باريس ـ المغرب اليوم
نفى إيمانويل مارسيني، محامي المفكر الإسلامي طارق رمضان، خلافًا لما روجته صحف فرنسية، أن يكون موكله قد اعترف بربطه أي علاقة بالسيدتين اللتين تتهمانه بالاعتداء عليهما واغتصابهما، وفي حوار له مع موقع "الجزيرة نت"، أكد أن ادعاءات الشاكيات اللاتي يتهمنه بالاغتصاب بدأت تتداعى تباعًا، وتبين أنها محض أكاذيب، بعدما قدم معلومات وقرائن للقضاء تناقض رواياتهن.
وقال المحامي إن رمضان أكد للقضاة الثلاثاء الماضي، أنه لم يلتق مع كل من المشتكية الأولى هند عياري، والمشتكية الثانية كريستيل إلا مرة واحدة، وكان ذلك خلال محاضراته وأمام الملأ، ولم يكن ذلك في فنادق كما تدعيان. هاتان السيدتان كانتا ترغبان بالدخول في علاقة غرامية مع موكلي، وهذا من حقهما، لكن عندما رفض محاولاتهما، تحول الأمر إلى تهمة بالاغتصاب.
وأضاف مارسيني، بأن هند عياري، التي كانت أول من رفعت دعوى ضد موكله بتهمة الاغتصاب، قد "غيرت قبل أيام أقوالها وتحدثت عن فندق وتاريخ جديدين"، متسائلًا "كيف يعقل أن تنسى عياري مكان وتاريخ اغتصابها كما تدعي، وهي التي كتبت كتابًا تفصل فيه هذه المزاعم واستعانت بكبار المحامين؟”.
وتابع المحامي قائلًا إن "القضاة استمعوا لأقوال أصدقاء عياري وأكدوا أنها معروفة باختلاقها قصصًا كاذبة، وتعاني من مشاكل نفسية وحاولت من قبلُ الإيقاعَ برجال آخرين، مثلما حاولت مع طارق رمضان بعدما راودته عن نفسه وامتنع"، مضيفًا "أما بالنسبة للسيدة كريستيل، المشتكية الثانية، التي تتهم طارق رمضان بالاغتصاب في 2009، تبين سريعًا أنها اختلقت قصصًا مثيرة للسخرية. حيث أكدت التحقيقات الأولية أنها كذبت في مجمل ما تتهم به رمضان، لأنها اعترفت أمام المحققين بأنها أنشأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وبريدًا إلكترونيًا باسم طارق رمضان.
وعثر المحققون على رسائل نصية لها تعترف فيها لأحد أصدقائها بأنها "وضعت مخططًا محكمًا للإيقاع بطارق رمضان" في 2009، يضيف المحامي، كما دعم ما قالته كريستيل من تلقيها تهديدات من طرف المخابرات الفرنسية من أجل رفع دعوى قضائية ضد طارق رمضان، معتبرًا أن هذه المشتكية كشفت وجود اتصالات لها مع كارولين فورسيت الخصم اللدود لطارق رمضان، والتي قامت بعرض ملفها على أجهزة المخابرات من أجل النيل من الداعية السوسيري.
وأظهرت محادثات كريستيل الهاتفية الخاصة التي حجز عليها القضاء أنها تلقت ضغوطًا من طرف المخابرات الفرنسية التي طالبتها بالخروج في وسائل الإعلام لاتهام طارق رمضان باغتصابها، وحينما رفضت قامت بمصادرة حسابها البنكي من أجل تجويعها وإخضاعها لمطالبهم، كما كشفت في محادثاتها أن كارولين فروست أخبرتها بأن شخصيات نافذة في الدولة، بينها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، مستعد لتوكيل كبار المحامين للدفاع عنها، من أجل طرد طارق رمضان من فرنسا.
ويتابع المحامي "في هذه الحالة، نحن أمام حالتين؛ إما ضلوع الحكومة الفرنسية في "قضية دولة جد خطيرة" تستهدف طارق رمضان، أو أن هذه السيدة مختلة عقليًا لا تعي ما تقول"، وعن الحملة الشرسة التي تواجه رمضان في الصحافة الفرنسية، قال إن أطرافًا كثيرة في فرنسا تكره وتشيطن طارق رمضان منذ مدة، لأنه يحظى بكاريزما، ولأنه مثقف معروف على الصعيد العالمي، وله مواقف من عدة قضايا تهم الإسلام والمسلمين في فرنسا.
بالتالي، يضيف المتحدث، "كان هذا الملف بمثابة هدية للمتربصين به، خصوصًا خصومه المعروفين بعدائهم الشديد للمسلمين لتقديمه أمام الرأي العام الفرنسي باعتباره شخصًا يشكل خطرًا على قيم المجتمع الفرنسي