نابولي ـ المغرب اليوم
يلتقي رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد ظهر الاثنين قبالة السواحل الايطالية في البحر المتوسط بحثا عن سبل لاعادة تحريك اوروبا وسط ازمة هوية تشهدها.
ويستقبل رينزي قرابة الساعة 16,00 (14,00 ت غ) في نابولي بجنوب ايطاليا ميركل وهولاند قبل ان يرافقهما الى فينتوتيني، الجزيرة الصغيرة الواقعة بين روما ونابولي، والتي تؤوي ضريح التييرو سبينيلي مؤلف "بيان فينتوتيني" الذي عرض فيه عام 1941 تصورا لاوروبا فدرالية.
وبعد ذلك ينتقل المسؤولون الثلاثة الى حاملة الطائرات "غاريبالدي" التابعة لقوات البحرية الايطالية لعشاء عمل.
وحمل قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي قادة فرنسا وايطاليا والمانيا على الاجتماع سريعا لبحث تبعات بريكست على مستقبل الاتحاد الاوروبي. وقد عقدوا قمة ثلاثية اولى في 17 حزيران/يونيو في برلين دعوا خلالها الى اعطاء "دفع جديد" لاوروبا.
ويعقد اللقاء الاثنين في المتوسط قبل ثلاثة اسابيع من قمة اوروبية استثنائية مقررة في 16 ايلول/سبتمبر في براتيسلافا، دعي اليها بعد صدمة القرار البريطاني.
وتوصي فرنسا وايطاليا ازاء هذا التحدي بتعزيز التكامل الاوروبي ولا سيما على صعيد الامن والدفاع. وقال الرئيس الفرنسي في تموز/يوليو في لشبونة "ستكون هذه احدى العبر التي سيتعين علينا استخلاصها من بريكست، الدفع الذي يتحتم علينا اعطاؤه" للبناء الاوروبي، متحدثا في المحطة الاولى من جولة اوروبية مصغرة قام بها بعد القرار البريطاني.
واقامة "نظام شنغن امني للتصدي للارهاب" هي طرح تدعو اليه ايضا الحكومة الايطالية. واوصى وزير الخارجية باولو جنتيلوني ووزيرة الدفاع روبرتا بينوتي في مقالة مشتركة نشرت في 11 اب/اغسطس بتشكيل "قوة اوروبية متعددة الجنسيات" بقيادة مشتركة يتم تكليفها مهمات محددة.
وطرحت فرنسا من جهتها فكرة تمويل اوروبي بواسطة "سندات اوروبية" لدعم هذه المشاريع العسكرية المشتركة. وتشدد باريس على انه "يجب ان تكتسب اوروبا على هذا الصعيد استقلالية استراتيجية".
كما تدعو باريس الى تشكيل قوة اوروبية من حرس الحدود على وجه السرعة لتعزيز حدود الاتحاد الخارجية وضبطها بشكل افضل.
- تراجع الشعبية -
ويحظى هذا الطرح بموافقة ميركل التي تراجعت شعبيتها بعدما فتحت ابواب المانيا امام تدفق المهاجرين، وكذلك رينزي الذي ينظر بقلق الى تزايد عدد المهاجرين الوافدين الى بلاده اسبوعا بعد اسبوع.
وسيبحث القادة الثلاثة ايضا في الاقتصاد. وقد اقترح فرنسوا هولاند مضاعفة قيمة خطة يونكر للاستثمارات (315 مليار يورو بين 2015 و2018) لتشمل وسائل النقل النظيفة وتحديث القطاع الرقمي والبحث. ومن جهته، يؤيد رينزي استخدام قسم من هذا التمويل لتشجيع الثقافة في اوروبا.
لكن رئيس الحكومة الايطالية يسعى خصوصا لاقناع زميليه بدءا بالمستشارة الالمانية بالتخلي عن ربط اوروبا بـ"الحسابات المالية" في وقت تسجل الحركات الشعبية تقدما في كل انحاء القارة.
اما ميركل، فتبدي حذرا شديدا حيال هذه المشاريع، وبصورة عامة حيال اي رد "فدرالي" لمواجهة الازمة الناجمة عن القرار البريطاني، وخصوصا في وقت تقبل المانيا على انتخابات تشريعية العام المقبل.
كما تدخل فرنسا مرحلة انتخابية مع الانتخابات الرئاسية العام المقبل، ويخشى العديدون ان يهيمن الجمود على الوقع القائم قبل هذه الاستحقاقات.
ورأت صحيفة "سولي 24 اوري" الايطالية الخاصة باوساط الاعمال في افتتاحيتها الاحد ان هذه القمة المصغرة تجمع "ثلاثة زعماء ضعف موقعهم، يواجهون صعوبات داخلية واستحقاقات انتخابية داهمة، وهامش التحرك المتاح لهم محدود للغاية".