برلين - المغرب اليوم
يبدأ الرئيس الصيني شي جينبينغ الجمعة زيارته الاولى الى المانيا سعيا لتحسين العلاقات التجارية المميزة بين البلدين، ضمن جولة اوروبية يقوم بها ومن المتوقع ان تهيمن عليها الازمة الاوكرانية. ومن المتوقع ان تكون مسألة حقوق الانسان هامشية في هذه الزيارة، قبل اسبوع من افتتاح اكبر معرض خصص حتى الان للفنان والمعارض الصيني آي وايواي في برلين. وقال ايبرهارد ساندشنايدر الخبير في معهد السياسة الخارجية الالماني ان "الاقتصاد هو الذي يلعب الدور المحوري" في العلاقات بين هذين البلدين اللذين يصنفان في طليعة الدول المصدرة في العالم. ووصل حجم المبادلات التجارية بين البلد الاكبر عدديا في العالم والقوة الاقتصادية الاولى في اوروبا العام الماضي الى 161,5 مليار دولار والصين هي الشريك التجاري الاول لالمانيا في اسيا، في حين ان المانيا هي الشريك التجاري الاول للصين في اوروبا. لكن بعد مجموعة العقود الضخمة بقيمة 18 مليار دولار التي اعلن عنها هذا الاسبوع في فرنسا خلال زيارة دولة لقي فيها الرئيس الصيني استقبالا حافلا، تبدو المحطة الالمانية من جولته اكثر تواضعا. ولم ترد اي معلومات حتى الان حول امكانية الاعلان عن عقود تجارية. وقال غودرون واكر خبير الصين في معهد اس دبليو بي الالماني "لا اتوقع الكثير عمليا". ومن الممكن بحسب ما كتبت صحيفة هاندلسبلات الخميس على موقعها الالكتروني انشاء منصة تبادل للعملة الصينية في فرانكفورت، ستكون الاولى في منطقة اليورو. ورجحت الصحيفة ان يتم توقيع عقد اولي بهذا الصدد الجمعة بين المصرفين المركزيين الصيني والالماني. كما ستبحث المستشارة الالمانية مع الرئيس الصيني الازمة الاوكرانية. وقال سيباستيان هايلمان مدير معهد ميريكس وخبير الشؤون الصينية ان ميركل "ستضغط في اتجاه حض روسيا على اعتماد موقف اكثر اعتدالا". وكانت الصين التي تلزم الحياد حيال موسكو في هذا الملف، امتنعت عن التصويت السبت الماضي في مجلس الامن على قرار يدين الاستفتاء في القرم بدون التصويت ضده، فيما صادق عليه جميع اعضاء المجلس الاخرين غير ان روسيا استخدمت ضده حق الفيتو. وقال هايلمان ان موسكو بضمها القرم "قامت بخطوة لا يمكن ان ترضى عليها بكين" متسائلا "ما سيكون رد فعل الصين ان نظمت التيبت او شينجيانغ، المنطقة المسلمة في شمال غرب البلاد والمحتجة على وصاية بكين، استفتاء تدعو فيه الى الاستقلال؟" واوضح الخبير ان الصين تخضع لضغوط تدفعها الى اعتماد موقف اكثر حزما حيال موسكو بشأن اوكرانيا، البلد الذي تربطها به مصالح اقتصادية منذ زمن بعيد، فضلا عن استثمارات في قطاعه الزراعي. وقال هايلمان ان "اوكرانيا كان من المفترض ان تشكل بالنسبة للصين بوابة الى اوروبا الشرقية". ويتوقع غودرون ان تتطرق ميركل وكذلك الرئيس يواكيم غاوك الى مسالة حقوق الانسان خلال محادثاتهما مع شي جينبينغ قبل اسبوع من افتتاح معرض في برلين للفنان الصيني المنشق آي وايواي، سيكون اضخم معرض يخصص له حتى الان. وفي مقابلة نشرتها مؤخرا صحيفة المانية، اوضح الفنان الذي احتجزته السلطات الصينية لحوالى ثلاثة اشهر عام 2011 وصادرت منه منذ ذلك الحين جواز سفره لمنعه من مغادرة البلاد، انه يود الالتقاء بالرئيس الصيني. ودعت شخصيات من عالم الفن في المانيا بكين الى السماح له بالتوجه الى هذا البلد لحضور افتتاح معرضه في الثالث من نيسان/ابريل، بعد ثلاث سنوات بالتمام من اعتقاله. وكانت معلومات افادت ان شي جينبينغ قد يزور نصب المحرقة في برلين. وقال ساندشنايدر بهذا الصدد ان "المسالة الغيت". وكانت عدة وسائل اعلام اوضحت ان بكين التي تدعو طوكيو بشكل متواصل الى الاقرار بالفظاعات التي ارتكبت خلال الاجتياح الياباني ابان الحرب العالمية الثانية، كانت تريد من خلال هذه الزيارة احراج هذا البلد، وهو وضع تفضل برلين تفاديه. وبعد المانيا يزور الرئيس الصيني المؤسسات الاوروبية في بروكسل، في اول زيارة لرئيس صيني الى عاصمة الاتحاد الاوروبي. "أ.ف.ب"