أنقرة ـ المغرب اليوم
أعرب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، عن ترحيبه باتفاق الهجرة الذي تم إبرامه الجمعة مع الاتحاد الأوروبي، واصفاً الحدث بـ"اليوم تاريخي".
وأضاف أوغلو في مؤتمر صحافي "أدركنا أن تركيا والاتحاد الأوروبي يشتركان في نفس المصير، ونفس التحديات، ونفس المستقبل".
وأعطى القادة الأوروبيون الضوء الأخضر لاتفاق تاريخي ومثير للجدل مع تركيا، يفترض أن يوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، على أمل إيجاد تسوية نهائية لهذه الأزمة غير المسبوقة.
وفيما تلوح بوادر أزمة إنسانية في اليونان، حيث بات 46 ألف مهاجر عالقين في ظروف مزرية مع إغلاق طريق البلقان أمامهم، كان الأوروبيون يخضعون لضغوط شديدة من أجل التوصل أخيراً إلى تسوية للأزمة.
ومع وصول 1,2 مليون مهاجر العام الماضي إلى أوروبا، معظمهم فارون من النزاع في سوريا والعراق وأفغانستان، شهد الاتحاد الأوروبي انقسامات غير مسبوقة حول طريقة التعامل مع موجة الهجرة، ما بين فتح الأبواب للاجئين لأسباب إنسانية كما في ألمانيا، وإقامة أسيجة من الأسلاك الشائكة ثم إغلاق الحدود تلو الأخرى في أوروبا الوسطى.
وقال دبلوماسي أوروبي ملخصاً الوضع "ليس اتفاقاً ممتازاً، لكن لا بد لنا منه، لا أحد يتباهى به، لكن لا بديل لدينا".
واشارت الأمم المتحدة إلى "خطر عمليات طرد جماعية واعتباطية محتملة"، غير أن الأوروبيين يؤكدون التزامهم بالقانون الدولي، متعهدين بالنظر في ملف كل طالب لجوء يصل إلى السواحل اليونانية، اعتباراً من الأحد بصفة شخصية، وضمان حقه في استئناف قرار إبعاده.
وإن كان عرض أنقرة لقي استحسان بعض القادة، ولا سيما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلا أن هذا التقارب غير المسبوق مع تركيا التي ستحصل في المقابل على مكاسب جوهرية، أثار استياء قادة آخرين.
ولقاء هذا التعاون المعزز، وافق الأوروبيون على تسريع إجراءات إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات الدخول، وتحريك مفاوضات الانضمام، بفتح فصل جديد يتعلق بالمالية والميزانية، ومضاعفة المساعدة الأوروبية لـ2,7 مليون سوري لاجئين في تركيا، من 3 إلى 6 مليارات يورو.
وتعهد الأوروبيون أيضاً بصرف شريحة جديدة من المساعدة المتفق عليها أساساً وقدرها 3 مليارات يورو بصورة سريعة، واعدين بـ"تحديد سلسلة من المشاريع الملموسة في غضون أسبوع"، بحسب ما أورد مصدر أوروبي.
كما تعهد الأوروبيون لقاء السوريين الذين تتم إعادتهم إلى تركيا، استقبال عدد مساو من السوريين القادمين مباشرة من تركيا، على أن يحدد سقف لهذه الآلية في بادئ الأمر من 72 ألف لاجىء، وهو العدد المتاح استقباله في أوروبا.
ويبدي الاتحاد الاوروبي استعداده للتحرك في حال انتقلت طريق الهجرة إلى ليبيا أو بلغاريا، وفي حين لم يبدأ فصل الربيع بعد، تمت إغاثة آلاف المهاجرين القادمين من ليبيا خلال 3 أيام فقط في جنوب المتوسط، ما يبعث مخاوف من فتح جبهة جديدة في أزمة الهجرة.