الرباط ـ المغرب اليوم
للعام الثالث تواليا، شاركت القوات المسلحة الملكية إلى جانب جيوش عدد من الدول، أبرزها باكستان والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والبحرين والأردن التي تشارك بصفة رسمية، إضافة إلى جيوش كل من الصين وألمانيا واليابان وأذربيجان التي تشارك بصفة “مراقب”؛ في النسخة السابعة من تدريبات “روح الفريق الدولي للجيش الباكستاني 2024” (PATS)، التي احتضنها “المركز الوطني لمكافحة الإرهاب” بمدينة “بابي” الباكستانية نهاية الأسبوع الماضي، حسب ما أفاد به بلاغ لمديرية الإعلام العسكري الباكستاني.
وأوضح المصدر ذاته أن “هذا التمرين العسكري الذي استمر لمدة 60 ساعة، بمشاركة حوالي 20 دولة صديقة، يهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين الدول المشاركة، خاصة في ظل البيئة الأمنية الدولية المعقدة وتعزيز قابلية التشغيل البيني وتبادل أفضل الممارسات العسكرية”، مشيرا إلى أن “تدريبات PATS السنوية تستدعي أعلى مستويات اللياقة البدينة والخبرة العسكرية المهنية لاتخاذ القرارات السريعة في المواقف المتنوعة أثناء إجراء المهام الصعبة في بيئة شبه حقيقية”.
تفاعلا مع هذا الموضوع، قال محمد عصام العروسي، باحث في الشؤون الإستراتيجية، إن “مشاركة المغرب إلى جانب دول عربية وغربية في النسخة السابعة من هذه التدريبات تعكس انخراط المملكة المغربية في المجهودات المبذولة على المستوى الدولي لمحاربة الإرهاب ومواجهة مختلف الأخطار الأمنية التي تهدد الدول”.وأضاف العروسي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “التواجد المغربي في مثل هذه التدريبات يمكن القوات المسلحة الملكية من مراكمة الخبرات والتجارب والاحتكاك مع مختلف المدارس العسكرية العالمية، كما هو الشأن بالنسبة لمناورات ‘الأسد الإفريقي’ وغيرها من المناورات متعددة الجنسيات التي يسجل فيها المغرب حضورا قويا، سواء على مستوى القارة الإفريقية أو الآسيوية”.
ولفت الباحث ذاته إلى أن “مشاركة الجيش المغربي في مثل هذه التمارين والتدريبات العسكرية، إلى جانب الجيوش النظامية لمجموعة من القوى الإقليمية والدولية الكبرى، يعكس في حد ذاته اعترافا من طرف المنتظم الدولي بأهمية المملكة على المستويين الأمني والعسكري ودورها في معادلة الأمن الدولية”، موضحا أن “القوات المسلحة الملكية تستفيد من التواجد في هذه التدريبات التكتيكية من خلال تنمية وتأهيل قدرات عناصرها، والتدريب على استعمال تقنيات عسكرية جديدة؛ إضافة إلى مراكمة الخبرات والتجارب من خلال الاحتكاك بمختلف المدارس العسكرية الدولية”.
وأشار المصرح أن “باكستان التي تحتضن هذا التدريب تشهد صراعا مفتوحا ما بين الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تتخذ من الأراضي الباكستانية والأفغانية ملاذا لها، وبالتالي فإن مشاركة المغرب في هذا التدريب يمكنه من الاستفادة من هذا العمق الآسيوي للتمرس على العمليات والمعارك والحروب الموجهة ضد الميليشيات المسلحة، وهذا أمر هام بالنسبة للجيش المغربي”.
وخلص العروسي إلى أن “هذه المشاركة المغربية إلى جانب دول كبرى، كالولايات المتحدة الأمريكية والصين، تندرج أيضا في إطار الإستراتيجية العسكرية التي بدأ ينتهجها المغرب في السنوات الأخيرة، من خلال تنويع شركائه العسكريين، وهو ما يعطي للجيش المغربي أولا القدرة على التكيف مع مختلف التكتيكات والمناهج العسكرية، كما يعطي المؤسسات الأمنية والعسكرية المغربية القدرة على تبني أطروحات أمنية جديدة من خلال التجارب التي تراكمها في هذا الصدد، وكذا تطوير الترسانة العسكرية المغربية والموارد البشرية”.
قد يهمك أيضــــــــــــــا