الرئيسية » تحقيقات
المواد المخدرة

تونس - حياة الغانمي

نشرت وزارة العدل التونسية أخيرًا مشروع القانون المتعلّق بالمخدرات مؤكدة أن هذا القانون المنقح للقانون عدد  52 يعد خطوة تشريعية مهمة تنتظرها شريحة كبيرة من الشباب التونسي وعائلاتهم خصوصا وان هناك عدد من المبتدئين الذين قد يضر بهم السجن ويجعلهم مجرمين، ولئن تحدّث الجميع عن تفاصيل القانون في صيغته المنقحة وعن طابعه الزجري والردعي في حدود ما يحتمله هؤلاء الشباب وفي حدود الاصلاح لا غير، الا انه لم يتحدث احد عن عدد الذين سينتفعون بمزايا هذا القانون.

"المغرب اليوم" تحدث عن الموقوفين في قضايا المخدرات وعن التلاميذ المدمنين وغيرهم.
وتفيد المعلومات التي تحصلنا عليها انه ووفق إحصائيات أخيرة، فقد تم تسجيل 25 ألف سجين و ما لا يقل عن 8 آلاف موقوف في قضايا تتعلّق بالمخدرات استهلاكا وترويجا، كما أنه يوجد 9 من بين 10 موقوفين في قضايا المخدرات أوقفوا في قضايا استهلاك أغلبها تتعلّق باستهلاك "مادة القنب الهندي" اي "البانجو" او الزطلة. وقد أثبتت دراسات وإحصائيات أن 50 بالمائة من تلاميذ تونس استهلكوا مواد مخدرة ممّا يعني أن 50 تلميذا من أصل 100 تلميذ يتعاطون مخدر "الحشيش" والكحول داخل المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية والظاهرة في إزدياد. وتنقسم نسبة المتعاطين للمخدرات داخل المؤسسات التربوية إلى 60 بالمائة من الذكور و40 بالمائة من الإناث.
 
 وبيّنت دراسة أصدرتها خلية علوم الإجرام بمركز الدراسات التشريعية والقضائية أن "نسبة المتعاطين للمخدرات بمختلف أنواعها لدى المراهقين والشباب قدرت بـ57 بالمائة من بين الفئات العمرية 13 و18 سنة بينما تقل نسبة التعاطي تدريجيا بين الفئات الأكبر سنا حيث تعد 36.2 بالمائة بين 18 و25 سنة لتنخفض إلى 4.7 % بين الفئة ما بين سن 25 و35 سنة، في حين لا تتجاوز نسبة المتعاطين بين الفئة المتراوحة بين 35 و50 سنة نسبة 2 بالمائة.
 
وقد أشارت الدراسات إلى أن مادة "الحشيش" والتي تسمى في تونس "الزطلة" هي أكثر المواد المخدرة إستهلاكا في تونس بنسبة 92 بالمائة ، ثم المواد المستنشقة، ثم "الكوكايين"، فـ"الهيروين"، لتأتي "المواد الطيارة" على رأي الشباب (البنزين والكولا) في المرتبة الأخيرة. 
كما أكدت دراسات اخيرة،  اجريت في تونس، أن واحدا من بين أربعة تونسيين يتعاطون المخدرات بأنواعها كافة ، وأن ثلثهم من الإناث. 

كما تشير الاحصائيات الاخيرة إلى أن ما لا يقل عن 200 ألف تونسي يستهلكون "الزطلة"او الحشيش، وتبقى جل هذه الأرقام غير مطابقة للوضعية الحقيقية لاستهلاك هذا المخدر في تونس، خصوصا بعد أن تفاقم معدل الاستهلاك في السنوات الأخيرة، وأصبح العديد من المستهلكين يزرعون نبتة القنب الهندي في منازلهم من أجل الاستهلاك الشخصي. كما يوجد  اليوم في تونس نحو 20 ألف مدمن على الحقن المخدرة ونحو 350 ألف يتعاطون الأقراص المخدرة.

وبالاضافة الى القانون 52 الذي تم تنقيحه خلال الفترة الاخيرة، فإن  المشكل الابرز الذي تعاني منه تونس الى اليوم، هو انعدام وجود مراكز لإعادة التأهيل  في تونس، ليبقى مركز الانصات ومساعدة المدمنين، بصفاقس، المركز  الاول من نوعه فى تونس وافريقيا لمعالجة الادمان والذي أصبح مهددًا بالغلق بسبب قلة الموارد المالية، وبسبب عدم تمكنه من الاستمرارية ومن التكفل بأكبر عدد من المرضى المدمنين
 
.ويضمن مركز معالجة الادمان بصفاقس سنويا التكفل بمعالجة قرابة 1500 مريض من مختلف الشرائح العمرية، علما وان طاقة استيعابه ارتفعت إلى 70 سريرا مقابل 25 سريرا عند انشاء المركز عام 2007،  إلا أنه لا يستضيف اليوم سوى 50 مريضا فى الشهر، بسبب نقص الطقم الطبي "وشبه الطبي" الذى لا يتجاوز عدد أفراده 35 شخصا.
 
وبعد أن كان مركز  الانصات ومساعدة المدمنين، يتكفل مجانًا بعلاج المرضى اصبح اليوم مكرها على فرض دفع مصاريف الاقامة التى تصل الى 500 دينار لكل مريض وذلك لضمان استمراريته.
 
ويُعالج المركز خصوصا مستهلكي مادة "القنب الهندي" من 15 الى 40 عامًا، ومعالجة مستهلكي مادة السوبيتكس وهى مادة أخطر على الصحة من مادة "الهيروين" بين 17 و40 سنة والمدمنين على الكحول بداية من 30 سنة. ولعلّه من الضروري التفكير في إعادة الحياة الى مركز "امل" بجبل الوسط لمعالجة الإدمان حتى يعود الأمل إلى عدد من الشباب الذين زلّت بهم الأقدام ووجدوا أنفسهم ضحايا لمواد مخدرة بسبب مشاكل اجتماعية وازمات عائلية وغيرها.
 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

دول الجوار ترفع التأهب مع تطورات سوريا وإسرائيل تحشد…
مسودّة الاتفاق الذي تم التوصّل إليه بين حزب الله…
تقرير سري لـ"البنتاغون" يكشف عن أعطال في المقاتلة "إف-35"…
إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7…
منظمة الغذاء العالمي تكشف أن إسرائيل تقيد عمل المخابز…

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل
مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق
نتنياهو قلق من انتقام محتمل لبايدن بعد فوز ترامب…
اليونيسيف تُحذر من آثار خطيرة للحرب الإسرائيلية المستمرة في…
واشنطن تتجاهل مئات التقارير عن استعمال الأسلحة الأميركية في…