سيدني ـ المغرب اليوم
عاد الى استراليا الخميس افراد طاقم تلفزيوني اوقف في لبنان بتهمة بمساعدة ام استرالية في محاولتها خطف ولديها من والدهما اللبناني، وذلك غداة اخلاء القضاء سبيلهم فيما تحدثت وسائل اعلام استرالية عن صفقة مالية تمت لحل الخلاف.
وفي هذه القضية، قامت الاسترالية سالي فولكنر المتحدرة من بريزبن وفريق من القناة التاسعة في التلفزيون الاسترالي بمحاولة لخطف ولديها في احد شوارع بيروت في 6 نيسان/ابريل.
وغداة ذلك اوقفتها السلطات اللبنانية بتهمة الاقدام بمساعدة فريق صحافي من القناة التاسعة بالاضافة الى شخصين بريطانيين ولبنانيين اثنين، على "خطف" طفليها لاهالا (ست سنوات) ونوح (اربع سنوات) من طليقها اللبناني في منطقة الحدث جنوب بيروت فيما كانت جدتهما تصطحبهما الى المدرسة.
وتم اخلاء سبيل الاسترالية والفريق التلفزيوني اخيرا الاربعاء بعدما اسقط الوالد اللبناني علي الامين الدعوى عنهم لكنه ابقاها على بريطانيين اثنين ولبنانيين اثنين متهمّين بالتورط في عملية الخطف ايضا.
ووصل الفريق المؤلف من الصحافية تارا براون والمنتج ستيفن رايس والمصور التلفزيوني بين وليامسن وفني الصوت ديفيد بالمنت الى سيدني الخميس حيث حطت طائرتهم في الساعة 12,00 ت غ.
وغادر الاربعة المطار من مخرج خاص حيث كان حشد من الصحافيين في انتظارهم قبل مغادرتهم سريعا في سيارات سوداء.
وصرحت براون في اثناء توجهها الى السيارات "انا سعيدة جدا بالعودة" فيما اعرب بالمنت عن سعادته لانه سيتمكن "من الاستحمام ورؤية زوجتي".
- "ندم" الام-
وبقيت سالي فولكنر في لبنان لحضور جلسة محكمة بخصوص حضانة طفليها وعبرت عن "سعادتها للخروج" من سجن النساء الذي اودعت فيه.
وقالت الاسترالية للقناة التاسعة "لقد تلقينا معاملة جيدة، لا يمكنني التذمر من هذا الامر، لكن القلق كان يؤرقني بسبب عدم معرفة ما اذا كان الحكم سيكون بالسجن المؤبد".
وقال غسان مغبغب، محامي سالي فولكنر ان موكلته اعربت عن "ندمها" على ما قامت به.
ويمنح قانون الاحوال الشخصية لدى الطائفة الشيعية في لبنان الاب حق حضانة الطفل الذكر عند بلوغه العامين والانثى عند بلوغها السابعة.
واكد مغبغب ان اخلاء السبيل تم على اساس اتفاق مع الوالد وينص على ان "علي يملك الولاية الجبرية على الطفلين، وهو يملكها وفقا للقانون اللبناني".
ولم تتحدث القناة التاسعة عن اي صفقة مالية لكنها اوضحت ان المهمة الفاشلة التي قام بها فريقها تخضع لتحقيق معمق.
في المقابل ذكرت صحيفة "ذي استراليان" انه "تم ابرام صفقة بقية ملايين الدولارات مقابل اسقاط الدعوى" من قبل الوالد اللبناني.
من جهتها ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" في سيدني ان "القناة التاسعة تدفع للوالد ثمن حرية الفريق التلفزيوني والام"، مؤكدة ان "مبلغا كبيرا من المال" دفع كعطل وضرر.
واوضح حسين برجاوي، محامي الوالد علي الامين، لفرانس برس الاثنين "اسقط علي الدعوى عن الام بطلب من العائلة، وتقرر اخلاء سبيلها بكفالة مليون ليرة لبنانية (650 دولارا)".
واوضح برجاوي ان القضية لم تنته ضد الوالدة وفريق الصحافيين اذ "لا يزال هناك الحق العام" مشيرا الى استمرار "محاكمتهم غيابيا".
وكانت مجموعة الاعلام الاسترالية "فيرفاكس" اوضحت ان الفريق التلفزيوني كان يصور عملية تقوم بها وكالة خاصة تنشط في مجال استعادة اطفال، بعد اتهام الام طليقها اللبناني بانه رفض السماح لطفليهما بالعودة الى استراليا بعد قضاء عطلة في لبنان.
واكد والد الطفلين علي الامين لوكالة فرانس برس الاثنين "انه ابلغ زوجته بعد الحادث "انت ام الطفلين وستبقين كذلك، وهذا بلدهم مثلما هناك (استراليا) بلدهم". واكد انه سيقابلها بعد اخلاء سبيلها.
وفي حديث الى الصحافيين، قال الامين "كل شيء حصل من اجل الطفلين، في آخر المطاف انها والدتهما، واعتقد ان الامهات يفعلن كل شيء من اجل اطفالهنّ".