الرباط _ المغرب اليوم
مع تزايد حاجة الشباب المغربي إلى الشغل، خاصة خريجي الجامعات والمعاهد، ظهرت “شركات وهمية” تستغل هذا المعطى لـ”النصب” على الباحثين عن العمل؛ وذلك بطلب أداء مبلغ مالي مقابل إعداد “ملف التشغيل”، بعد إيهامهم بأنهم نجحوا في مباراة التوظيف. سعاد، “اسم مستعار”، واحدة من الشباب الذين استيقظوا من حُلم العثور على منصب شغل على وقع صدمة التعرض للـ”نصب”، بعد أن قَدمت من مدينة تطوان إلى الرباط واجتازت المباراتين الكتابية والشفهية لدى شركة تتخذ من حي أكدال مقرا لها، فُطلب منها أداء مبلغ 800 درهم بداعي إعداد وثائق التصريح بها
لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. استغربت سعاد الطلب، انطلاقا من معرفتها بأن الأجراء لا يدفعون أي مقابل لقاء التصريح بهم في الصندوق سالف الذكر؛ غير أن الشخص المكلف بمقابلتها أقنعها بجدية الموضوع، وأن ما جعل الشركة تقبل توظيفها هو توفرها على إجازة جامعية ودبلوم في اللوجستيك. وتضيف ابنة مدينة تطوان أن أصحاب الشركة أخبروها بأنهم سيمكّنونها من تكوين بشكل حضوري وعن بعد، حتى تكون مؤهلة لمباشرة وظيفتها؛ ما جعلها تستسلم ودفعت مبلغ 800 درهم، في حساب شخص يدعى “م. ص” وليس في اسم الشركة، ثم عادت إلى مدينتها على
أساس أن يتصل بها المسؤولون المعنيون بعد أيام لبدء عملها؛ غير أنهم لم يتصلوا بها. تقول الشابة التطوانية إنها انتظرت أن تتصل بها الشركة لتعمل في فرعها بمدينة تطوان، على الرغم من الشكوك التي روادتها في جدّيتها منذ أن طُلب منها أداء مبلغ 800 درهم. ومع مرور الأيام، بدأت شكوكها تكبر، إلى أن اقتنعت بأنهم “مجرد نصابة”، كما تقول. يؤكد شمس الدين عبداتي، رئيس المنتدى المغربي للمستهلك، أن مثل هذه الشركات الوهمية بدأت تظهر مستغلّة مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب “ضحاياها” من الباحثين عن العمل، موضحا أنه يصعب على مواطن عادي أن يعرف
ما إن كانت شركات حقيقية أو وهمية. وعلى غرار سعاد، فإن عددا من “ضحايا الشركات الوهمية” يفضلون نسيان الموضوع، عوض مباشرة الإجراءات القانونية لاسترداد ما ضاع منهم من أموال والمطالبة بالتعويض عن الأضرار اللاحقة بهم. في هذا الإطار، قال شمس الدين عبداتي، في تصريح لهسبريس، إن أوّل ما ينبغي على أي شخص طَلبتْ منه شركة ما مبلغا ماليا هو أن يُطالبها بوصْل باسم الشركة، من أجل اتخاذه كحجة لرفع دعوى قضائية ضدها لاسترداد ماله وتعويضه عن الضرر، إذا لمْ توفِ بالتزامها. وذهب رئيس المنتدى المغربي للمستهلك إلى وصف ما تقوم به هذه الشركات بـ”النصب والاحتيال”، داعيا الشباب الباحثين عن العمل عن طريق عروض الشركات في الأنترنيت إلى التأكد من حقيقة أي شركة قبل التقدم إليها بطلب العمل.
قد يهمك ايضا
دراسة تؤكد أن 44.7 في المائة من الشباب المغربي لا يثق في الأحزاب
البيجيدي يدعو الشباب المغربي إلى المشاركة في الحياة السياسية