لندن ـ المغرب اليوم
بقيادته معسكر "بريكست" او المغادرة الى الفوز، كسب بوريس جونسون رهانه غير القابل للتصديق وبات بامكانه التطلع الى مقر رئاسة الوزراء رغم كثرة الاتهامات بعدم الاستعداد جيدا والغضب المتزايد لمؤيدي بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.
اربك رئيس بلدية لندن السابق، وهو مشاغب الحياة السياسية وصاحب الشعر الاشقر، العالم من خلال نجاحه في اقناع غالبية البريطانيين ب "استعادة السيطرة" على مصيرهم.
وتمكن النائب المحافظ (52 عاما) من بيع فكرة ان مستقبل بلاده هو خارج الاتحاد الاوروبي ووصف النتائج بانها "انتصار للديمقراطية"، ووعد باقتصاد مزدهر ووقف تدفق ملايين المهاجرين المستعدين لغزو الساحل البريطاني، حسب قوله.
هذه الوعود التي بدا معسكر بريكست يتراجع عنها تثير غضب انصار البقاء الذين وصفوه بانه "كاذب"، وبعض المشككين في اوروبا.
وبعيدا عن اسكات الاتهامات بالكذب وعدم الاستعداد جيدا، اكتفى جونسون الملقب ب"بوجو" منذ اعلان النتائج الجمعة، بابداءالاطمئنان، مؤكدا ان البلاد "لن تدير ظهرها الى اوروبا"، دون ان يطرح استراتيجية ملموسة.
واذا كان الفوز المفاجئ يضعه دون اي شك بين "المفضلين" لخلافة ديفيد كاميرون، الا ان "العديد من المرشحين يمكن ان يتغلبوا عليه"، كما قال لوكالة فرانس برس تيم اوليفر، من كلية لندن للاقتصاد.
- ملك العالم -
واعتبر اوليفر ان "قراره دعم معسكر الخروج تم النظر اليه كخطوة انتهازية من قبل عدد من النواب المحافظين، وضمنهم من يدعم الخروج من الاتحاد الاوروبي".
وللفوز بترشيح الحزب المحافظ وبالتالي منصب رئيس الوزراء، يجب على بوريس جونسون ان يثبت ان التزامه في اللحظة الاخيرة قيادة حملة الخروج لم يكن مقامرة في خدمة طموحاته التي تداعبه منذ الطفولة.
وقالت شقيقته رايتشل لكاتب سيرته الذاتية اندرو غيمسون ان الكسندر بوريس دو فيفل جونسون المولود في نيويورك العام 1964، يتطلع منذ سنيه المبكرة الى ان يصبح "ملك العالم".
وخلال تلقيه تعليما نخبويا، واصل الابن الاكبر لعائلة مكونة من اربعة احلام العظمة، بعد ان حصل على منحة للدراسة في كلية ايتون العريقة ومنصب لا يقل عراقة هو رئيس نادي النقاش "اكسفورد يونيون".
ويقول غيمسون "لم يشكك احد في جامعة اكسفورد في انه سيأتي يوم يكون فيه رئيسا للوزراء".
بعد تخرجه من الجامعة، بدا مهنة الصحافة في التايمز التي طردته بعد اقل من عام لاختراعه اقتباسا، والكذب حول حقيقة انه اخترعه.
من ثم عمل في صحيفة ديلي تلغراف التي ارسلته الى بروكسل بين العامين 1989 و 1994.
- الصحافي المفضل لدى تاتشر -
ومن خلال المبالغات واحيانا حتى الحيل القذرة، اصبح بوريس جونسون "المراسل المفضل" لدى مارغريت تاتشر عبر تفصيله الاعمال الاكثر غرابة في المفوضية الاوروبية مثل حجم النقانق والمراحيض.
وقال كريستيان سبيلمان الذي كان صحافيا في وكالة فرانس برس في بروكسل اثناء "سنوات بوريس" ان هذ الاخير "لم يخترع القصص لكنه كان يبالغ".
وفي بروكسل ايضا اقترن جونسون بزوجته الاولى اليغرا موستن-اوين التي التقاها في جامعة اكسفورد، قبل ان يتركها عائدا الى صديقة الطفولة مارينا ويلر، زوجته الحالية ووالدة ابنائه الاربعة.
انتخب نائبا للمرة الاولى في عام 2001، وبانتزاعه بلدية لندن من العماليين عام 2008 حصل على مكانة وطنية.
اعيد انتخابه عام 2012. ولم يكن الفضل في ذلك لحصيلة ادائه الذي اعتبر ضعيفا وانما لبعض النجاحات الرمزية مثل تنظيم الالعاب الاولمبية، وشخصيته الغريبة الاطوار وشعره الاشقر الذي يشكل علامة فارقة له.