القاهرة - المغرب اليوم
«كفى نزوحاً، نريد العودة إلى ديارنا حتى لو مدمرة»... في غزة تبدو الأمنيات متواضعة في قطاعٍ يشعر أهله بأنه لا حق لهم في الاحتفال ببزوغ شمس عام جديد وهم يعيشون تحت النار والدمار والحصار، يرون أطفالهم يموتون أمام أعينهم، دون أن يستطيعوا حمايتهم، يفقدون منازلهم دون أن يجدوا مأوى إلا خياماً متهالكة لا تقي من برد الشتاء.
أهالي غزة يستقبلون عام 2024 بقلوب معلّقة بين أمنيات السلام والوقف الفوري لألم الحرب، في حين تناغمت اللحظات الأخيرة من العام السابق مع صدى آلة الحرب الإسرائيلية، حيث يتابع الطيران الحربي عزف ألحان الموت في سماء القطاع، مسجلاً فصولاً جديدة من الألم والخراب.
تتسلل الدبابات إلى مواقع في وسط القطاع، كأنها ترقص على أوتار التوتر المستمر، وسط ترقب من الغزيين الذين يحملون في أعماقهم أمنيات جادة بوقف الحرب، والعودة إلى الديار التي شُرّدوا منها.
وتصعد أمنيات أهالي غزة إلى السماء، يرافقها الدعاء بأن تتوقف هذه الحرب والمعاناة، والانتقال إلى حياة أكثر استقراراً. يرفع الفلسطينيون صوتهم بشغف وصدق، يعلنون رغبتهم في السلام وعودة الحياة إلى طبيعتها، حيث يُنظَر إلى كل مبنى مدمَّر بأنه قصة انتظار طويلة لا تعرف متى تكون نهايتها.
ويقول النازح أبو حسن الخالدي: «أتمنى أن يحل السلام وتنتهي هذه المشكلة ونعود إلى بيوتنا، يكفي هذا، يكفي موت ويكفي دم، ابنك الصغير مش متهني عليه، إن ولدت امرأتك مش متهني عليها، نحن في حياة لم تمر علينا من قبل نهائياً، نأمل أن تكون سنة 2024 ولادة جديدة».
يرفع ناجي حمد، وهو مواطن شُرّد من شمال غزة إلى جنوبه برفقة عائلته، كفّيه إلى السماء متضرعاً إلى الله أن يشهد العام الجديد في بدايته وقفاً للحرب الإسرائيلية على غزة.
يقول حمد، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «فقدت كثيراً من أفراد عائلتي، الآن الأمل أن أعود بمن تبقّى من أبناء وأحفاد إلى الشجاعية في شمال غزة، سئمنا العيش هنا في هذه الخيام الممزقة، نحن هنا لا نعيش أبداً، بل نخوض فصلاً جديداً من الموت البطيء».
بالنسبة لحمد، فإن أمنياته لا تختلف عن كل النازحين الفلسطينيين الذي غادروا شمال غزة إلى جنوبه.
وأضاف: «الكل هنا يأمل أن تنتهي الحرب ويعود الناس إلى ديارهم التي يعرفون أنها مدمَّرة، ورغم ذلك يريدون العودة إليها».
آيات النجار تحمل الهم نفسه، وترغب أن تعود إلى جباليا، حتى لو نصبت خيمة هناك وعاشت فيها. وتقول النجار: «هنا لا نجد ما نأكله، نحن هنا لا نعيش أبداً، ولا شيء من مقومات العيش الآدمي متوفر، أريد أن أعود إلى بيتنا المدمَّر في جباليا، وسأنصب خيمة هناك وأعيش فيها أفضل من هذا اللجوء القاتل».
بينما يقول محمد حمودة، الذي نزح إلى رفح جنوب قطاع غزة، إنه يضطر للتسول لشراء بعض الاحتياجات الضرورية التي تُبقي أطفاله على قيد الحياة. ويضيف: «وصلنا إلى الموت جوعاً، لا نريد أن نموت في هذه الخيام نريد أن نعود ونموت فوق ركام منازلنا التي دُمّرت في مدينة غزة».
وأشارت إحصائية نشرها «الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني» إلى مقتل أكثر من 22 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، 98 في المائة منهم في قطاع غزة، منهم 40 في المائة أطفالاً، و30 في المائة نساء.
وتشير إحصائيات الجهاز المركزي إلى نزوح 1.9 مليون شخص داخل قطاع غزة، بعيداً عن أماكن سكنهم، من أصل 2.3 مليون نسمة يشكلون العدد الإجمالي لسكان القطاع.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الجيش الإسرائيلي يقرر سحب ألوية قتالية من قطاع غزة