القاهرة - المغرب اليوم
دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى العمل من اجل تجنب استمرار ارتفاع مستوي مياه البحار.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة -في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي يوافق 5 يونيو من كل عام- إن الاحتفال باليوم العالمي للبيئة هذا العام 2014 ، يوافق السّنةَ الدولية للدول الجزرية الصغيرة النامية، التي أعلنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للتوعية بالاحتياجات الخاصة لهذه الدول، وذلك في إطار المناقشات العالمية الدائرة بشأن كيفية بلوغ مستقبل مستدام للجميع.
وأشار كي مون - فى رسالته التى وزعها مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة - إلي أن الدول الجزرية الصغيرة، التي تُشكّل موطنًا لأكثر من 63 مليونا من البشر، معروفة بأنّها من الوُّجهات المفضّلة لدى الزوّار نظرا لما تزخر به من مناظر طبيعية خلاّبة وثقافات حيوية وموسيقى يطرب لها الناس من كل أنحاء العالم، أمّا صغر حجم أراضيها فهو لا يعكس بالضرورة أهميتها كدُول مؤتمنةٍ على ما حباها الله به من كنوز الطبيعة ببَرّها وبحرِها. لذلك، فهي تقوم بدور هام في حماية المحيطات، وتفيض في الكثير منها بمواطنَ للتنوّع البيولوجي.
وأضاف أنّ الدول الجزرية الصغيرة النامية تُواجه، على الرغم من ثرواتها هذه، تحدّيات كُثرٍ. فالعُزلة تؤثّر في قدرة عدد كبير منها على أن ينخرط في سلسلة الإمدادات العالمية، وتزيد من تكاليف وارداته، لا سيما من الطاقة، وتحدُّ من قدرته على المنافسة في قطاع السياحة، وقد أصبح الكثير من هذه الدول يشكو ضعفًا متزايدا حيال تأثيرات تغيّر المناخ وما يحمّله في طياته من العواصف ومن المخاطر الكامنة لارتفاع مستوى البحر.
ولفت بان كي مون إلي أن الدّول الجزرية الصغيرة النامية لم تُسهم سوى بالقليل في ظاهرة تغيّر المناخ. إذْ لا تتعدى إسهاماتها السنوية الإجمالية من انبعاثات غازات الدفيئة نسبة ١٪ من مجموع الانبعاثات العالمي ، ولكنّ وجودها في الخطوط الأمامية قد دفع بالكثير منها إلى واجهة الأحداث في المفاوضات الجارية من أجل التوصّل، بحلول سنة 2015، إلى إبرام اتفاق قانوني عالمي جديد بشأن تغيّر المناخ ، وأصبح بعضها رائدًا في مجال التأهّب للكوارث والوقاية منها، أو أنّه يسعى إلى بلوغ الحياد المناخي باستخدام الطاقات المتجدّدة وبانتهاج سبُل أخرى.
واكد بان كي مون ان هناك فهمٌا مشتركا بين الدول الجزرية الصغيرة لا مفر لنا من وضع كوكبنا على مسار الاستدامة. مما يستوجب التزام كافة قطاعات المجتمع في كل البلدان. لذلك، وفي اليوم العالمي للبيئة يتوجّه الملايين من الأفراد والمجموعات الأهلية والأعمال التجارية في كل أصقاع العالم إلى المشاركة في مشاريع محلية من قبيل حملات التّنظيف وتنظيم المعارض الفنية والخروج لغراسة الأشجار.
ودعا بان كي مون الجميع أن يتدبّروا في هذه السنة ما أصاب الدول الجزرية الصغيرة النامية من محن وأن يستلهموا العبرة مما تبذله من جهود لمواجهة تغيّر المناخ وتعزيز قدرتها على التكيّف والعمل من أجل بلوغ مستقبل قابل للاستمرار.
وطالب قائلا : " لنرفع أصواتنا إذاً ونمنع ارتفاع مستوى البحر. كوكب الأرض جزيرتنا المشتركة فتعالوا نجمع قِوانا ونوفّر له المنعة والحماية".