العيون - هشام المدراوي
يستوقفك منظر العشرات من العربات التي تحتوي على مجموعة من المعروضات المختلفة، في مكان غير بعيد عن وسط مدينة العيون، والتي تستقطب العشرات من المواطنين الذين أصبح لا يمر يوم عليهم، دون ما يقومون بزيارة "سويقة العيون"، التي تحولت مع مرور الوقت إلى قطب تجاري، يعتبر شريانًا حيويًّا بالنسبة للاقتصاد في المدينة ككل.
ورغم المشاكل الكثيرة التي باتت تعترض سير المعاملات في داخلها، ولاسيما في شهر رمضان، إلا أن ذلك كله لم يمنعها من أن تحافظ على مكانتها، وترفع من قيمة المعاملات التجارية الجارية فيها.
ولا يختلف اثنان، على أن من بين أبرز المؤهلات التي مكنت "سويقة العيون" من أن تتبوأ هذه المكانة التجارية، التي صارت تنعم بها اليوم، هو ذلك الموقع الإستراتيجي الذي تتوفر عليه، ما جعل منها القبلة الأولى لجميع السكان من المدينة، سواء أولئك القاطنين في شمال المدينة إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها.
فقربها من وسط المدينة، على اعتبار أن المسافة الفاصلة بين مركز المدينة و"السويقة" لا تأخذ منك أقل من عشرة دقائق مشيًا، زد على ذلك أن موقعها الحالي يجعلها منفتحة على مختلف الأحياء الشعبية المكونة للمدينة، كما أنها تقع بالمحاذاة من كل من سوق الخردة، وسوق السمك، الذي يشهدان بدورهما إقبالًا كبيرًا من سكان المدينة.
ومن مميزات تلك المدينة الكثيرة، اجتمعت كلها في هذا السوق الذي لا يزال يحتفظ بكثير من المعالم التقليدية، سواء على مستوى شكله، أو من حيث التعاملات التي تتم بشكل يومي في داخله، سواء بين التجار أو السكان من جهة، أو بين التجار في ما بينهم من جهة ثانية.
زد على ذلك، أن ما لم تجده من بضاعة في داخل متاجر العيون، ستجده لا محالة في داخل "سويقة العيون"، التي باتت تُشكِّل مركزًا تجاريًّا، يوفر كل ما يمكن أن تحتاج إليه الأسر في تلك المدينة، من لحوم، وأسماك، وخضر، وفواكه، وأغراض المطبخ، والتنظيف، والملابس، والأحذية، ومعدات الإصلاح، وغيرها من المستلزمات الأخرى، غير أن تنوع البضاعة يوازيه تباين على مستوى الأثمان التي تعرض بها السلع.
إذ يكفيك أن تتجول مثلًا في ركن من أركان "السويقة"، وتسأل عن الثمن الذي تعرض به بضاعة معينة، لدى أكثر من محل، أو لدى أصحاب العربات المختلفة، حتى تتفاجأ بتضارب كبير على مستوى أسعار المعروضات، إذ يصل الفرق في أحيان كثيرة إلى مائة في المائة، في ما يخص نسبة الزيادة، وهو أمر إن دل على شيء، فإنما يدل بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك غيابًا كبيرًا على مستوى مراقبة الأسعار في داخل السويقة.
ويرى المتضررون، أن "التفاوت الكبير والواضح في الأسعار والتلاعب الذي ينتج عن ذلك التفاوت من خلال فرض بعض الأسعار التي لا تتلاءم وقيمة السلع المعروضة ولاسيما في شهر رمضان، الذي يعرف إقبالًا متزايدًا على هذا الفضاء، يستوجب وبإلحاح كبير فرض تسعيرة موحدة، على جميع التجار المتواجدين في السويقة، وإجبارهم على إشهار تسعيرة المنتجات، التي يعرضونها لوضع حد لكل الممارسات التي من شأنها أن تضر بمصلحة المستهلك".
وبالرغم من الحركية المتزايدة التي تعرفها "السويقة"، إلا أن ذلك لم يوازه تكثيف لعمليات مراقبة جودة السلع المعروضة، لا من حيث الجودة أو تاريخ صلاحيتها، وفي مُقدِّمة تلك المعروضات نجد اللحوم، التي باتت تعرض بطريقة تثير الاشمئزاز، حيث يحيط الذباب باللحوم التي يتم وضعها تحت رحمة أشعة الشمس بمختلف ممرات "السويقة"، وبالتالي صارت عرضة لامتصاص الميكروبات والبكتريا بحكم احتكاك المارة بتلك اللحوم، بعد أن تم وضعها مكشوفة وسط بعض المسالك والممرات، وهو ما يتطلب من جهات المراقبة تكتيف عمليات المراقبة الصحية حماية لصحة المستهلكين.