بيروت ـ المغرب اليوم
وصلت اول دفعة من مقاتلي الفصائل السورية وعائلاتهم، ممن تم اجلاؤهم من داريا التي حاصرتها قوات النظام اربع سنوات، الى مدينة ادلب في شمال غرب سوريا، وفق ما اافد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.
واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وصول "خمس حافلات على الاقل إلى مدينة إدلب تقل مقاتلي المعارضة وعائلاتهم المهجرين من مدينة داريا" مقدرا عددهم ب600 شخص بين مقاتل ومدني.
وهي الدفعة الاولى غداة بدء تنفيذ اتفاق توصلت اليه الحكومة والفصائل الخميس في داريا ويقضي بخروج 700 مقاتل الى ادلب واربعة الاف من الرجال والنساء مع عائلاتهم، فضلا عن تسليم المقاتلين لسلاحهم المتوسط والثقيل.
وتم الجمعة اجلاء 300 مقاتل مع عائلاتهم من المدينة بحسب مصدر عسكري سوري على ان يتم استكمال عملية الخروج السبت. كما تم اجلاء عدد اخر من المدنيين من دون توفر حصيلة واضحة.
وتحظى داريا برمزية خاصة لدى المعارضة السورية، اذ كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد في آذار/مارس 2011.
وكانت داريا من اولى المناطق التي حاصرها النظام في العام 2012 علما ان اول قافلة مساعدات غذائية دخلت اليها كانت في حزيران/يونيو الماضي.
وتقع داريا على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب غرب دمشق. وهي مجاورة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية.
وقال مقاتل من الفصائل لفرانس برس الجمعة ان قرار التوصل الى الاتفاق مع الحكومة السورية على مغادرة داريا "بعد صمود دام اربع سنوات" ياتي نتيجة "الوضع الانساني المتدهور فيها والقصف المتواصل".
وتعرضت المدينة وخصوصا في الاسابيع الاخيرة لقصف عنيف بالبراميل المتفجرة من قوات النظام، وفق المرصد وناشطين.
وتتهم المعارضة والفصائل قوات النظام باستخدام سياسة الحصار لتجويع المناطق الخارجة عن سيطرتها واخضاعها، بهدف دفع مقاتليها الى تسليم سلاحهم.
وكانت داريا قبل بدء النزاع تعد حوالى ثمانين الف نسمة، لكن هذا العدد انخفض بنسبة تسعين في المئة في ظل الحرب والنقص الحاد في الموارد.