الرئيسية » تحقيقات

رام الله – وليد ابوسرحان

تنشغل وسائل إعلام إسرائيلية بقضية خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قيادة الفلسطينيين، بعد أن بلغ 78 عاما، ومدى إمكانية قبول أسماء أخرى ووصولها إلى نصب. وادعت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الصراع في حركة "فتح" على خلافة عباس، بدأ رغم أنه ما زال يحظى بلقب "رئيس فلسطين"، وهو يُعتبر الشخص الوحيد المتبقي تقريبًا، من جيل المؤسسين للحركة الوطنية الفلسطينية. وحاول تقرير صحافي إسرائيلي، الإثنين، أن يتكهن بالشخصيات المرشحة لخلافة عباس في قيادة الفلسطينيين، مشيرا إلى "صعوبة التفكير حاليًا بوجود شخصية بوسعها أن تشكل منافسًا له (في الضفة الغربية، تقع غزة تحت سيطرة "حماس" الكاملة منذ العام 2007). ورغم أن المرة الأخيرة التي وضع نفسه في انتخابات ديموقراطية كانت قبل 8 أعوام، ورغم أن "حماس" تزعم أن سلطته غير شرعية إطلاقا، إلا أن عباس ما زال مقبولا بالنسبة للعالم كله (الدول العربية، إسرائيل، الولايات المتحدة)، زعيما شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني. إلا أنه في الفترة الأخيرة، وعلى خلفية ضعف "حماس"، والشعور في أوساط معينة داخل "فتح" أنه يجب استغلال ذلك من أجل إعادة غزة إلى سيطرة منظمة "فتح"، وربما بإيحاء من التغييرات الدراماتيكية الحالية في العالم العربي، التي تخطت الفلسطينيين مؤقتا، فإن هناك من يخطط للصراع على الخلافة. يبلغ أبو مازن من العمر 78 عامًا، يدير الأمور بحذر، منذ انتخابه رئيسًا، ويمتنع عن تعريض السفينة للغرق، أو إحداث ثورة، سواء في مجال العلاقات مع إسرائيل، أو في المجال الداخلي. أثبتت هذه الرؤيا حتى الآن أنها متكاملة، بحيث في الوقت الذي يعاني فيه كامل الوطن العربي من اهتزازات شديدة، تشهد الضفة الغربية استقرارًا منذ عدة أعوام. مع ذلك، فإن في "فتح"، لم تتوقف الصراعات الداخلية أبدًا. وفي الفترة الأخيرة، نشر الموقع الإسرائيلي "والا" أن أبا مازن يدرس تعيين مروان البرغوثي نائبًا للرئيس. وقد كان رجل "فتح" وقائد كتائب شهداء الأقصى أثناء الانتفاضة الثانية. ويقضي محكومية في سجن إسرائيلي بخمسة أحكام بالسجن المؤبد، نظرًا لمساهمته في قتل العديد من الإسرائيليين، خلال عدة أعوام. ينظر الكثيرون إلى البرغوثي، وفي إسرائيل أيضًا نظرة الشخص الوحيد الذي قد يحظى بالشرعية من الشارع الفلسطيني، وذلك لأنه كان شريكًا في النضال ضد إسرائيل، وأنشأ علاقات مع قادة "حماس" خلال وجوده في السجن، رغم مواقفه المتطرفة اليوم، فقد دعم البرغوثي سابقًا الحل السلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولهذا السبب فإن هناك أشخاصًا بارزين في إسرائيل، كوزير الدفاع السابق بنيامين (فؤاد) بن إليعزر الذي يزوره في السجن ويجري معه حوارًا. وتكمن المشكلة الرئيسية التي تمنع البرغوثي من المنافسة على قيادة السلطة، حقيقة كونه معتقلا، وأنه لا يوجد في المستقبل المنظور أي مخطط لإطلاق سراحه. لقد تأمل البرغوثي أن تتمسك "حماس" بمطلب الإفراج عنه خلال المفاوضات للإفراج عن جلعاد شليط، إلا أن أوساطا إسرائيلية تقول أنه لا يمكن تحقيق مطلب كهذا، فقادة "حماس" يعتبرونه منازعًا سياسيًا خطيرًا ويفضلون بقاءه مسجونًا. ليس هناك شك، أن البرغوثي صغير السن نسبيًا، ويبلغ 55 عامًا، وينظر إلى نفسه نظرة نيلسون مانديلا الفلسطيني، ولا يفقد الأمل بالوصول إلى موقع القيادة في يوم ما. ويثير مرشح آخر الخلاف الشديد الذي لم يهدأ في أوساط المحيطين بأبي مازن، وهو محمد دحلان. وكان دحلان قد اختفى عن الساحة في الأعوام الأخيرة، بعد أن تم طرده من حركة "فتح" في أعقاب التقارير والإشاعات بشأن محاولة التآمر ضد أبي مازن، من أجل الإطاحة به من منصبه. ورغم نفيه، فقد اضطر إلى مغادرة السلطة وإيجاد