مونتريال - المغرب اليوم
اختتم قبل أيام سكان مونتريال احتفالاتهم بالدورة الـ14 لـ "الليلة البيضاء"، التي استمرت عروضها حتى مطلع الفجر، في إطار انتهاء المواسم الشتوية الفنية، ورغم البرد والصقيع، ما زالت تلك الاحتفالات تشكل الحدث الأكثر حضوراً وإثارة للفرح والحماسة. وهذا العام، بلغ سجّل زوار هذه الاحتفالية رقماً قياسياً تجاوز 350 ألف زائر من داخل كندا وخارجها.
وتضمنت الموسيقى والرقص والشعر والسينما والمسرح والثقافة والعلوم والترفيه والمواكب الكرنفالية الجوالة. فجرى عرض البعض في صالات مقفلة استأثرت بلدية مونتريال لأول مرة بجانب كبير منها، إذ نظمت «جدارية جماعية» من الجمهور الذي حمل شعار المدينة المنفتح على مجمل الثقافات والفنون، وواكبته فرقة موسيقية في أروقة القصر البلدي اطلع خلالها على معالمه السياحية والحضارية والتاريخية.
وشهدت باحة المجلس، لقاء تنافسياً بين عازفي الموسيقى المعاصرة والكلاسيكية من جهة وقراءات من «الليلة البيضاء» تعاقب على تلاوتها فتية من المولعين بمطالعة قصص لمشاهير الأدب والشعر على وقع معزوفات موسيقية للبناني الكندي ألان فرح، أما المشهد الاستعراضي المجاني الكبير، فكان في الهواء الطلق، ونقلت وقائعه على شاشات عملاقة ولفت نشاطاته أنواراً متلألئة تقاطعت مع أشعة الليزر الزرقاء، فاستحال ليل مونتريال نوراً وضياء وصقيعها وهجاً ودفئاً. وفي الوقت ذاته، كانت ساحات المدينة تواصل السهر حتى مطلع الفجر على وقع العديد من الحفلات الراقصة والعروض الغنائية والموسيقية التي توالت على تقديمها فرق محلية وعالمية. وكانت أصداء التانغو والتكنو السريعة والجاز والبوب والفلامنكو والروك تتردد في معظم أنحاء مونتريال ومحيطها الخارجي. كما شهدت شوارع مونتريال القديمة عروضاً كوميدية جوالة شاركت فيها نخبة من متخرّجي «المدرسىة الوطنية للفكاهة». فكانت تواجه خلال سيرها بصيحات الفرح والدعابة والإعجاب.
ولم تغب فنون الشارع عن المشهد الفني الخارجي. فقد شكلت عروض الغرافيتي بأشكالها والوانها ورسومها الشعبية والرقمية وغاياتها، لوحات جدارية غنية بالنقد الفني والاجتماعي والسياسي. وانتهت الليلة البيضاء بعرض من موسيقى الهيب هوب الذي ألهب حماسة الحضور، خصوصاً الشباب، ووضعت البلدية في خدمة المحتفلين حافلات مجانية من النقل العام (مترو وباصات) بغية تأمين عودة سالمة وآمنة إلى منازلهم. وحظيت «مونتريال البيضاء» كعادتها بتنويه الصحافة الكندية، واعتبرتها «محطة وطنية مهمة في صناعة السياحة الشتوية»، و «إحدى الأيقونات الفنية في العالم»، كما كان هناك من وصفها بـ «ليلة تحدٍ بين صقيع البرد والثلج وبين دفء الرقص والموسيقى».