أسرهم، وفي عام 2017 أنشأت مؤسسة " Rightfooted Foundation International"، كوسيلة لتوجيه الدعم إلى العائلات التي قابلتها.
ووجهت جيسيكا كوكس رسالة إلى الأشخاص ذوي الحالات المماثلة في العالم وتقول: "أود أن أشجعكم على مواصلة تحقيق أهدافكم، ولكل الأشخاص الآخرين أشجعكم على إدراك أن الناس ذوي الاحتياجات الخاصة غالبا ما يكونون أكثر قدرة مما تتخيلون".
قد يهمك ايضا :