الرئيسية » أخبار عالمية
محمد شياع السوداني

أنقرة - المغرب اليوم

في إطار سلسلة الزيارات الخارجية التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، منذ توليه منصبه في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، بدأ زيارة إلى تركيا تتصدرها ملفات عديدة، أبرزها ملف المياه العالق بين البلدين منذ عقود. وبينما لم يفصل البيان الحكومي الصادر عن مكتب السوداني أي جوانب أو ملفات سوف يناقشها السوداني مع المسؤولين الأتراك، فإن مصادر حكومية مطلعة أكدت أنه سوف يتم التركيز خلال هذه الزيارة على تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، وفي سياق نهج واضح يقوم على مبدأ تعزيز العلاقات مع كل دول الجوار، طبقاً للمصالح المشتركة بينها وبين العراق.
واستناداً لهذه المصادر، فإن «ملف المياه سوف يحظى بالأولوية مع ما يواجهه العراق من مشكلات حقيقية، بسبب شحة المياه وقلة الأمطار»، وبالتالي فإن «الوفد سوف يبحث كيفية التعاون والتنسيق لضمان حصول العراق على احتياجاته من المياه التي تعدّ شريان حياة للتنمية والتوسع الزراعيّ». وطبقاً للمصادر ذاتها، فإن «لدى العراق مشروعات طموحة في مجال الطاقة والنقل؛ حيث تعمل الحكومة على جعل العراق مركزاً تجارياً وممراً حيوياً للتجارة العالمية بين آسيا وأوروبا، من خلال بناء طريق التنمية، ومشروع ميناء الفاو الكبير، بما يشمل من ممر القناة الجافة التي سيشكّلها طريق سريع، وخط للسكك الحديدية يمر عبر الديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل، ويمتد إلى الحدود التركية، ما يتيح الوصول إلى ميناء مرسين وأوروبا عبر إسطنبول، بالإضافة إلى تجمعات سكنية ونقاط للجذب السياحيّ».
وعلى صعيد أمن الحدود المشتركة بين العراق وتركيا التي تمتد إلى مئات الكيلومترات، فإن المحادثات مع الجانب التركي ستؤكد الرفض القاطع لأن يكون العراق منطلقاً للاعتداء على جيرانه، مع التشديد على أن العراق يرفض انتهاك سيادته وحرمة أراضيه، وهو ما يجعل العراق يسعى -طبقاً لهذه المصادر- إلى إيجاد مساحة مشتركة في التعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري، لمنع التسلل للأراضي التركية.
إلى ذلك، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، جبار الكناني، في تصريح اليوم، أن «زيارة السوداني إلى تركيا ذات أهمية كبيرة بسبب مشكلات وتعقيدات كثيرة، وأن ملف المياه مع تركيا شائك ويلقي بظلاله على المواطنين وحياتهم». وأضاف أن «الهدف الأول من زيارة تركيا هو ملف المياه، وأن السوداني له قدرة على ضمان حصص العراق، وسيناقش مع تركيا احتلال قواتها للأراضي العراقية خلال فترة الحرب مع (داعش)». وقال: «لن نقبل بوجود القوات الأجنبية في العراق، في ظل وجود القوات الأمنية و(الحشد الشعبي) وإن محطة تهريب الأموال العراقية هي تركيا وعبر إقليم كردستان».
ويعاني العراق شح المياه في نهري دجلة والفرات، وكذلك قلة الأمطار وموجات الجفاف، بسبب قيام دولتي المنبع (تركيا وإيران) بقطع وتقليل حصته من المياه، إلى جانب التغيير المناخي. وفي هذا السياق، يقول عضو لجنة الزراعة والمياه في البرلمان العراقي ثائر الجبوري، إن «تركيا تنفذ خطة منذ عام 2003 وإلى يومنا هذا، لإنشاء أكثر من 220 سداً، بهدف القطع القسري للمياه عن العراق، إضافة إلى توقف أكثر من 40 مجرى مائياً قادماً من إيران باتجاه العراق، وبالتالي فإن البلاد تعاني كثيراً جراء انخفاض المناسيب»، لافتاً إلى أن «الحكومة بحاجة للقيام بحوار جاد مع تركيا وإيران، من أجل الوصول إلى نتائج ناجعة، وإلا ستكون الآثار كارثية على العراق».
بدوره، يقول الدكتور عصام الفيلي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في سياق العلاقة مع تركيا فإن الملف متعدد؛ حيث يشمل موضوع المياه، وكذلك وجود حزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى مسألة تنظيم العلاقة الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وقد يكون هناك ملف ضمن الجانب الاقتصادي، وهو فتح منفذ آخر عبر محافظة نينوى».
وأضاف الفيلي أن «المسألة المهمة التي يريدها السوداني أن بعض القضايا المهمة التي يجري بحثها بين الجانبين ليست هناك آليات ملزمة لكلا الطرفين بشأنها؛ حيث إن تركيا تنظر إلى نهري دجلة والفرات على أنهما ليسا نهرين دوليين، وإنما تراهما نهرين عابرين للحدود، وبالتالي فهي ترى أنها بوصفها دولة منبع فإن لها الحق في التصرف بمياههما أكثر من العراق وسوريا». وأوضح أن «ملف المياه بالنسبة للسوداني مهم؛ لا سيما أنه أعد استراتيجية خاصة بدءاً من الآن إلى عام 2050، وهو ما يعني أنه يضع هذا الملف من بين الأولويات الأولى له».
وبشأن وجود حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية، يقول الفيلي إن هذا الملف «بحاجة إلى تعاون 3 دول، هي تركيا وسوريا والعراق، وبمستطاع قوات هذا الحزب التحرك بكل أريحية داخل مثلث هذه العلاقة، وهو ما يتطلب تنسيقاً مشتركاً بين الدول الثلاث، فضلاً عن الجانب الإيراني». وتابع الفيليبأن «الملف الآخر المهم أيضاً يخص العلاقة الاقتصادية بين البلدين، وهذا يشمل الجانب النفطي كما يشمل المعابر الحدودية بين البلدين، وما يتطلبه ذلك من تنظيم وأتمتة».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

 

رئيس الوزراء العراقي يتعهد باستعادة ثقة المواطن في النظام السياسي

السوداني يؤكد أن العراق يسير نحو الهدوء السياسي وجائحة الفساد المعركة الكبرى

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

هاكان فيدان و أحمد الشرع يدعوان إلى رفع العقوبات…
مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض يُعلن أن إيران قد…
دونالد ترمب يختار منتج برنامجه التلفزيوني الواقعي مبعوثاً خاصاً…
إيمانويل ماكرون يدعو إلى إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار…
إسماعيل بقائي يدين مقتل سيد داوود في سفارة دمشق

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

الولايات المتحدة تفتتح رسمياً قاعدة دفاع جوى جديدة فى…
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يختار مستشارين منذ ذوى الخبرة…
هجمات إيران ضد إسرائيل جاءت بنتائج عكسية جيروزاليم بوست
الجيش الإسرائيلي يعلن فتح معبر جديد لدخول المساعدات إلى…
أنتوني بلينكن أكد لإسرائيل أهمية تحسين الوضع الإنساني بغزة