كييف - المغرب اليوم
مع تكرار موسكو وبكين إعلانهما الرغبة في ظهور نظام عالمي متعدد الأقطاب، يرجح متخصصون أن المشهد الراهن، ومع دخول حرب أوكرانيا عامها الثاني، سيقود لتشكيل نظام عالمي جديد، خاصة مع ترسيخ الانقسام بين الغرب من جانب، وروسيا وحلفاءها من جانب آخر.
ويعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير، الخميس، الداعي لانسحاب روسيا من أوكرانيا ووقف القتال، آخر المواقف التي تشير بقوة إلى اتساع الهوة بين الغرب وموسكو، حيث صدر بموافقة 141 صوتا مقابل امتناع 32 دولة من بينها الصين، بعد أيام من تبادل الاتهامات بين أطراف الحرب بشأن المتسبب فيها.
وصاحب الاتهامات الحادة المتبادلة بين أطراف الحرب، وعيدا بالتصعيد واستمرار القتال، برز في عدة مواقف ومؤتمرات وتصريحات الشهر الجاري، منها:
ففي 20 فبراير أقيم مؤتمر ميونخ للأمن دون دعوة لروسيا. وأكد مسؤولو الغرب في ميونخ زيادة دعم أوكرانيا. وحذر الغرب الصين من إمداد روسيا بالأسلحة.
وفي 21 فبراير علقت روسيا مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" لتقليص الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة. والتقى الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال زيارة مفاجئة لكييف، ثم توجه إلى وارسو، مؤكدا أن روسيا لن تنتصر في الصراع أبدا.
وشدد الكرملين على أن زيارة بايدن لأوكرانيا وبولندا، لن تؤثر على السياسة الروسية.
وفي 22 فبراير أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي، زيارة لموسكو بعد عام من توقيع الدولتين شراكة "بلا حدود" متعلقة بالتسلح والطاقة. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيارة مرتقبة لنظيره الصيني لموسكو. وأكد وزيرا خارجية روسيا والصين استعداد بلادهما للدفاع عن مصالحهما.
وأبدت الخارجية الأميركية قلقها تجاه زيادة التحالف بين البلدين.
وفي 23 فبراير اجتمع بايدن مع قادة مجموعة "بوخارست 9 " لدول أوروبا الشرقية الأعضاء في حلف الناتو، مشددا على أن الحلف سيدافع عن أعضائه حال التعرض لعدوان روسي. وأعلنت واشنطن أن لديها معلومات بشأن تفكير الصين بتزويد روسيا بالأسلحة.
ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على قرار بانسحاب روسيا من أوكرانيا، وصف بأنه عزل لروسيا.
وفي 24 فبراير قدمت الصين، وثيقة سلام لوقف حرب أوكرانيا، محذرة من استخدام الأسلحة النووية.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، رجح الدبلوماسي اللبناني السابق وخبير الشؤون الأميركية، مسعود معلوف، أن شكل النظام الدولي سيتحدد وفقا لنتائج الحرب، مشيرا إلى 3 سيناريوهات متوقعة لها:
السيناريو الأول: في حال انتصار روسيا، قد يدخل العالم حربا باردة جديدة تضم روسيا والصين وحلفاءهما، ومن جهة ثانية دول الناتو ومعها اليابان وأستراليا.
السيناريو الثاني: وإن حققت أوكرانيا النصر، سنجد الغرب في وضع أقوى مقابل روسيا، ما يرجح تقرب الصين من الغرب دون الابتعاد عن روسيا.
السيناريو الثالث: إذا نجحت المفاوضات الصينية بين الغرب وروسيا، وهو الأكثر احتمالا من أي انتصار عسكري، ستستطيع روسيا أن تقول إنها حققت أهدافها باسترجاع أراض تعتبرها تابعة لها، وتتمكن أيضا أوكرانيا من إعلان نجاحها في صد الهجوم الروسي.
السيناريو الرابع: يتمثل بانفراج في العلاقات الدولية، وربما يعزز وضع واشنطن بتصدير الصورة بأن دعمها لكييف كان سببا وراء منع روسيا من فرض سيطرتها على أوكرانيا.ولا يتوقع معلوف أن يغير قرار الأمم المتحدة بمطالبة روسيا بوقف القتال، مسار الحرب، لا سيما أن المعلومات تشير إلى تجهيز روسيا ما لا يقل عن 250 ألف جندي إضافي للقيام بهجوم جديد على أوكرانيا، إضافة لاستمرار الغرب في دعم كييف، مؤكدا أن الحرب مستمرة إلى أن يقتنع الفرقاء بالحل الدبلوماسي.
قد يهمك أيضا
مواجهة بين أوكرانيا وروسبت في مجلس الأمن الدولي في نيويورك