الرئيسية » تحقيقات
أطفال سوريون في مخيم للنازحين

موسكو ـ ريتا مهنا

اقترب الهجوم الشامل على إدلب في شمال غرب سورية الجمعة، بعد أن رفضت روسيا وإيران دعوة تركية لدعم خطة وقف إطلاق النار في قمة عاصفة في طهران، تركت الدول الثلاث للكشف عن خلافاتهم من خلال بيان مشترك صاغ بشكل واسع يدعو جميع الأطراف لدعم التسوية السياسية لإنهاء الحرب الأهلية في سورية.

حافة الهاوية

وأدت نتائج القمة إلى تحذيرات من الغرب بأن روسيا تدفع سورية نحو حافة الهاوية، بينما ادعى المسؤولون الأميركيون أنَّ لديها أدلة على أن الحكومة السورية كانت تستعد لاستخدام الأسلحة الكيماوية.

اشتبك روسي

وفي مؤتمر صحافي ختامي، اشتبك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علانيًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأصر بوتين على أن التخلص من المتطرفين في إدلب كانت الأولوية الأولى.

وحث أردوغان في اللحظة الأخيرة زملائه القادة على إدراج وقف لإطلاق النار في نص البيان الختامي، لكن بوتين قال" إن جماعات المعارضة المسلحة، بما في ذلك أولئك المتطرفون المعينون، لم تكن موجودة في المحادثات، وبالتالي لا يمكن تقديم مثل هذا الالتزام".

ومن غير الواضح ما إذا كانت روسيا الآن ستأمر قوات الحكومة السورية لأخذ هدنة في وجه مقاومة أردوغان، والتحذيرات المتزايدة من الغرب من كارثة إنسانية إذا زاد التصعيد العسكري.

مزيد من الوقت

وحث ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية الرئيس بوتين على إتاحة مزيد من الوقت للجهود الرامية إلى فصل المتطرفين الذين حددتهم الأمم المتحدة من بين سكان إدلب، مضيفًا " إنَّ هذا ممكن إذا أعطيت تركيا الوقت لتعبئة المدنيين في إدلب لإرسال رسالة إلى المقاتلين لإخلاء البلدات والقرى".

قمة طهران

وحذر أردوغان أن أي اعتداء سيؤدي حتمًا إلى كارثة، والقتل والمأساة الإنسانية الكبرى، لا نريد أن نرى إدلب تتحول إلى بحيرة دم. يجب أن نجد مخرجًا عقلانيًا في إدلب يمكن أن يفي باحتياجاتنا الأمنية ".

وأضاف أردوغان قائلًا " إنَّ ملايين اللاجئين سيهربون إلى تركيا إذا وقع هجوم كبير ضد المتمردين".

تركيا غير قادرة 

ويعيش ما يصل إلى 3.5 مليون شخص في منطقة إدلب، الجيب الأخير المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقد نزح نصفهم تقريبًا من مدن أخرى استعادتهم الحكومة السورية، مثل حمص وحلب والغوطة، ولا يوجد أي مكان للفرار داخل سورية.

وأوضح أردوغان أنَّ تركيا ليس لديها القوة أو القدرة لاستضافة تدفق جديد للاجئين، مما يزيد من احتمال أنَّ يتوجه اللاجئون إلى أوروبا، لكن بوتين أصر على أن المتطرفين الجهاديين المعينين من قبل الأمم المتحدة داخل إدلب يجب التخلص منهم، ويعني ضمنًا أن تركيا قد حاولت بالفعل وفشلت في التفاوض على إبعادهم الطوعي لفصلهم عن جماعات المعارضة المشروعة.

وقال بوتين" إنَّ روسيا وجدت أنه "غير مقبول" استخدام المدنيون ذريعة "لحماية المتطرفين" واستهداف مواقع الحكومة السورية.

وأضاف بوتين قائلًا" نأمل أن يكون لدى ممثلي المنظمات المتطرفة ما يكفي من الحس السليم لوقف المقاومة وإلقاء أسلحتهم".

روحاني يدعم روسيا

وكان رفض بوتين لوقف إطلاق النار مدعومًا من الرئيس روحاني، الذي أصر على أنَّه لا يمكن أن يكون هناك حل وسط، قائلًا "من الضروري استمرار القتال حتى يتم القضاء على جميع الجماعات المتطرف في سورية، خاصة في إدلب".

