لندن ـ المغرب اليوم
وصل أكثر من مائة مهاجر إلى شاطئ قاعدة عسكرية بريطانية في قبرص اليوم الأربعاء وهي المرة الأولى التي يصل فيها لاجئون مباشرة إلى أرض تخضع للسيادة البريطانية منذ بدء أزمة تدفق المهاجرين.
وشوهد زورقاً صيد يحملان المهاجرين في الصباح الباكر قبالة قاعدة أكروتيري التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني وهي منشأة مترامية الأطراف تقع على شبه جزيرة عند الشاطئ الجنوبي لقبرص.
وقالت وسائل إعلام محلية إن صيادين شاهدوا القاربين وأبلغوا عن وجودهما.
وقال متحدث باسم القاعدة "لم نتمكن من تحديد المكان الذي أتوا منه حتى الآن."
وعلى الرغم من أن المهاجرين وصلوا إلى ما يعتبر أرضاً بريطانية فقد قال مسؤولون إن هناك اتفاقاً قائماً مع قبرص ستتولى بموجبه المسؤولية عنهم.
وقالت السلطات القبرصية إن 114 شخصاً كانوا على متن الزورقين بينهم نساء وأطفال.
وأشارت وزارة الداخلية القبرصية إلى أنها تجري مشاورات مع المفوضية السامية البريطانية (السفارة) بشأن هذا الموضوع.
وما زالت القاعدة العسكرية البريطانية تستضيف عدداً من الأكراد العراقيين الذين وصلوا في قارب صيد متداع عام 1998 وباتوا لا ينتمون لأي دولة فعلياً إذ أن وصولهم سبق دخول اتفاقية تبادل المهاجرين حيز التنفيذ عام 2003 وبالتالي لا تطبق عليهم.
وقال المتحدث باسم القاعدة البريطانية "إن الأحداث المماثلة تسلط الضوء على السبب الذي يجعل تطوير نهج شامل للتعامل مع أزمة اللاجئين أمراً مهما بالنسبة لنا."
وقاعدة أكروتيري هي إحدى منطقتين احتفظت بريطانيا بالسيادة عليهما في قبرص التي كانت مستعمرة بريطانية حتى عام 1960.
ولعبت القاعدة التي تستضيف طائرات تورنادو المقاتلة دوراً في كثير من العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وشكلت في الشهور الأخيرة منصة انطلاق للضربات التي تستهدف تنظيم داعش في العراق. ويخضع محيط القاعدة البري لحراسة مشددة ومراقبة دائمة.
وعلى الرغم من قربها من سوريا لم تستقبل قبرص سوى عدد قليل من اللاجئين مقارنة باليونان التي تجاوز عدد اللاجئين الوافدين إليها 500 ألف هذا العام.
ويتجنب اللاجئون الجزيرة بسبب عزلتها الجغرافية نسبياً مما يصعب عليهم الانتقال منها إلى مناطق أخرى من أوروبا.