لندن ـ المغرب اليوم
يقف حزب العمال البريطاني المعارض الثلاثاء على حافة الانهيار في احد التداعيات السياسية للاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، في حين يستعد حزب المحافظين لبدء عملية استبدال رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون في رئاسة الحزب.
- وضع ماساوي في حزب العمال-
يواجه زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن الذي تراجع نفوذه الى حد كبير، الثلاثاء مذكرة لحجب الثقة عنه بعد ان فقد دعم ثلثي المقربين منه.
ويتهمه المتمردون عليه بانه لم يدافع بما يكفي عن بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الاوروبي ويعتبرون ان وجوده على راس حزب العمال لا يترك اي فرصة للحزب في العودة الى الحكم.
لكن كوربن رفض الانصياع واعلن انه سيترشح مجددا في حال تنظيم انتخابات لاختيار رئيس الحزب.
ويستمد كوربن اليساري قوته من دعم مناضلي الحزب الذين تظاهر نحو عشرة آلاف منهم تاييدا له امام البرلمان مساء الاثنين والذين قد ينقذون منصبه في نهاية المطاف.
وتحتاج مذكرة حجب الثقة التي ستعرف نتيجتها عند الساعة 15,00 ت غ، الى تصويت سلبي لعشرين بالمئة فقط من النواب حتى يتم قبولها، وهو ما يبدو متوفرا نظرا لعدد المعارضين لكوربن داخل الحزب.
لكن هذه المذكرة تحتاج لاحقا الى مصادقة مجمل اعضاء الحزب حيث لا يزال كوربن يحظى بشعبية واسعة.
وخاطب "الرفيق كوربن" مؤيديه قائلا "لا تدعوا وسائل الاعلام ومن يريدون بنا سوءا يقسموننا".
وطلبت قيادة الحزب مساء الاثنين من كوربن "القيام ببادرة مشرفة" لانهاء اجواء مقيتة "كارثية"، بحسب النائب شوكا اومونا.
وشاهد صحافيون تجمعوا في طابور امام القاعة نوابا يغادرون متحدثين بتاثر عن "مجزرة" و"الم عميق" و"ماساة".
-المحافظون يبحثون عن قائد-
تكاد الفوضى في حزب العمال تنسي الجميع ان حزب المحافظين غارق في احدى اكبر الازمات في تاريخه.
فقد اعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون استقالته كما اعلن وزير المالية جورج اوزبورن الثلاثاء كما كان متوقعا انه لن يترشح لخلافته. وقال "لست الافضل لمنح حزبي الوحدة التي يحتاجها".
وكان كاميرون واوزبرن ابرز المدافعين عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي واعتبرا انه يتعين ان يتولى شخص آخر التفاوض مع بروكسل على مغادرة بريطانيا.
وسيتم تنصيب الزعيم الجديد للمحافظين بحلول الثاني من ايلول/سبتمبر كابعد تقدير، بحسب ما اعلن الحزب الاثنين.
وتتجه الانظار كلها الى بوريس جونسون الذي قاد معسكر مؤيدي الخروج من الاتحاد.
لكن صحيفة تايمز اشارت الثلاثاء الى وزيرة الداخلية تيريزا ماي كمرشحة تملك حظوظا ايضا لتولي المنصب، بحسب استطلاع.
وتيريزا ماي (59 عاما) المعروفة بمعارضتها للفكرة الاوروبية، كانت احدثت مفاجاة حين اعلنت انضمامها لانصار البقاء في الاتحاد الاوروبي. لكنها لم تقم بحملة قوية.
وبحسب الكثير من المحافظين فهي تمثل تسوية ممتازة للمصالحة داخل الحزب المقسم بين انصار الاتحاد الاوروبي ومعارضيه.
ويغلق باب الترشحات لرئاسة حزب المحافظين الخميس. ويمنح بعد ذلك نواب الحزب ثلاثة اسابيع لاختيار مرشحين اثنين يصوت لانتخاب احدهما اعضاء الحزب ال 125 الفا صيف 2016.
وقال وزير الصحة جيريمي هانت المؤيد للاتحاد الاوروبي الثلاثاء انه يفكر جديا في الترشح. كما دعا الى تنظيم استفتاء ثان بعد التوصل الى اتفاق جديد بين المملكة والاتحاد.
-الملكة +لا تزال على قيد الحياة في كل الاحوال+-
ولم تعلق الملكة اليزابيث الثانية التي "تملك ولا تحكم" رسميا حتى الان على نتيجة استفتاء الخميس.
لكنها قالت الاثنين ممازحة حين صافحها نائب رئيس وزراء ايرلندا الشمالية مارتن ماغينيس امام عدسات الكاميرات قائلا لها "صباح الخير، كيف الحال؟"، "في كل الاحوال، لا ازال على قيد الحياة!".
واضافت الملكة التي احتفلت في نيسان/ابريل بعيد ميلادها التسعين "نحن منشغلون جدا، لقد حصلت عدة امور".