الرئيسية » تحقيقات
أطفال مصابين في الهجوم الكيماوي

دمشق - نور خوام

وصف عمال الإغاثة والمسعفون المحليون المشاهد في مدينة دوما المحاصرة موقع الهجوم الكيماوي بـ"المروعة"، حيث أودى بحياة 42 شخصًا على الأقل، فيما سارعوا لإنقاذ الناجين من أحدث الأعمال الوحشية في سورية، ويقول أطباء وممرضات وعمال إنقاذ إنهم وجدوا أنفسهم يقاتلون لإنقاذ الأشخاص الذين وصلوا من الساعة 7.45 مساء يوم السبت وهم يحملون أعراض هجوم بالغاز السام، دون معدات طبية أو إمدادات لتخفيف معاناتهم، مضيفين أن العديد ممن وصلوا إلى المستشفيات لم يعيشوا طويلًا.

وكان على أولئك الذين لم يتمكنوا من الانسحاب أن يظلوا في منازلهم لساعات طويلة حتى انتهاء ضربات الغاز قبل أن يتم إخراجهم، كما كان على بعض عمال الإنقاذ أن يتم علاجهم من التعرض للمواد الكيماوية المزعومة.

وكان الهجوم، الذي أظهر ضحاياه الأعراض التي يقول الأطباء أنها تتفق مع التعرض للفوسفور العضوي، هو آخر هجوم في قصف هائل بدأ ليل الجمعة واستمر حتى صباح الأحد للضغط على المتمردين المحليين والمعارضة لمغادرة المدينة، محاطة بقوات موالية لبشار الأسد، وبعد عام تقريبًا من الهجوم بغاز السارين القاتل في بلدة خان شيخون، ما دفع الولايات المتحدة إلى إطلاق ضربات صاروخية توماهوك ضد قاعدة جوية سورية.

وقال أحد المسعفين الذين عالجوا الضحايا "كنا 12 شخصًا، وقبل الهجوم يمكنك أن تتخيل، كنا نعمل لمدة 30 ساعة أو أكثر دون توقف، ثم تبدأ في الحصول على الكثير من الأشخاص الذين يختنقون، ويشمون رائحة الكلور، وتخيل بعد كل هذا الإرهاق أنك تحصل على هذا العدد الهائل من الأشخاص، نحو 70 شخصًا مستهدفًا أثناء وجودهم في ملاجئ القنابل"، مضيفًا "قدمنا ​​لهم كل ما لدينا، وهو ليس بالكثير، فقط أربعة أنابيب للأكسجين والأمبولات الأتروبين حتى يتمكنوا من التنفس... وكان معظمهم يموتون. يمكنك أن تتخيل الآن حالتنا النفسية. ما يحدث هو مأساة، لقد كنت أعمل في هذه المستشفى لمدة خمسة أعوام، وفي آخر يومين، رأيت ما لم أره قبل ذلك".

وأوضح طبيب عالج ضحايا الهجوم الكيماوي، أنه لم يعد بإمكانه العثور على كلمات لوصف المشهد. وقال "لا يوجد سلاح لم يُستخدم، تم تدمير جميع أركان الحياة، حتى أنه الآن يتم استهداف عمال الإنقاذ. إنه استهداف لأي شيء تدب فيه الحياة"، وأضاف "نحن ننسى الأيام الآن، لأنه لا يحدث أي فرق أكثر من ذلك، كل الأيام لها نفس المذاق وطعم الموت والدمار ".

 وكان هذا أحد الهجمات في سلسلة من الهجمات الكيماوية في الغوطة الشرقية، التي تعرضت في السابق للهجوم بغاز الكلور والسارين. وقد انهارت المفاوضات المتعلقة بالنفي الإجباري لعشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين من المنطقة، وذلك بسبب مطالب المتمردين المحليين بأن يبقون ولا يجبرون على مغادرة المنطقة التي تقع على حدود العاصمة دمشق.

