طهران ـ المغرب اليوم
اتهم المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي الولايات المتحدة الاحد "بعدم تنفيذ التزاماتها" بموجب الاتفاق الموقع مع الدول الكبرى في تموز/يوليو 2015 حول برنامج ايران النووي.
وقال خامنئي في خطاب مطول القاه في مشهد (شمال شرق) بثه التلفزيون بمناسبة رأس السنة الفارسية (نوروز) "بحسب الاتفاق النووي (...) لم يحترم الاميركيون التزاماتهم، لم ينفذوا ما كان عليهم فعله".
وتابع انهم رفعوا العقوبات "على الورق، لكنهم يعتمدون وسائل ملتوية لمنع الجمهورية الاسلامية من بلوغ اهدافها". واضاف "اعلنوا رفع العقوبات (...) لكنهم في الواقع يعملون لمنع تفعيل هذا الرفع".
وكان ابرم اتفاق تاريخي بين القوى الكبرى وايران حول برنامج طهران النووي في تموز/يوليو 2015 وسمح دخوله حيز التنفيذ في منتصف كانون الثاني/يناير برفع جزء كبير من العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
لكن المرشد الاعلى اعتبر ان "وزير الخزانة (الاميركي) يعمل ليل نهار لئلا تستفيد الجمهورية الاسلامية من الاتفاق النووي" مضيفا ان "الاميركيين يهددون باستمرار".
كما اعرب عن القلق مما سيفعل خلف الرئيس الاميركي الحالي باراك اوباما عند تولي مهامه في كانون الثاني/يناير 2017. وقال "لا ضمانة على الاطلاق بان الحكومة الاميركية المقبلة ستنفذ هذه التعهدات المحدودة" موضحا ان "المرشحين الرئاسيين يتسابقون على شتم ايران".
من جهة اخرى اعتبر خامنئي ان اوروبا تتردد في ابرام صفقات اعمال مع ايران "خوفا" من الولايات المتحدة. وقال "اليوم في مجمل الدول الغربية الخاضعة لنفوذها تواجه التبادلات المصرفية المشاكل" خصوصا على مستوى "استعادة مالنا" و"عندما نحقق نجد انهم يخشون الاميركيين" وامكانية فرض عقوبات مستقبلية.
ويحذر خامنئي باستمرار من مخاطر "تسلل" الاجانب الى ايران منذ ابرام هذا الاتفاق وعدم احترام الغربيين وخصوصا الولايات المتحدة لتعهداتهم.
واكد ان الولايات المتحدة تسعى الى الزام ايران بالتخلي عن "مبادئها" الثورية والاسلامية لا سيما في سياستها الاقليمية.
كما اعتبر في الكلمة التي بثت صباح الاحد ان السنة الفارسية الجديدة التي بدأت الاحد يجب ان تكون سنة "اقتصاد المقاومة والعمل"، وخصوصا من اجل مكافحة البطالة والانكماش.
وقال "اعتقد ان الاقتصاد يجب ان يكون اولويتنا". واضاف ان "المهم هو الانتاج الوطني (...) حل مشكلة البطالة وكذلك انعاش الاقتصاد ومكافحة الانكماش".
الا ان آية الله خامنئي رحب "بالاعمال الواسعة التي بدأتها" حكومة الرئيس حسن روحاني. واضاف "انها اعمال تمهيدية يجب ان تستمر".
من جهته، وصف الرئيس روحاني في رسالته التي تم بثها بعد خطاب خامنئي مباشرة، السنة المقبلة بانها "سنة امل وجهد".
وقال روحاني "لدي الامل والثقة بانه بجهد" الجميع "والتفاهم مع العالم يمكننا السير باتجاه الازدهار الاقتصادي وتحقيق نسبة نمو تبلغ خمسة بالمئة".
ويراهن روحاني على النتائج المتوقعة لرفع العقوبات لانعاش الاقتصاد، آملا في اعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية.