لندن – المغرب اليوم
قالت صحيفة تلجراف البريطانية إن عواقب السياسة الخارجية للرئيس الأميركي باراك أوباما باتت جلية في بلدة مارع شمال حلب.
ففي غضون السنوات الخمس الماضية كانت المدينة هدفا لنظام الأسد كما انها تعرضت لهجوم من جانب تنظيم داعش وفى بعض الأحيان كانت تتعرض لهجوم الجانبين معا، اما اليوم فقد باتت فصال المعارضة المسيطرة على المدينة تقاتل داعش والنظام السوري وأيضا الميلشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
وقالت تلجراف إن الحرب السورية باتت فوضى معقدة خارجة عن السيطرة، مضيفة ان عدد من المحللين والدبلوماسيين الأمريكيين السابقين باتوا يشيرون بوضوح إلى ان الفوضى الحادة في سوريا كانت نتيجة لقرار الرئيس أوباما بدعم فصال المعارضة د بشار الأسد رغم ان بعضهم مازال مترددا في الإعلان عن وجهة نظره هذه.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى ان أوباما والذي أرسل أسلحة لدعم المعارضة رفض في الوقت ذاته مواجهة روسيا والنظام السوري اللذان يمتلكان أسلحة أقوى بكثير مما ترك المعارضة دون غطاء امام كلا الجانبين.
وقالت تلجراف إن أوباما قرر أيضا دعم وحدات حماية الشعب الكردي السورية لقتال داهش وهو ما فعلوه لكن فى الوقت ذاته حاربت الميلشيات الكردية كل من وقف بوجه فكرة إقامة دولة صغيرة للأكراد فى شمال سوريا وهذا كان يعنى فصائل المعارضة السورية المتواجدة في شمال البلاد، وهو ما تحول في بلدة مثل مارع إلى قتال بين طرفين كلاهما مدعوم من الغرب، وهو ما يدفع الرئيس أوباما لسعى لتحقيق وقف لإطلاق النار فى سورية لمواجهة هذه الأزمة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى ان سقوط مدينة مارع سواء بيد داعش او وحدات حماية الشعب الكردى هو بمثابة كارثة لسكانها المحاصرين، وللولايات المتحدة أيضا لأن هذا سيعد دلالة على ان محاولاتها وحلفاؤها الغربيين وكذلك دول الخليج على بناء معارضة موحدة لنظام الأسد قد فشلت فشلا ذريعا في داخل سوريا.