دونيتسك - المغرب اليوم
ساد الهدوء اجواء مدينتي دونيتسك ولوهانسك شرقي أوكرانيا بعدما دخل وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمسلحين المواليين لروسيا حيز التنفيذ الليلة الماضية وذلك وفقا لاتفاق تم التوصل إليه بعد مناقشات ماراثونية شاقة أجرتها "رباعية النورماندي" في مينسك.
وقبيل دخول الاتفاق حيز التنفيذ كان دوي القذائف المدفعية لا يزال يسمع في دونيتسك، معقل الانفصاليين في شرق اوكرانيا، غير أنه سرعان ما توقف بعيد منتصف الليل (بالتوقيت المحلي)، حسبما نقلت وكالات الأنباء.
وأمر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو قواته بوقف إطلاق النار، محذرا في الوقت نفسه المسلحين من مواصلة هجومهم على بلدة ديبالتسيف المحاصرة ، قائلا إن "القتال الذي اشتد قبيل بدء سريان وقف إطلاق النار قد يؤدي لانهياره ".
كما حذر بوروشينكو، في خطاب أعقب اجتماعا مع رئيس الأركان في بلاده أذاعه التلفزيون الأوكراني، المسلحين من أن كييف لن تتسامح مع انتهاك وقف إطلاق النار.. على حد تعبيره.
وقال الرئيس الأوكراني إن "وقف إطلاق النار سيرافقه سحب الأسلحة والمدفعية الثقيلة"، مشيرا إلى أن الاتفاق يقضي بسحب "مدفعية التشكيلات المسلحة غير الشرعية من (خط مينسك) والقوات المسلحة الأوكرانية من الخط الفعلي على مسافة 25 كيلومترا.
وأضاف أن الاتفاق يقضي بالإفراج عن جميع الأسرى خلال 5 أيام من انتهاء سحب المدفعية الثقيلة، مشيرا الى أن حرس الحدود الأوكرانيين سيعودون وفقا للاتفاق الموقع إلى جميع المعابر على الحدود مع روسيا قبل نهاية العام الحالي.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الخميس الماضي التوصل الى اتفاض يقضي بوقف اطلاق النار في شرق أوكرانيا بهدف وقف العنف في البلاد الذي أدى إلى مقتل 5300 شخص.
وناشد بوتين طرفي النزاع ضبط النفس وبذل كافة الجهود من اجل الحيلولة دون سفك مزيد من الدماء واطلاق العنان لعملية سياسية بهدف معالجة النزاع في اوكرانيا.
يذكر أن الاتفاق يقضي بسحب الأسلحة من خطوط التماس بالنسبة للقوات الاوكرانية الى مناطق امنة ومن الخطوط التي تم الاتفاق عليها وفقا لاتفاقية مينسك الموقعة في 19 سبتمبر الماضي.
وكان قادة مسلحي شرق البلاد اعلنوا في وقت سابق رفضهم العودة الى هذه الخطوط بسبب التغيير الذي حدث في ميدان القتال واتساع مساحة المناطق الواقعة تحت سيطرتهم ومحاصرة الاف العسكريين الاوكرانيين في بلدة ديبالتسفو.
يشار الى ان زعماء روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا كانوا قد اختتموا مشاورات ماراثونية معقدة وناجحة استمرت نحو 16 ساعة، كادت أن تمنى بالفشل في لحظاتها الأخيرة.
وفي وقت سابق,أعرب الرئيس الاميركي أوباما خلال اتصال هاتفي الليلة الماضية بالرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو عن "تعاطفه" و"قلقه" العميق جراء العنف الدائر في شرق البلاد.
وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن "الرئيس أوباما تحدث مع الرئيس الأوكراني بوروشينكو وأبدى قلقه العميق بشأن العنف المستمر ولاسيما في ديبالتسيف والمناطق المحيطة بها".
على الصعيد نفسه أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جدد خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تمسكه باتفاق وقف إطلاق النار في شرقي أوكرانيا.
هذا وستقوم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمراقبة ضمان وقف النار وتنفيذ سحب الأسلحة، وستزيد المنظمة عدد مراقبيها شرق أوكرانيا.
يذكر ان معارك عنيفة اندلعت خلال اليومين الماضيين في شرقي أوكرانيا بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لروسيا مع قرب بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
ويتهم الغرب وأوكرانيا روسيا بدعم المتمردين الموالين لها بالرجال والسلاح، وهي تهم تنفيها موسكو.
ومن المقرر ان يقوم مجلس الأمن الدولي بإصدار قراراً اليوم الاحد يساند فيه اتفاق السلام الخاص بأوكرانيا والذي وقع الخميس برعاية مجموعة (رباعية النورماندي).
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن المصادر ذاتها، القول: إن مجلس الأمن الدولي سوف يعقد جلسة طارئة بمبادرة من الوفد الروسي لاتخاذ قرار خاص بأوكرانيا، يساند فيه اتفاق السلام الجديد الذي أطلق عليه (مينسك – 2).
وأضافت المصادر "دعت روسيا لعقد اجتماع مجلس الأمن الدولي من أجل إطلاق دعوة لـ(التطبيق الكامل) لاتفاق وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا.
من جهتها قالت مصادر في الوفد الروسي إن الغاية من تبني القرار هو اعتماد المجلس للاتفاق الذي تم إبرامه في مينسك من قبل مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا حول تهدئة الوضع في شرقها وإطلاق عملية التسوية السياسية والذي كان حصيلة قمة زعماء فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا.
وتقترح مسودة القرار الروسي ترحيب مجلس الأمن باتفاق (مينسك-2) ويدعو طرفي الصراع إلى التطبيق الكامل لنصوص الاتفاق بما فيها الوقف التام لإطلاق النار من قبل القوات الأوكرانية ووحدات الدفاع الشعبي في دونباس وسحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس.
ويؤكد مشروع القرار على احترام مجلس الأمن التام لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وقناعته المطلقة بأن الأزمة في شرق أوكرانيا لا يمكن حلها إلا من خلال تسوية سلمية.
المصدر سبأ