إسلام آباد ـ المغرب اليوم
يبدأ قائد الجيش الباكستاني الاحد زيارة للولايات المتحدة يقول المحللون انها ستركز على ملفات امنية تواجهها اسلام اباد وواشنطن في المنطقة على وقع اختلال التوازن في السلطة المدنية-العسكرية في باكستان.
والزيارة التي تستمر من 15 الى 20 تشرين الثاني/نوفمبر وجاءت بمبادرة على ما يبدو من الجنرال راحيل شريف، تأتي بعد اسابيع على لقاء رئيس الوزراء نواز شريف الرئيس الاميركي باراك اوباما في المكتب البيضوي لمناقشة العديد من المواضيع المطروحة على جدول اعمال قائد الجيش، وتتضمن محادثات السلام الافغانية والطموحات النووية لباكستان.
ويقول المحللون ان سلطة راحيل شريف على المسألتين تجعل منه، وليس من القيادة المدنية، صاحب النفوذ الاكبر في ما يتعلق باجندة واشنطن الاقليمية.
وقال المحلل الباكستاني في قضايا الدفاع والامن طلعت مسعود لوكالة فرانس برس أن الاميركيين "يعرفون مكمن النفوذ".
لكن من المرجح ان يجعل هذا الامر الزيارة "اكثر تعقيدا" بالنسبة لشريف الذي سيسعى لتحقيق مطالب واشنطن وخصوصا في افغانستان، بحسب المحلل زهيد حسين، الكاتب في صحيفة دون الباكستانية الواسعة الانتشار والناطقة بالانكليزية.
وتبرز مسألة الاستقرار في افغانستان، جارة باكستان، بعد تجدد هجمات طالبان في الاشهر القليلة الماضية واعلان اوباما في تشرين الاول/اكتوبر الماضي ان واشنطن ستبقي الاف الجنود في افغانستان ما بعد 2016.
وباكستان قريبة تاريخيا من طالبان فيما تعتبر واشنطن اسلام اباد واحدا من شركائها القلائل الذين يتمتعون بالنفوذ لدفع المتطرفين للجلوس الى طاولة المفاوضات. ويعتقد ان زعيم طالبان الجديد الملا اخطر منصور تربطه علاقات وثيقة مع باكستان.
وسيجري الجنرال شريف ايضا محادثات مفصلة مع مسؤولي الدفاع حول شبكة حقاني المسلحة المرتبطة بطالبان والتي وصفها المسؤولون الاميركيون في السابق ب"الذراع الفعلية" للاستخبارات الباكستانية، بحسب مسؤول امني.
ويرى البعض في واشنطن ان باكستان لم تبذل ما يكفي من جهود لاستخدام نفوذها واقناع المجموعة بنبذ العنف. وخلال زيارة شريف الشهر الماضي، شدد اوباما على ضرورة ان تتحرك باكستان ضد مجموعات تقوض الحوار السلمي.
وتتزايد الضغوط منذ توقف جولة مفاوضات اولى هذا الصيف مع اعلان وفاة زعيم طالبان السابق الملا عمر.
ووافق شريف الشهر الماضي على مساعدة افغانستان في اعادة اطلاق المفاوضات لكن مخاوف واشنطن بشأن انهيار المحادثات "تلقي بظلالها على الزيارة المرتقبة للجنرال".
ولفت مسعود وهو جنرال متقاعد الى الظروف غير العادية المحيطة بالزيارة.
وقال "الاميركيون لم يوجهوا اليه الدعوة بل هو دعا نفسه" مضيفا انها ستكون الزيارة الثانية لشريف هذا العام "وهذا لا يحصل عادة".
واوضح ان هذا مؤشر الى "اهمية المشكلات التي يبدو ان الدولتين تواجهانها في المنطقة وخصوصا بسبب الوضع الافغاني".
- الجيش فقط -
وجاء في بيان صدر هذا الاسبوع ان راحيل شريف سيستغل زيارته الاميركية "ليسلط الضوء على نظرة باكستان لوقائع اقليمية جديدة" فيما راى البعض انها تعكس انتقادا ضمنيا لفشل حكومة نواز شريف في اتخاذ خطوات طويلة الامد لمعالجة التطرف.
غير ان مصادر اخرى قللت من اهمية المبادرة الى الزيارة، وقال مسؤول امني ان ما يهم هو ان محادثات تجري "حتى لو اننا نحن اقترحنا تلك اللقاءات".
وقال ان مسائل مثل اسلحة باكستان النووية يناقشها "الجيش فقط" ولذا من الطبيعي ان يريد الجيش التحدث الى نظرائه الاميركيين.
واضاف "إن قادتنا السياسيين يجهلون حتى اهمية اسلحتنا النووية ... بل يجهلون ايضا الحاجات العسكرية وغيرها من التفاصيل العملانية".
وقال مسؤول امني آخر "نفهم ان القوى الدولية والهند لديها مخاوف بشأن رؤوسنا النووية الاصغر القصيرة المدى"، متوقعا ان تثير الولايات المتحدة المسألة مع شريف.
واضاف هذا المسؤول ان الجنرال شريف سيشدد على ضرورة ان تحافظ باكستان على قدرتها النووية لمواجهة التهديد من العدو اللدود الهند.
نقلًا عن "أ.ف.ب"