الرباط - وكالات
كانت القرفة من توابل الطبخ الشائعة في العديد من الثقافات منذ القدم، وصنفت ضمن توابل الأغنياء والنبلاء لارتفاع ثمنها وتسويقها مع الحلي وأثواب الحرير من الهند والصين نحو باقي بلدان العالم (الهند والصين هما أهم البلدان المنتجة للقرفة والنوع الهندي أجود أنواعها). والقرفة حلوة المذاق، قوية النكهة، زكية الرائحة، غير أنه بالرغم من خصائصها تلك، إضافة إلى فوائدها الطبية، لا يزال المطبخ المغربي يوظفها بكمية قليلة تحرم الناس من الاستفادة منها. سوف نبرز من خلال مقالنا هذا خصائص هذه المادة الغذائية المهمة تشجيعا منا على توظيفها في المزيد من الأطباق الحلوة والمالحة والحلويات والمشروبات، ولإدخال شراب القرفة ضمن لائحة أشربتنا الصحية. توجد أهم مكونات القرفة في زيتها الطيار، وهي السينَمالدهيد والسينَماسيتات وسيناميل الكحول ومركب الأوجينول وعدة مركبات أخرى… غير أن أهم مركباتها الذي تعزى إليه تأثيراتها الطبية هو السينَمالدهيد أو الدهيدالسيناميل، مركب فينولي طيار ذو نشاط كبير مضاد للتأكسد وكابح قوي لعمل 5–ليبوكسيجيناز، وهو أنزيم مرتبط ببعض الالتهابات والحساسية (الربو، التهاب الأنف التحسسي، الصدفية...). كما تُمتِع هذه المادة نبات القرفة بخصائص مضادة للبكتيريا والفطريات وعدة كائنات مجهرية تم تأكيدها بالعديد من الدراسات المخبرية. ونحن نعلم أن القرفة كانت تُستعمل قديما في حفظ الأغذية، وهو ما يجعلنا نشيد مرة أخرى بالنظام الغذائي المغربي القديم ومدى وعي ومعرفة أجدادنا بقيمة الغذاء وتوظيفهم الصحيح له! تمتاز القرفة بخصائص أخرى تعزز فائدتها الصحية، فهي تحتوي على البرونثوسيانيدين، وهي فلافونويدات ذات قدرة جد قوية ضد التأكسد، تساهم في تخفيض خطر الإصابة بالسرطان. ويمكن اعتبارها كذلك من النباتات القوية التي تساعد على تخفيض نسبة السكر في الدم، لتكون بذلك من التوابل التي ننصح مرضى السكري باستخدامها في الأكل وشرب مشروبها، موازاة مع أخذ جرعة الدواء التي ينصح به الطبيب المعالج واتباع الحمية الخاصة بمريض السكري ومزاولة النشاط الرياضي. والأكثر من ذلك، أن هذه النبتة من التوابل المفيدة للقلب بحيث تقلل نسبة الكولسترول الضار والدهون الثلاثية، وتحسن صحة القلب والأوردة. كما تنشط الدورة الدموية والجهاز التنفسي وتحافظ على الدم من التخثر، فضلا عن أنها تساعد على خفض الضغط الدموي وتحسن وظائف الدماغ وتهدئ الأعصاب وتسكن الألم.