لندن - سليم كرم
قام طبيب سوري تدرب في بريطانيا بنشر تسجيل فيديو على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يزعم فيه ظهور أعراض على بعض ضحايا هجوم للنظام السوري على مدينة حلب مثل خروج رغاوي من الفم وانقباض الحدقة وضيق في التنفس، وهي أعراض تشبه أعراض التأثر بهجوم بأسلحة كيميائية، ويبدو الطبيب نيازي حبش في تسجيل الفيديو وهو يقوم بعلاج هؤلاء الضحايا. وتنسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى خبراء قولهم إنهم يعتقدون بأن النظام السوري ربما ألقى أسلحة كيميائية على السكان الأكراد في منطقة الشيخ مسعود، خلال هجوم أسفر عن مقتل طفلين وامرأة في مطلع هذا الشهر. ويزعم الطبيب أنه قام بعلاج الضحايا بترياق أنتروبين المضاد للأسلحة الكيميائية، بينما يزعم خبراء بأن الأعراض التي ظهرت على هؤلاء الضحايا تشبه تلك التي ظهرت على ضحايا الهجوم على خان الأسد بالقرب من حلب. ويعتقد بأن الهجوم الذي وقع في 13 نيسان/ أبريل ربما كان انتقامًا من قرار السكان الأكراد الانشقاق على النظام ودعم المقاومة. ويزعم الجنرال الإسرائيلي إيتاي برون أن النظام السوري اعتاد بانتظام استخدام مواد محظورة ضد المقاومة السورية. وأسفر هجوم 13 نيسان/ أبريل الجاري عن إصابة 15 فردًا، كما توفي من بينهم طفل عمره أربعة أشهر، وآخر عمره 18 شهرًا وصبي ثالث متأثرين بتلك الإصابات. ويرجخ خبير سابق في الجيش البريطاني أن يكون السلاح الكيميائي المستخدم هو غاز السرين، وذلك من واقع وصف الحاويات التي سقطت من الجو، ويؤكد أن النظام السوري يستخدم غاز السرين على حالته الخام من غير تجهيز. وحذر الرئيس الأميركي أوباما وغيره من زعماء الغرب بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية، واعتبروا ذلك بمثابة "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه. وتشير تقارير إلى أن النظام السوري استخدم تلك الأسلحة على مدى الأشهر القليلة الماضية، وأن الهجوم الأخير المزعوم هو الرابع من نوعه. وكشف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، الأسبوع الماضي، عن وجود عنصر كيميائي في عينة من التربة تم أخذها من منطقة خان الأسد بعد اختبارها. وقال هيغ إن بريطانيا سوف تسعى لرفع الحظر الأوروبي المفروض على توريد الأسلحة إلى سورية خلال الشهر المقبل حتى يمكن تسليح المقاومة السورية ضد نظام الأسد. وأضاف أن فرنسا وبريطانيا ترغبان في التمكن من التصرف بصورة عاجلة، من أجل منع مثل هذه الأعمال الوحشية في المستقبل. وتعتزم بريطانيا تزويد المقاومة بعدد 34 سيارة مدرعة خمسة منها ذات دفع رباعي للمساعدة في الإطاحة بنظام الأسد. ويعترض البعض في الغرب على تسليح المقاومة السورية، لا سيما وأن تنظيم "القاعدة" قد اختطف الكثير من جماعات المعارضة السورية. وترفض الحكومة الأميركية تسليح المقاومة السورية خوفًا من وقوع تلك الأسلحة في أيدي المتطرفين. وحذر الرئيس السوري بشار الأسد الغرب من أنه سوف يدفع الثمن باهظًا "في قلب" أوروبا والولايات المتحدة بسبب دعمهم للمتطرفين الإسلاميين في الحرب الأهلية السورية. وتعتقد الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" أن سورية لديها مخزون ضخم من الأسلحة الكيميائية، وذلك في الوقت الذي يتبادل فيه طرفا النزاع في الحرب الأهلية السورية الاتهامات باستخدام هذه الأسلحة ضد بعضهما بعضًا. وتثور مخاوف بشأن مصير هذا المخزون من الأسلحة التي تتضمن غاز السرين وغاز المستردة، وكلاهما يمكن استخدامه عبر الغارات الجوية والصواريخ والمدفعية، وهناك من يعتقد بأن سورية تسعى لإنتاج المزيد من غازات الأعصاب السامة.