رام الله – دانا عوض
إستخدم جيش الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة نظام "حنيبعل" لمنع وقوع أي جندي أسير في يد المقاومة الفلسطينية.وأثار "نظام حنيبعل" حالة من التململ في صفوف الإسرائيليين، لأنه في نهاية الأمر يقضي بقتل ذلك الجندي حتى لا يكون أسيرًا في يد المقاومة الفلسطينية إلى جانب تدمير وقتل سكان المنطقة التي تجري فيها محاولة الاختطاف وحصل أكثر من حادثة أثناء العدوان على غزة لاسيما في الشجاعية ورفح.
وتعليمات " هنيبعل" واضحة في حال خطف أي من جنود الاحتلال وهو إطلاق النار بكثافة وبجميع الأسلحة في محاولة لتحريره ولو كان الثمن قتله وفق مبدأ "بيدي لا بيد عمرو" .و"حنيبعل" هو نظام سرّي سنّه الجيش الإسرائيلي في العام 1986 وفي أعقاب إتمام إسرائيل لصفقة تبادل لستة جنود إسرائيليين مخطوفين مع تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين –القيادة العامة مقابل أكثر من 1000 أسير فلسطيني وعربي آنذاك.
ويقضي النظام بتفعيل قدرات الجيش العسكرية كاملة وبمختلف أنواع الأسلحة في محاولة لقتل الجندي مع خاطفيه والانتقام من البيئة الحاضنة لعملية الخطف.وتعود تسمية "حنيبعل" لقائد جيش طنجة في حرب الرومان قبل الميلاد حيث فضل القائد "حنيبعل" قتل نفسه بالسم بدلًا من تسليم نفسه للرومان، ومن هنا جاءت التسمية لتشرح ذاتها، فبدلًا من وقوع جنود الجيش في يد أعدائهم أحياء يعمل الجيش الإسرائيلي كل ما في وسعه لقتلهم تحت غطاء محاولة إنقاذهم حتى يتخلص من عبء وجودهم أحياء في يد الأعداء.
وكان قائد المنطقة الشمالية الأسبق في الجيش الإسرائيلي "يوسي بيلد" هو أول من سنَّ هذا النظام العسكري بالتعاون مع قائد شعبة التخطيط آنذاك "غابي أشكنازي" وضابط الاستخبارات "يعقوب عميدرور"، في محاولة للتملص من دفع ثمن وقوع الجنود أسرى وقتلهم مع خاطفيهم إذا لزم الأمر.
واعترف جيش الاحتلال بتفعيل هذا النظام 5 مرات في حرب غزة الأخيرة وقتل في ثلاث مرات ثلاثة جنود كانوا في طور الخطف شرق خان يونس جنوب القطاع ،وفي بيت حانون شمال القطاع، فيما لا يزال مصير الجندي "أورون شاؤول" الذي اختفى في اشتباك شرق التفاح بداية الحرب البرية مجهولًا حيث نفّذ الجيش هذا النظام ودمّر أجزاء كبيرة من حي الشجاعية وقتل العشرات.
وفعّل هذا النظام أيضًا بعد خطف الضابط "هدار غولدن" شرق رفح وقام الجيش بكل ما يستطيع لضمان قتل الضابط وخاطفيه على حد سواء وقتل في سبيل انتقامه أكثر من 150 فلسطينيًا.ويواجه " هنيبعل" انتقادًا من الإسرائيليين أنفسهم، ووجّه المحلّل السياسي في القناة الإسرائيلية الثانية "عميت سيغل" انتقادًا لاذعًا لاستمرار تعاطي جيش الاحتلال مع هذا "النظام" الذي وصفه بغير الإنساني حيث يبيح قتل الجندي المخطوف مع خاطفيه، وتسمية هذه النتيجة المأساوية بالإنجاز وبالنجاح في إحباط عملية الخطف. كما قال.
ووصف سيغل ما يجري قائلًا "يفعلون كل شيء لضمان قتل الجندي المخطوف وبعدها يبدأون بالقصف العشوائي لعقاب السكان".ولفت سيغل إلى أن معنى هذا "النظام" هو أن الجندي الميت أفضل بكثير من الجندي المخطوف "فقد حاولت إسرائيل تفعيل هذا النظام في أعقاب خطف الجندي غلعاد شاليط في العام 2006 ولكنها فشلت في قتله بسبب تفعيله بعد ساعة من وقوع العملية" كما قال.