الرباط -المغرب اليوم
لن تشارك القوات المسلحة الإسبانية في مناورات الأسد الأفريقي. أحيانا تتعلل إسبانيا باعتبارات تتعلق بالميزانية، وأحيانا أخرى بالحياد الزائف في ملف الصحراء المغربية، التي ستجري بها جزء من المناورات. وقد علت مصادر مطلعة أن الرباط هي التي كانت وراء استبعاد إسبانيا من هذه المناورات.هذه المناورات هي الأكبر من نوعها من حيث التعاون العسكري عبر القارة الأفريقية. ومن المقرر أن تجري مناورات الأسد الأفريقي، التي هي ثمرة تفاهم مثالي بين القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي، من 7 إلى 18 يونيو 2021 في المغرب وتونس والسنغال، كما ستجرى، لأول مرة، جزئياً في الأقاليم الصحراوية المغربية.وستشهد مشاركة ما لا يقل عن 10 دول. فبالإضافة إلى الدولة المغرب والولايات المتحدة (وهي الدول المنظمة لهذه المناورات)، ستشارك أيضا المملكة المتحدة والبرازيل وإيطاليا وهولندا. لكن إسبانيا التي كانت تشارك كل سنة في هذه المناورات، لن تكون قواتها طرفا فيها هذه المرة.
رسميا، تعللت مدريد باعتبارات تتعلق بالميزانية (تكلفة العملية تصل إلى حوالي 24 مليون دولار). لكن وفقا لوسائل الإعلام الإسبانية مثل إلبايس، فإن إجراء جزء من التدريبات في الصحراء المغربية هو الذي يبرر مثل هذا الغياب، وبالتالي فإن إسبانيا لا تريد أن تؤيد، فعليا، مغربية هذه المناطق من خلال المشاركة في هذه المناورات.في المغرب، ستجرى المناورات في أكادير وطانطان، ولأول مرة في المحبس، وهي منطقة تقع بالقرب من الجدار الدفاعي الذي أقامته المملكة في الثمانينيات، لمنع أي هجوم محتمل من قبل انفصاليي البوليساريو على التراب الوطني.
لا الأطروحة الأولى ولا الثانية التي قدمتهما إسبانيا صحيحة. إذا لم تكن إسبانيا من بين الدول المشاركة في الأسد الأفريقي، فذلك لأن المغرب يعارض مشاركتها، بحسب ما ورد في صفحة "Far-Maroc" بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، مشيرة إلى أن إسبانيا لم تكن ضمن قائمة الدول المدعوة لهذه المناورات، وهي الأكبر على الإطلاق في القارة الإفريقية.ويرجع عدم مشاركة إسبانيا، بكل تأكيد، إلى المناورات العدائية ضد المغرب، التي قادتها بخبث إسبانيا من خلال استقبال إبراهيم غالي، زعيم البوليساريو، الذي دعا إلى حمل السلاح ضد المغاربة.وأكد مصدر موثوق لـLe360 أطروحة رفض المغرب مشاركة إسبانيا في هذه المناورات. وأوضح مصدرنا قائلا: "هذه المناورات هي نتيجة التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة. الدول الأخرى تشارك فيها كمراقبين فقط"، وهو ما يوحي بأن الدول المنظمة هي حرة في اختيار الدول التي ستشارك فيها.
وبحسب "Far-Maroc"، فإن القرار اتخذ بعد اجتماعات القيادة العليا المشتركة لهذه المناورات. وأكد أنه "من خلال الادعاء بأن إسبانيا هي التي قررت الانسحاب، فإن السلطات في هذا البلد تقوم مرة أخرى فقط بتضليل الرأي العام الإسباني. خاصة وأن المشاركة الإسبانية كانت ستقتصر على مناورات برية كانت ستجرى في طانطان وتيفنيت (بعيدا عن الأقاليم الجنوبية، ملاحظة المحرر)".ومع ذلك، فإن القوات المسلحة الإسبانية معتادة على المشاركة في هذه التدريبات (التي تم تعليقها في عام 2020 بسبب الوباء)، والتي تهدف إلى تحسين الجاهزية البينية بين القوات الغربية مع القوات الأفريقية في محاربة التهديدات الإرهابية، وهي مسألة ذات أهمية حاسمة بالنسبة لإسبانيا.
ويمكن القول إن الجار الأيبري بدأ يدفع تكاليف عناده ضد المغرب، فأي شكل من أشكال التعاون، بما في ذلك التعاون الأمني، يمكن أن يعلق ريثما يتم حل الأزمة التي نشأت على خلفية نقل وإيواء واستشفاء مجرم حرب، بشكل غير قانوني وبهوية مزورة في خرق سافر لعلاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمعه مع المغرب.وفي غضون ذلك، يؤكد إقامة مناورات الأسد الأفريقي في الصحراء اعتراف الإدارة الأمريكية بمغربية الصحراء. وفضلا عن ذلك، فإن هذه التدريبات العسكرية أخرست وسائل الإعلام الجزائرية والانفصالية التي كانت تمني النفس بتغيير إدارة بايدن لموقفها من هذا الاعتراف.
قد يهمك ايضا:
غالي يستعد للفرار من إسبانيا قبل المحاكمة ودعوى عاجلة لسحب جواز سفره