الرئيسية » تحقيقات
الأطفال الأيزيديون

بغداد – نجلاء الطائي

كشفت قناة تلفزيزنية عن واقع أليم ومرير عاشه الأطفال الأيزيديون في المناطق التي سيطر عليها تنظيم "داعش" بعد احتلاله لأراضي شاسعة في سورية والعراق على مدى أربع سنوات ونيف.

  أقرأ أيضا : التحالف ضد "داعش" يعلن أن لا حلَّ عسكرياً للحرب في سورية وإنما حل سياسي دولي

سام إدريس، الطفل العراقي الأيزيدي الذي قضى قرابة العامين في مدينة "الرقة" السورية  مع أمه وأخيه الطفل المجند أحمد، قبل أن يعودوا من الأسر حاملاً أفكار القتل والذبح والتكفير، كما يتذكر والده ادريس.

ويتحدث الوالد أدريس، هنا عن "لعبة الموت" الشهيرة التي ابتدعها تنظيم "داعش"، في محاكاة لألعاب الفيديو العنيفة، والتي أشرك فيها مجموعة من الاطفال الايزيديين الذين يظهرون في الفيلم وهم ينفذون عمليات قتل وذبح حقيقية. رسالة إلى العالم كله عن قدراته في زرع الفكر الذي يعتقده، وعن كيفية تحويله أطفال المستقبل إلى قتلة، نزع منهم طفولتهم، وحولهم قنابل موقوتة في مجتمعاتهم.

يعيش وسام وأخوه أحمد حاليا في ألمانيا حيث ترعاهم منظمات دولية تعنى بمساعدتهم على تخطي المحنة التي مروا بها، ونزع الأفكار المتطرفة التي غرسها "داعش" في عقولهم الصغيرة. فقصص ما رأوه من تعذيب خلال التدريب والآثارُ النفسية المترتبة على تنفيذهما لعمليات ذبح أو حتى رؤيتها فقط، تسكنهما في كل لحظة.

قدرت طريق النجاة لهذين الطفلين وأطفال آخرين، في حين قتل مئات المجندين الأطفال في المعارك أو بيد تنظيم "داعش"، فيما يبقى مئات من الأطفال يتدربون او يقاتلون حتى الان في صفوف "داعش" في مناطق متعددة من سورية، ومستقبلهم لا يبدو مشرقا أبدا.

"قناة الان" جالت في جبل "سنجار" والقرى المحيطة به في أقصى الشمال الغربي للعراق، ووثقت شهادات مروعة رواها الاطفال الأيزيدون الذين كانوا مجندين في معسكرات "داعش"، وجرى تحريرهم مؤخرا من قبضته.  خلال رحلة بحثه الطويلة عن ولده المفقود، التقى والد أمير عشرات من الأطفال المجندين العائدين. في كل مرة كان يستمع لقصصهم، كان قلقه يزداد. فأفكار داعش كانت قد عششت في عقولهم، ومنهم من تشبث بها.

يغسل الفتى شاكر وجهه بالماء البارد علّه يغسل معه ذكريات ثلاث سنوات من القسوة والعذاب عند "داعش". قصته كقصص مئات من الأطفال العراقيين الأيزيديين الذين اختطفهم التنظيم حين احتل سنجار ومحيطَها، وعمِل على تحويلهم لقنابل موقوتة تستهدف أهلَهم وأبناء وطنهم العراق. أما رفيقُه كلهات، فلا يزال ينوأ تحت مشاعر الانكسار والخوف مما عاشه. تعرض كلهات مرارا وتكرارا للضرب العنيف والتعذيب مع والدته وأخواته، وشاهد بعينيه مسلحي داعش يبيعون والدته وأخواته سبايا فيما بينهم، قبل أن يخضعوه لعمليات غسيل دماغ، لزرع الأفكار المتطرفة فيه، وزجه بعد ذلك في معسكرات تدريب يتعلم فيها أساليب القتل والذبح وتفجير الأحزمة الناسفة.يطمح شاكر وكلهات ان يستعيدا حياتهما مجددا، وأن يواصلا دراستهما التي عادا اليها بعد انقطاع خلال سنوات الاسر.  ويحلمان بالمستقبل.

منذ ثلاث سنوات، يعمل محمود وفريقه المجهول على إنقاذ العشرات من الأطفال الأيزيديين والفتيات "السبايا". يقيم هذا المنقذ الشاب منذ وقت ليس بقصير بالقرب من جبل سنجار على بعد بضعة كيلومترات من الحدود العراقية السورية. عمليات تجنيد الأطفال في الحروب ليست جديدة في التاريخ، فلطالما استخدمتها الجماعات المسلحة.  لكن داعش تفنن في تجنيد الأطفال من الأيزيديين والتركمان والموصليين، من سلخهم من مجتمعاتهم بشكل كامل، إلى تعذيبهم وغسل أدمغتهم وتدريبهم بدنيا وعسكريا على خوض معارك فيها عمليات إعدام وذبح وتفخيخ وتفجير، إلى تحويل عدد منهم لانتحاريين يستهدفون مجتمعاتهم وأهلَهم حتى. الطفلان الانتحاريان الأيزيديان أمجد وأسد من هؤلاء الأطفال المدربين لتنفيذ عمليات انتحارية.