إدانات غربية

وأدى الموقف الروسي إلى إدانة دبلوماسيين غربيين في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، واتهمت نيكي هالي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، روسيا باستخدام "كتاب الموت" وقالت" إنَّ أي الهجوم على إدلب سيعتبر تصعيدًا خطيرًا".

وحذر فرانسوا ديلاتر السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة من أنَّ سورية على حافة الهاوية، وقال " إنَّ روسيا ستكون مسؤولة إذا وقعت مذبحة".

وقالت كارين بيرس سفيرة المملكة المتحدة" إنَّ هناك أطفالًا أكثر من المتطرفين في إدلب، ووعدت بأن المسؤولين سيحاسبون إذا ما استمرت الهجمات العشوائية على المدنيين".

وقال جون جينج مسؤول الشؤون الإنسانية البارز في الأمم المتحدة "لدى إدلب القدرة على خلق حالة طوارئ إنسانية على نطاق لم تشهده هذه الأزمة بعد".

وتشترك تركيا في الهدف الروسي المتمثل في إزالة الجهاديين، وعلى وجه الخصوص أعضاء في "حركة التحرير"، وتود منهم تسليم أسلحتهم إلى الجيش السوري الحر، ومع ذلك، تدعي روسيا أن وحشية واتساع الجماعات المتطرفة تعني أنها تهيمن على 80٪ من السكان الذين يريدون السلام.

وتم تصنيف حركة التحرير من قبل الأمم المتحدة كمجموعة متطرفة، وقد تم إرسال طائرات بدون طيار إلى المواقع الروسية، وقدر دي مستورا أنَّ هناك 10 الآلاف متطرف معينين من قبل الأمم المتحدة في المنطقة، ولكن روسيا تضع رقم أكبر.

الأسلحة الكيميائية

في وقت سابق، قالت الولايات المتحدة " إنَّ هناك دليلَا مهما على أنَّ الأسلحة الكيميائية كانت قيد الإعداد من قبل قوات الحكومة السورية". 

وجاء التحذير من قبل المبعوث الأميركي الجديد لسورية، جيم جيفري، وقالت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا إنَّها لن تتسامح مع هجوم كيماوي، لكنها لم تقل كيف سترد".

وقال جيفري " أنا متأكد جدا من أننا نمتلك أسبابًا وجيهة جدا للقيام بهذه التحذيرات، أي هجوم هو اعتراض علينا ويعد كإجراء تصاعدي متهور. هناك الكثير من الأدلة على أن الأسلحة الكيميائية يجري إعدادها".

ويذكر أنَّ روسيا حذرت الولايات المتحدة من نقل مجموعة صغيرة من القوات من قاعدة في جنوب سورية، قائلة" إنها تعتزم مهاجمة المنطقة التي تقع فيها قاعدة التنف الجوية الأميركية بسبب وجود المسلحين، وأمر البنتاغون قواته بالبقاء في القاعدة".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اليونيسيف تُحذر من آثار خطيرة للحرب الإسرائيلية المستمرة في…
واشنطن تتجاهل مئات التقارير عن استعمال الأسلحة الأميركية في…
700 عائلة إسرائيلية تسجل للاستيطان في غزة وحماس تنتقد…
مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية
قيادات في حركة حماس وحزب الله إغتالتها إسرائيل منذ…

اخر الاخبار

رسالة من جلالة الملك محمد السادس إلى رئيس مجلس…
محكمة جزائرية قضت طفلة مغربية لأغراض سياسية
أمريكا تجدد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لقضية الصحراء المغربية
شراكة استراتيجية بين لارام و GOL أكبر نقل جوي…

فن وموسيقى

رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…
نادين نسيب نجيم تكشف عن سبب عدم مشاركتها في…

أخبار النجوم

أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب
نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية
أكرم حسني يكشف حقيقة تقديمه "الناظر 2"
يسرا وحسين فهمي يحصدان جائزة "عمر الشريف للتميّز" في…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

إسرائيل تنتظر تنسيق الدفاع مع أميركا قبل ضرب إيران
أميركا تنشر نظام "ثاد" للدفاع الجوي في إسرائيل استعداداً…
وثائق تكشف أن نصرالله دعم 7 أكتوبر وطلب وقتاً…
تخوف أميركي من قائمة اغتيالات ستنفذها إيران على رأسها…
تحقيق تابع للأمم المتحدة يتهم إسرائيل بالسعي إلى تدمير…