الرئيسية » تحقيقات
الحجاب في أوزباكستان

طشقند - المغرب اليوم

شهدت جمهورية أوزباكستان في الآونة الأخيرة إقبالًا متزايد من الأوزبك لممارسة طقوسهم الدينية بشكل علني، وشجَّعهم على ذلك التغيير السياسي في ظل حكم الرئيس شوكت ميرزوييف، وعكست الطالبة الأوزبكية لويزا موينجونوفا "19 عامًا" هذه الرغبة، حيث كانت أحد الحالات التي ترغب في العمل في قطاع السياحة الإسلامية المزدهر في البلاد، إلا أنها طُردت من الجامعة الواقعة في العاصمة طشقند العام الماضي، بسبب أن هذه الطالبة البالغة 19 عامًا مسلمة متدينة وترتدي الحجاب.

وقالت لويزا وهي تستشيط غضبا "كيف يجرؤون على التمييز ضدي ومنعي من الحصول على التعليم الذي أرغب به بسبب ديانتي؟"، ولكن بدلا من أن تستسلم، تبنت هذه الطالبة موقفا وضعها وسط نقاش حول الحرية الدينية في اوزبكستان.

ورفعت عائلتها قضية على "أكاديمية اوزبكستان الدولية الإسلامية"، وقررت رفع المسألة إلى أعلى المستويات لتصل إلى أعلى محكمة في البلاد.

طرد من المدرسة

وقالت لويزا "إن الجامعة التي طردتها إضافة إلى تسع طالبات أخريات في سبتمبر / أيلول الماضي، "وضعت شرطا" لنحو مائة طالبة جديدة.

واضافت وهي تضبط حجابها القطني الوردي، أن الجامعة قالت "اما ان تخلعن حجابكن، أو سيتم طردكن"، وعندما رفضت لويزا خلع الحجاب، تم طردها من سكن الطالبات ولم يُسمح لها بدخول المحاضرات.

وقالت "إن طلب خلع الحجاب هو مثل إجبارها على التخلي عن دينها"، وللغرابة فإن الجامعة تركز على التعليم الديني.

ويُعد هذا الحدث أمرًا غريبًا على بلد اعتاد فيه السكان على عدم معارضة الحكومة، فقد رفعت عائلة لويزا قضية على الجامعة وطالبت باعادة ابنتها إلى مقاعد الدراسة وهي ترتدي حجابها.

والأكثر غرابة أن محكمة محلية وافقت على النظر في القضية فيما كانت نحو عشر فتيات يرتدين الحجاب وامهاتهن ينتظرن خارج المحكمة تضامنا مع عائلة لويزا، وبعد رفض محاكم في الإقليم والمدينة قضية لويزا، رفعت عائلتها القضية إلى المحكمة العليا.

وبعد عام أكاديمي كامل من وقف لويزا عن الدراسة، يخشى محامي العائلة عبد الوهاب يعقوبوف - الذي طردت ابنته من الجامعة للسبب ذاته- من أن القضاء يماطل في القضية.

وقال "كان من المفترض أن ترد المحكمة العليا على استئنافنا خلال 30 يوما"، وفي تحد واضح ذكرت لويزا أنها ستتوجه إلى المحاكم الدولية في حال لم ينصفها النظام القضائي في بلادها، وقالت "لا يمكننا ان نبقى صامتين بعد الآن".

القمع الديني

واستمر القمع الديني في الدولة الشيوعية السابقة، إلى ما بعد الاستقلال عن موسكو في 1991، وكان اسلام كريموف أول رئيس للدولة مناهضا للتدين، وانتقدته جماعات حقوق الإنسان بسبب خلطه ما بين التدين والتطرف.

وتحدى الإسلاميون حكم كريموف في التسعينات وألقيت عليهم مسؤولية موجة من تفجيرات السيارات المفخخة في 1999، ويُعتقد أن مئات الأوزبكيين انضموا إلى جماعات مسلحة تقاتل في العراق وسورية ومن بينها تنظيم "داعش".

