واشنطن - المغرب اليوم
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن البيت الأبيض يصر على أن استراتيجيته لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي شاملة وناجحة، رغم رؤية المنتقدين أن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمحاربة التنظيم ضعيفة وغير متماسكة.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته اليوم /الإثنين/ على موقعها الإلكتروني - أنه من الواضح تمامًا الإحباط لدى البيت الأبيض بفعل فشله في التواصل مع عناصر الخطة وما تعتقد أنه قد تم إنجازه، مستشهدة بتصريح لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري حيث قال "نعم، هناك استراتيجية.. وأدرك أن هناك انتقادات.. جميعنا يسمعها، لكن ذلك لا يعني أنها حكم أو آراء سديدة".
ورأت الصحيفة أن إصرار الإدارة الأمريكية على أن تعقلها وصبرها سيؤتي ثماره، في مقابل اتهامات بأن تحركها قليل ومتأخر للغاية، كانتا القصتين المتعارضتين لمعركة بدأت منذ 18 شهرا ضد تنظيم "داعش" والحرب السورية المستمرة منذ أربعة أعوام التي غطت عليها الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن فحص مسار الأحداث مؤخرا على الجبهات العسكرية والدبلوماسية ومن خلال المقابلات مع مجموعة واسعة من الخبراء يتضح أن هناك ما يؤكد كلا الدافعين.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لأكثر من عام بعد هجوم "داعش" الذي اجتاح سوريا والعراق إلى ضواحي بغداد في مطلع صيف عام 2014، تمر العمليات العسكرية الأمريكية التي تتضمن ضربات جوية وتدريب للقوات البرية المحلية بنمط يمكن أن يوصف كما قال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده أمريكا، ستيف وارين، إنه "متأزم حيث تتمثل المهمة في مجرد محاولة إبعاد البربريين".
وأوضحت الصحيفة أن الجيش العراقي تفكك، إضافة إلى أنه في سوريا مع اشتعال الحرب الأهلية بغرب البلاد، تجمع المتشددون وأحكموا سيطرتهم على مناطق وسط وشرق البلاد بوصول حر فعليا إلى الحدود السورية مع تركيا من أجل مساعدة عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب والمعدات على التسلل.
ونوهت الصحيفة إلى أن الضربات الجوية التي بدأتها الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف - الأوروبيون في العراق وفي سوريا - كانت تكتيكية وتركزت على أهداف بالحظ .
وفي حين طالب المنتقدون في الداخل والحلفاء في المنطقة بمزيد من الضربات والدعم للثوار السوريين، عارضت الإدارة الأمريكية إرسال مزيدا من أفراد الجيش وكذلك مناطق حظر الطيران.
وأكد تقييم واسع صادر في شهر أغسطس الماضي عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" الإصرار على أن الوزارة نجحت في أهدافها الأولية بوقف المزيد من التوسع بالنسبة لتنظيم "داعش" وإعادة التأسيس لجيش عراقي قادر على البقاء.
لكن في ضوء التهديد الجديد داخل الولايات المتحدة فإن ادعاءات الإدارة الأمريكية بالنجاح المتزايد تدريجيا تجعل المنتقدون يتهكمون ويسألون عن سبب عدم القيام بالمزيد.
وقال السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام -في تصريحات حول كلمة أوباما عن حادث كاليفورنيا نقلتها الصحيفة -"لقد كنت آمل في أن يقول إنه سيغير استراتيجيته ويكون جيشًا إقليميًا للمضي قدمًا وتدمير "داعش" في الرقة.. إن الرئيس لا يمتلك استراتيجية".
واعتبرت الصحيفة أنه رغم تصريح المسئولين الأمريكيين بأن قوة صغيرة من مقاتلي المعارضة في المنطقة - بما في ذلك نحو 130 سوريا دربهم الأمريكيون في الأردن ولديهم اتصال مباشر بالقوات الأمريكية - استطاعت تحقيق بعض النجاح، فإن عملياتهم تبقى تحضيرية.