ابوظبي - المغرب اليوم
قال سكان ومسعفون إن الطائرات الإسرائيلية كثفت هجماتها على وسط قطاع غزة يوم الأحد في وقت تحتدم فيه المعارك حول أنقاض بلدات ومخيمات لاجئين في الحرب التي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها ستستغرق "عدة شهور أخرى" قبل أن تنتهي.
ولا تشير تصريحات نتنياهو إلى أي هدوء محتمل في الحملة العسكرية التي قتلت الآلاف وسوت أغلب القطاع بالأرض بينما أثار تعهده بإعادة سيطرة إسرائيل على حدود القطاع مع مصر تساؤلات جديدة تتعلق بحل الدولتين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي تسريح بعض جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لمحاربة حركة حماس في غزة، وهي خطوة قال إنها ستساعد الاقتصاد في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لحرب طويلة الأمد.
واستهدفت ضربات جوية منطقتي المغازي والبريج في وسط القطاع مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص في منزل واحد ودفع المزيد من السكان للفرار إلى رفح على الحدود مع مصر بعيدا عن خطوط تحركات الدبابات الإسرائيلية.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن ستة أشخاص قتلوا في غارة جوية على منطقة المغراقة خارج مدينة غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 21822 فلسطينيا قتلوا في الغارات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر وسط مخاوف من أن يكون آخرون مدفونين تحت الأنقاض.
وأدت الحرب إلى نزوح كل سكان القطاع تقريبا وعددهم 2.3 مليون نسمة.
وتمنع إسرائيل دخول أغلب إمدادات الغذاء والوقود والدواء منذ السابع من أكتوبر.
وقالت إسرائيل إنها مستعدة للسماح بإيصال سفن من بعض الدول الغربية للمساعدات بشكل مباشر لسواحل قطاع غزة بعد عمليات تفتيش أمنية في قبرص.
وقالت جيما كونيل، المسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا إلى رفح بلا ممتلكات أو مكان للنوم فيه.
وأضافت "أنا خائفة جدا من أن عدد الوفيات الذي نشهده سيزداد بشكل كبير بسبب هذا الهجوم المتواصل وأيضا بسبب هذه الظروف التي لا تصدق حرفيا".
إلى أين؟
حثت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل على تخفيف حدة الحرب وعبرت دول أوروبية عن قلقها إزاء نطاق معاناة المدنيين الفلسطينيين.
لكن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو السبت تشير إلى أن الحرب لن تشهد أي تخفيف في أي وقت قريب. وقال في حديثه إنه لن يستقيل رغم إظهار استطلاعات للرأي تراجع التأييد لحكومته ودافع عن سجله الأمني رغم هجوم حماس.
وقال "الحرب في أوجها" وإن إسرائيل سيتعين عليها السيطرة بشكل كامل على حدود قطاع غزة مع مصر، وهي منطقة مكتظة الآن بالمدنيين الفارين من القصف العنيف في أنحاء القطاع.
ومثل هذه الخطوة ستمثل بحكم الأمر الواقع تراجعا عن انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، مما يثير تساؤلات جديدة بشأن مستقبل القطاع وآفاق إقامة دولة فلسطينية.
وقالت واشنطن إنه يتعين على إسرائيل السماح لحكومة فلسطينية بالسيطرة على غزة عندما ينتهي الصراع.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في مقابلة مع (إيه.بي.سي) "نتبنى وجهة نظر مختلفة تماما هنا فيما يتعلق بالشكل الذي يجب أن تكون عليه غزة بعد الصراع".
وأجج وزير المالية الإسرائيلي المنتمي لليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش المخاوف حيال أهداف إسرائيل من الهجوم بدعوته الفلسطينيين إلى مغادرة غزة وإفساح المجال أمام الإسرائيليين الذين يمكنهم "تحويل الصحراء إلى أودية مزدهرة".
وتعارض ذلك مع الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية بأن سكان غزة سيكون بإمكانهم العودة إلى منازلهم. واستُبعد سموتريتش وغيره من الوزراء المتشددين في الائتلاف الحاكم من حكومة الحرب، لكنهم يبذلون قصارى جهدهم للمشاركة في القرارات المتعلقة بالصراع.
وفي أحدث تصريحاته قبل أن يترك منصب وزير الخارجية ويتولى منصب وزير الطاقة، قال إيلي كوهين إن الحدود هي المصدر المرجح للتسليح الذي حصلت عليه حماس عبر السنوات الماضية.
وقال حسين الشيخ المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة على موقع للتواصل الاجتماعي إن سيطرة إسرائيل على الحدود دليل على قرار "لإعادة الاحتلال بالكامل".
هجوم على سفينة
تنذر الحرب بخطر انتشار الصراع في أنحاء المنطقة بمشاركة إيران وجماعات متحالفة معها في الشرق الأوسط.
وتتبادل إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران إطلاق النار بصورة منتظمة عبر الحدود وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أهدافا في لبنان.
كما ضربت إسرائيل أهدافا مرتبطة بإيران في سوريا، فيما شنت جماعات متحالفة مع إيران هجمات على أهداف أميركية في العراق.
وقال الجيش الأميركي إن حركة الحوثي في اليمن هاجمت سفينة شحن تابعة لشركة ميرسك. وتشن الجماعة هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ أسابيع وتقول إنها رد على حرب إسرائيل في قطاع غزة.
وأضاف الجيش الأميركي أن طائرات هليكوبتر تابعة للبحرية الأميركية أغرقت ثلاثة زوارق من أصل أربعة تابعة للحوثيين استخدموها في الهجوم ودفعت الزورق الرابع إلى الفرار من المنطقة.
وتقول إسرائيل إن 174 جنديا قتلوا في المعارك في قطاع غزة لكن عملياتها تحرز تقدما بما يشمل تدمير بعض أنفاق حماس في القطاع.
وتقول حركتا حماس والجهاد إنهما ستواصلان استهداف القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.
قد يهمك ايضـــــا :
تجدُد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وهرع فلسطينيون نحو أكوام من الأنقاض بحثاً عن ناجين