الزمن تغير

بعد وفاة كريموف وتولي ميرزوييف الرئاسة في 2016، قدمت الحكومة غصن الزيتون للمتدينين، وسُمح لسماعات المساجد العام الماضي، بأن تصدح بالآذان لأول مرة منذ نحو العقد.

وخلال زيارة إلى معبد في مدينة تيرميز التاريخية الشهر الماضي، قال ميرزوييف أن طريقة تعامل السلطات السابقة مع الدين هي "مأساتنا" مؤكدا أن الإسلام يرمز إلى "النور".

ويشكل المسلمون أكثر من 90% من سكان البلاد البالغ عددهم 33 مليون نسمة، كما أن المجتمع بطبعه محافظ خاصة في المقاطعات.

وتدور مؤخرًا وسط صحوة إسلامية، معركة ثقافية حول الزي المدرسي بين المحافظين ومؤيدي العلمانية، والعام الماضي تم اقرار زي مدرسي موحد ترتدي فيه الطالبات تنانير قصيرة إلى مستوى الركبة.

وتلا ذلك على الفور تقرير تلفزيوني ينتقد المعلمات والطالبات اللواتي يرتدين تنانير قصيرة، وأطلق التقرير الذي بث في سبتمبر / أيلول، نقاشا محتدما على مواقع التواصل الاجتماعي وتسبب في خفض رتبة مدير القناة الوظيفية، وتحدثت التقارير عن اعتقال مدونين محافظين في الشهر ذاته بعد دعوتهم إلى السماح للفتيات بممارسة حقهن في ارتداء الحجاب.

"العديد لا زالوا في السجون"

وأزالت وزارة الخارجية الأميركية العام الماضي، أوزبكستان عن قائمة "الدول المثيرة للقلق" بشأن الحريات الدينية، وذلك يُعد اعترافًا باتاحة السلطات المزيد من الحرية الدينية.

وقالت اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية في أبريل / نيسان، "إن الانتهاكات الشديدة للحرية الدينية مستمرة في اوزبكستان"، وأوصت وزارة الخارجية بإعادة أوزبكستان إلى قائمة المراقبة التي تشمل كذلك كلا من السعودية وكوريا الشمالية.

واستغلت جماعات حقوقية دولية الحوار الجديد مع الإدارة الجديدة للمطالبة بمزيد من الحرية الدينية سواء للمسلمين أو غيرهم من الجماعات.

وتحدث ستيف سويردلو الباحث في شؤون وسط آسيا في منظمة هيومان رايتس ووتش عن أدلة تستند إلى مقولات البعض بأن "المئات من السجناء الدينيين ربما تم الإفراج عنهم" منذ تولى ميرزوييف السلطة، وأضاف "لايزال الكثير من المعتقلين لأسباب دينية في السجن".

قد يهمك ايضا:

رئيس وزراء أوزبكستان يقود البلاد بعد كريموف

بوتين في طشقند تتويجاً للتقارب مع أوزبكستان

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

دول الجوار ترفع التأهب مع تطورات سوريا وإسرائيل تحشد…
مسودّة الاتفاق الذي تم التوصّل إليه بين حزب الله…
تقرير سري لـ"البنتاغون" يكشف عن أعطال في المقاتلة "إف-35"…
إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7…
منظمة الغذاء العالمي تكشف أن إسرائيل تقيد عمل المخابز…

اخر الاخبار

وزير الداخلية المغربي يؤكد الاهتمام الذي يوليه الملك محمد…
وفد برلماني شيلي يشيد بدينامية المشاريع التنموية بمدينة الداخلة
وزير الخارجية الأميركي يُشيد بالشراكة مع المغرب في مجال…
لفتيت يُبرز مجهودات وزارة الداخلية لمحاربة البطالة ودعم المقاولات…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة
المغرب يُنتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا

الأخبار الأكثر قراءة

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق
نتنياهو قلق من انتقام محتمل لبايدن بعد فوز ترامب…
اليونيسيف تُحذر من آثار خطيرة للحرب الإسرائيلية المستمرة في…
واشنطن تتجاهل مئات التقارير عن استعمال الأسلحة الأميركية في…
700 عائلة إسرائيلية تسجل للاستيطان في غزة وحماس تنتقد…