ملجأ له في القاهرة وعمان والدوحة وأماكن أخرى. بالإضافة إلى ذلك، فقد استمر في الحفاظ على علاقة مع الأراضي الفلسطينية، لأنه عمل لوقت ما رئيسًا لجهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة، وهو الرجل القوي فيه. وثمة أقوال أنه يخطط للعودة ويطمح أيضًا أن يصبح رئيسًا لفلسطين، على الأمد القريب. تحدث الصحافي الإسرائيلي إيهود يعاري أخيرًا عن أن دحلان تبنى زهوة وهي ابنة ياسر عرفات. وكانت الرسالة واضحة، فمن يسيطر على ميراث عرفات فإنه يرى نفسه وريثًا له. لم يكن من الممكن ذكر اسم دحلان دون أن يتم ذكر اسم نظيره في الضفة الغربية، جبريل الرجوب. وشجع ياسر عرفات قادة شباب خصوم وفقا لسياسة فرّق تسُد، والتي ميزته وجعلت الجميع يرتبطون به ارتباطا وثيقًا. كان رجوب المعروف بلقب "أبي رامي" طوال السنين، رئيسًا لجهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية. إلا أنه ابتدأ طريقه داخل سجن إسرائيلي، وتم إطلاق سراحه في العام 1985، وقد اكتسب لغة عبرية بمستوى عال جدا، تتيح له إجراء مقابلات بطلاقة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية حتى وقتنا هذا. تعتبر قيادة الأمن الوقائي في بيتونيا نموذجًا لنمط يتم بموجبه بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وفيها ضباط تم تأهليهم من قبل وكالة المخابرات المركزية (CIA) والمخابرات الأردنية. إلا أنه تم تدمير القيادة خلال عملية "السور الواقي"، التي جرت بعد العديد من الأعمال الإرهابية الكثيرة التي نفذتها المنظمات الفلسطينية داخل إسرائيل. ويبدو أن جبريل يرفض السماح بهدم مقر قيادته، وتصرفات الإسرائيليين تجاهه، وتحوّلت تصريحاته إلى أكثر تطرفًا مع مرور الوقت. في الأعوام الأخيرة، يشغل جبريل منصب رئاسة اتحاد كرة القدم الفلسطينية، وعضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقد أعاد له هذا المنصب قوته في الشارع الفلسطيني. تجدر الإشارة، إلى أن هناك أسماء أخرى، يتم ذكرها كمرشحين محتملين مثل عباس زكي أو أبي ماهر غنيم، إلا أنهما غير معروفيْن بين أوساط الجمهور الفلسطيني ويستمدان دعمهما من المؤسسات القديمة التابعة للحركة الوطنية الفلسطينية. وحتى اللحظة، يبدو أن أبا مازن، رغم المشاكل الصحية التي يعاني منها، والتي تعتبر طبيعية بالنسبة لشخص في عمره، لا زال يسيطر جيدًا إلى حد ما، إلا أنهم في "فتح" يعرفون أنهم إذا لم يكونوا جاهزين في اللحظة المناسبة، فسيجدون أنفسهم أمام تحدٍ ليس بسيطا تمثله حركة "حماس".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اليونيسيف تُحذر من آثار خطيرة للحرب الإسرائيلية المستمرة في…
واشنطن تتجاهل مئات التقارير عن استعمال الأسلحة الأميركية في…
700 عائلة إسرائيلية تسجل للاستيطان في غزة وحماس تنتقد…
مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية
قيادات في حركة حماس وحزب الله إغتالتها إسرائيل منذ…

اخر الاخبار

الرئيس الصيني يضع المملكة المغربية على قائمة الشركاء الاستراتيجيين
عبد اللطيف وهبي يُؤكد أن مهنة المحاماة تواجهها الكثير…
رسالة من جلالة الملك محمد السادس إلى رئيس مجلس…
محكمة جزائرية قضت طفلة مغربية لأغراض سياسية

فن وموسيقى

رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…
نادين نسيب نجيم تكشف عن سبب عدم مشاركتها في…

أخبار النجوم

سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…
فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

إيران تنفي طلب حماس 500 مليون دولار لتنفيذ هجمات…
إسرائيل تنتظر تنسيق الدفاع مع أميركا قبل ضرب إيران
أميركا تنشر نظام "ثاد" للدفاع الجوي في إسرائيل استعداداً…
وثائق تكشف أن نصرالله دعم 7 أكتوبر وطلب وقتاً…
تخوف أميركي من قائمة اغتيالات ستنفذها إيران على رأسها…