أمجد وأسد نفذا تفجيرات انتحارية في مدينة الموصل، أفرد لها داعش اصدارا خاصا، وروج لها على نطاق واسع، ليدلل على سلاحه غير التقليدي والموقوت في حربه ضد العراق.

 هل تخيلت يوماً أن تشتري طفلك؟ أو أن تدفع لمن يختطفُه ويعيدُه إليك؟ خياران على صعوبتهما أسهلُ وأخفُ وطأة من أن تسلّم بخيار مجبر عليه، عندما يرفضُ طفلُك العودةَ إليك ويفضلَ طريق الموت عوضا عنك، لاعتقاده أنك وبكل بساطة.. كافر. يكشف المنقذ محمود، لقناة الان، الطرقَ التي يتبعها مع فريقه لإنجاز عمليات إنقاذ الأطفال المجندين، بما في ذلك الاستعانة بوسطاء ومهربين على جانبي الحدود السورية والتركية والعراقية.

شاءت الصدفة أن تعثر الفصائل الكردية بالقرب من أحد الحواجز الفاصلة بينها وبين "داعش"، على الطفل الأيزيدي أيهم... لا يتذكر أيهم الكثير عن عائلته، ولا عن الامكنة الكثيرة التي كان يتنقل فيها منذ وقوعه في أسر داعش صيفَ عام 2014، وها هو يحاول خلال الاستفهام منه استكشاف الاشخاص الذين يحيطون به منذ دخوله الحدود العراقية قبل بضع ساعات.

وتشير التقارير التي وثقت أرقام الضحايا الايزيديين على يد "داعش"، الى أن اكثر من ستة الآف رجل وامرأة وطفل اختطفهم داعش حين احتل مدينة سنجار وقراها. أعدم منهم قرابة ألفي رجل في مقابر جماعية، وسبى حوالى 3 الاف امرأة، معظمُهن الآن مجهولات المصير، فيما جند حوالي ألف طفل تتراوح أعمارُهم بين السابعة والخامسة عشرة سنة، معظمهم قتلوا في المعارك أو فجروا أنفسَهم بسيارات مفخخة أو أحزمة ناسفة، والمئات منهم غُسلت أدمغتهم لقبول أفكار التنظيم المتطرفة والقتال في صفوفه. لكن العشرات نجحوا في الهروب أو حررتهم عائلاتُهم عبر مهربين ووسطاء، وبعضهم،  كالطفل أيهم، عثرت عليهم القوات التي تحارب داعش بالصدفة، تائهين في الأراضي السورية. وبانتظار العثور على عائلته أو من بقي منها في مكان ما من الاراضي العراقية أو السورية، سيعيش أيهم في رعاية عائلة عراقية أيزيدية. وبينما يتطلع لنسيان السنوات التي كسر فيها داعش رأسَه، وينساها كما نسي لغتَه ومعظمَ عائلته، يبقى مئاتُ الأطفال العراقيين، إما مجندين لدى "داعش"، أو منسيين في المخيمات المتناثرة في مناطق شتى من العراق. لكن يبقى الأمل في إنقاذهم، وإعادة أحلامهم إليهم، كما عادت لشاكر وكلهات وكما ستعود للطفل أيهم.

وقد يهمك أيضاً :

بومبيو يعتبر أن تنظيم "داعش" لايزال يشكل تهديدا

"داعش" في قريتين في الصحراء السورية يؤكد أن هزيمته وشيكة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اليونيسيف تُحذر من آثار خطيرة للحرب الإسرائيلية المستمرة في…
واشنطن تتجاهل مئات التقارير عن استعمال الأسلحة الأميركية في…
700 عائلة إسرائيلية تسجل للاستيطان في غزة وحماس تنتقد…
مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية
قيادات في حركة حماس وحزب الله إغتالتها إسرائيل منذ…

اخر الاخبار

رياض مزور يترأس المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال في إقليم…
السفير محمد عروشي يُؤكد على الدور الحاسم الذي لعبته…
وزير العدل المغربي يُوجه كلمه بمناسبة عقد المكتب الدائم…
السلطات البلجيكية تُرحل عشرات المهاجرين إلى المغرب

فن وموسيقى

تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

نشر منظومة "ثاد" في إسرائيل يُعمّق الانخراط الأميركي بأزمة…
إيران تنفي طلب حماس 500 مليون دولار لتنفيذ هجمات…
إسرائيل تنتظر تنسيق الدفاع مع أميركا قبل ضرب إيران
أميركا تنشر نظام "ثاد" للدفاع الجوي في إسرائيل استعداداً…
وثائق تكشف أن نصرالله دعم 7 أكتوبر وطلب وقتاً…