نيروبي – المغرب اليوم
دعا وفد رؤساء الدول الافريقية الذي زار بوروندي مؤخرا الى "حوار بدون شروط مسبقة" لاخراج هذا البلد من الازمة التي يشهدها، كما ورد في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه.
وقال البيان ان رؤساء الدول "دعوا كل الاطراف المتورطة في الازمة البوروندية الى المشاركة في هذا الحوار بدون شروط مسبقة وفي اطار الاحترام الدقيق لاتفاق اروشا للسلام" الذي انهى الحرب الاهلية (1993-2006).
واضاف انهم "شجعوا" بهذا الهدف الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني على ان "يعلن مطلع آذار/مارس موعد الاستئناف الفوري للحوار بين الاطراف البورونديين".
وكان الوفد الذي يقوده رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما زار العاصمة البوروندية ليحاول اقناع السلطة والمعارضة باستئناف الحوار من اجل الخروج من ازمة تشهدها البلاد.
وشارك في الوفد الذي اقر مبدأ إرساله في القمة الاخيرة للاتحاد الافريقي في نهاية كانون الثاني/يناير، الرؤساء الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والسنغالي ماكي سال والغابوني علي بونغو اودينبا ورئيس الوزراء الاثيوبي هايلي ميريام ديسيلين.
وغادر كل اعضاء الوفد العاصمة البوروندية مساء الخميس والجمعة باستثناء رئيس جنوب افريقيا الذي بقي حتى السبت والتقى الرئيس نكورونزيزا على انفراد.
وقبل ان يغادر بوروندي بعد ظهر السبت تحدث زوما باسم كل الوفد في اعلان "فاجأ" الاتحاد الافريقي الذي كان يعد بيانا، كما علمت وكالة فرانس برس من مصدر دبلوماسي افريقي طلب عدم كشف هويته.
ودعا باسم الوفد السبت الى تنظيم "حوار شامل" مع "كل الاطراف الفاعلة المهمة" في الازمة، في صيغة مبهمة لا تسمح بحل المشكلة الاساسية المتمثلة بالجهات المشاركة في هذا الحوار.
وقال وزير الخارجية البوروندي آلان ايميه نياميتوي ان بيان زوما "وحده يلزمنا"، قبل ان يدين في تغريدة على تويتر بيانا "مخالفا" لما قاله رئيس جنوب افريقيا.
وترفض بوجمبورا اي حوار مع تحالف واسع يضم كل المعارضة تقريبا، وتتهمه بالوقوف وراء اعمال العنف في بوروندي.
واعلن بيان الاتحاد الافريقي ايضا ان رؤساء الدول "قرروا ان يلتقوا الاطراف المعنية بالازمة البوروندية الموجودين خارج البلاد"، في اشارة الى تحالف المعارضة الذي يعيش كل مسؤوليه تقريبا في الخارج.
كما دعا الاسرة الدولية الى "استئناف المساعدة الدولية المقدمة الى بوروندي (...) في حال تحسن الوضع الامني والانساني" فقط.
وعلقت الجهات المانحة لبوروندي التي تعد من افقر دول العالم وتعتمد في خمسين بالمئة من ميزانيتها على المساعدة الدولية، مساعداتها للضغط على الرئيس نكورونزيزا.
وتشهد بوروندي منذ ترشح الرئيس نكورونزيزا لولاية ثالثة في نهاية نيسان/ابريل 2015 ازمة سياسية تطورت الى اعمال عنف. وقد انتخب نكورونزيز مجددا في تموز/يوليو الماضي.
وقتل اكثر من 400 شخص منذ اندلاع الازمة التي ارغمت اكثر من 240 الف بوروندي على مغادرة البلاد، فيما اعتقل الالاف واتهمت قوات الامن بالقيام باعدامات تعسفية.