وتم استئناف المفاوضات يوم الأحد بعد الهجوم. ونفت وسائل الإعلام الحكومية السورية مزاعم عن قيام القوات الحكومية بشن هجوم كيماوي، وقالت إن المتمردين في دوما في حالة انهيار ونشر أخبار كاذبة، واصفين إياها بأنها "افتراءات هجوم كيميائي"، فيما قال عمال الإنقاذ إن العديد من الضحايا بقوا حيث ماتوا بسبب القصف المتتالي، والرائحة المتفجرة للغاز السام ونقص المعدات الواقية. مضيفين أن الضحايا أظهروا أعراضًا شملت الاختناق والزرقة الوسطى، وهي تغير لون الجلد إلى اللون الأزرق، ورغوة بالفم وحروق بالقرنية وانبعاث رائحة تشبه رائحة الكلور.

وكشف صحافي محلي كان في مكان قريب "كان التفجير في منطقتي شديدًا بشكل خاص بسبب وجود نقاط طبية هناك، وتم إسقاط الغاز في مبنى مجاور"، وكانت العائلات في حالة هستيرية. وفي الأنفاق كان الغبار يملئ المنطقة، وكان هناك نساء وأطفالًا ورجالًا في الأنفاق. عندما وصلت إلى النقطة الطبية، كان الأمر يشبه يوم القيامة، وكان الناس يتجولون في حالة ذهول، ولا يعرفون ماذا يفعلون، والنساء يبكون، وكل شخص يغطّي نفسه بالبطانيات، والممرضات يركضن من الضحية إلى الأخرى".

وتابع الصحافي "كانت هناك عائلات بأكملها على الأرض مغطاة بالبطانيات، وكان هناك نحو 40 قتيلًا في أكفان ملقاة بين العائلات، ورائحتهم تملأ المكان، وكان الوضع والخوف والدمار لا يوصفوا"، ودوما تعد آخر موقع للمتمردين في الغوطة الشرقية. وقتل بها ما يقرب من ألفي مدني في حملة استمرت شهرين على أيدي قوات الأسد المدعومة من موسكو للإطاحة بالمتمردين من معقلهم الأخير قرب دمشق. وأدانت جماعات حقوق الإنسان ومسؤولو الأمم المتحدة الهجوم ، واتخذ مجلس الأمن قرارًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ سبعة أعوام.

وغادر عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين المتمردين مناطق أخرى من الغوطة الشرقية لشمال سورية أو المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في الأسابيع الأخيرة، قبل وبعد التفاوض مع المتمردين لاتفاقات حول الاستسلام.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نتنياهو قلق من انتقام محتمل لبايدن بعد فوز ترامب…
اليونيسيف تُحذر من آثار خطيرة للحرب الإسرائيلية المستمرة في…
واشنطن تتجاهل مئات التقارير عن استعمال الأسلحة الأميركية في…
700 عائلة إسرائيلية تسجل للاستيطان في غزة وحماس تنتقد…
مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية

اخر الاخبار

القوات المسلحة الملكية المغربية تستكشف حاملة الطائرات الأضخم في…
أحمد التوفيق يكشف أن وزير الداخلية الفرنسي صُدم عندما…
ملك المغرب يتجول في العاصمة الفرنسية رفقة ولي العهد…
الملك محمد السادس يُوجه الشكر إلى رئيس جمهورية بنما…

فن وموسيقى

المغربية فاطمة الزهراء العروسي تكشف عن استعدادها لخوض تجربة…
منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…

أخبار النجوم

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي…
ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…

رياضة

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

صحة وتغذية

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…

الأخبار الأكثر قراءة

الأمم المتحدة تحذر من أن الحرب في السودان تسبب…
نشر منظومة "ثاد" في إسرائيل يُعمّق الانخراط الأميركي بأزمة…
إيران تنفي طلب حماس 500 مليون دولار لتنفيذ هجمات…
إسرائيل تنتظر تنسيق الدفاع مع أميركا قبل ضرب إيران
أميركا تنشر نظام "ثاد" للدفاع الجوي في إسرائيل استعداداً…