غزة - المغرب اليوم
بعد تثبيت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول وصف «عماليق»، كجزء من الأدلة التي قدمتها حكومة جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل العليا في لاهاي، وقالت فيها إنه كان واحداً من المسؤولين الإسرائيليين الذين حرضوا على الإبادة الجماعية لأهل غزة، أصدرت الحكومة بياناً رسمياً، اليوم الثلاثاء، حاولت فيه إبعاد التهمة عنه وقالت إنه لم يحرض ولا يمكن أن يحرض على أمر كهذا. وادعى البيان أن «هذا ادعاء كاذب وسخيف يكشف عن جهل عميق في التاريخ».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد استخدم خلال الحرب مرتين تعبير «عماليق» لوصف هجوم حركة «حماس» وتبرير الغارات التدميرية على أهل غزة. وكانت المرة الأولى في تصريحات أدلى بها في 28 أكتوبر (تشرين الأول)، وتوجه فيها إلى الجنود في جيشه قائلاً: «تذكر ما فعله بك عماليق، ونحن نتذكر ونحارب عماليق». وفي المرة الثانية ذكرها في رسالة أخرى إلى الجنود الإسرائيليين، في 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، وكتب فيها على حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي يقول: «كافحنا دائماً ضد أعداء لدودين، أرادوا إفناءنا. وصمدنا بقوة مقابل الذين يسعون لقتلنا فيما نحن مسلحون بالشجاعة وعدالة الطريق. والكفاح الحالي ضد القتلة من (حماس) هو فصل آخر في قصة الصمود القومي على مر الأجيال. تذكر ما فعله بك عماليق».
وكان قد سبق ذلك بخطاب متلفز يوم 25 أكتوبر الماضي، استدعى فيه نتنياهو نبوءة أشعيا، قائلاً: «نحن أبناء النور بينما هم أبناء الظلام، وسينتصر النور على الظلام. سوف نحقق نبوءة أشعيا، لن تسمعوا بعد الآن عن الخراب في أرضكم، سنكون سبباً في تكريم شعبكم، سنقاتل معاً وسنحقق النصر».
والعماليق هم العرب بحسب المؤرخين، ينتمون إلى قبيلة من البدو الرحل سكنوا شبه جزيرة سيناء وجنوب فلسطين، وصارت تعني في الثقافة اليهودية «ذروة الشر الجسدي والروحي». وقد تم ذكرهم في سفر صموئيل الأول في التوراة، بالدعوة إلى القضاء عليهم: «اذهب وحارب عماليق، اقض عليهم قضاء تاماً، هم وكل ما لهم. لا تشفق عليهم، اقتل جميع الرِجال والنساء والأطفال والرضع، واقتل ثيرانهم وغنمهم وجمالهم وحميرهم، وحاربهم حتى يَفنوا».
وتم تضمين الاقتباسات المذكورة والتفسير أعلاه في نص الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي. وكان الدفاع الإسرائيلي قد أعلن أن التصريحات الهوجاء التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون جاءت كرد فعل عاطفي لكن أصحابها لا يتبوأون مناصب مؤثرة يمكن أن تحولها إلى سياسة عملية.
لكن نتنياهو هو رئيس الحكومة وليس هناك من هو مؤثر أكثر منه على القرار الإسرائيلي، لذلك نصحه فريق المحامين بأن يصدر بياناً يوضح فيه تصريحاته ويفند تهمة التحريض على الإبادة.
وبحسب بيان مكتب نتنياهو، فإنه «على مر الأجيال، المقارنة مع عماليق غايتها وصف أولئك الذين يسعون إلى إبادة الشعب اليهودي، وهذه المقارنة وُجهت بالأساس إلى النازيين.
ولذلك تظهر هذه الكلمات في لافتة موضوعة في متحف تخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست يد فَشِم وتدعو الزوار إلى (تذكر ما فعله بك عماليق). كما أن هذه الآية تظهر في موقع تخليد اليهود الهولنديين في لاهاي الذين قُتلوا إبان الهولوكوست». وادعى البيان أنه «مفهوم تلقائياً أنه لا يوجد في أي من هذه المقولات تحريض على إبادة جماعية للشعب الألماني. وهكذا أيضاً في تطرق رئيس الحكومة نتنياهو إلى عماليق، لم تكن أي نية للتحريض على إبادة جماعية للفلسطينيين، وإنما لوصف المجزرة المروعة التي نفذها مخربو (حماس) في 7 أكتوبر وضرورة محاربتهم».
قد يهمك ايضـــــا :