الرئيسية » أخبار عالمية
جو بايدن

واشنطن ـ المغرب اليوم

يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن سخط عدد متزايد من الناخبين الغاضبين من تعامله مع ملف حرب غزة. ورغم مساعي الإدارة للتقرب من الجالية العربية والمسلمة في الولايات المتحدة واسترضائها، فإن هذه المحاولات اصطدمت بحائط مسدود إثر دعوة البيت الأبيض لعدد من الممثلين عن هذه الجالية لحضور حفل إفطار مع الرئيس الأميركي. دعوة قوبلت برفض عدد منهم الحضور، احتجاجاً على سياسة بايدن تجاه إسرائيل ليتحول حفل الإفطار إلى اجتماع مغلق مع الرئيس الأميركي، بحضور عدد مصغر من الأشخاص الذين لبّوا الدعوة.

من هؤلاء المحتجين وائل الزيات، المدير التنفيذي لمنظمة «إيمغايج» المعنية بتنسيق جهود الناخبين الأميركيين المسلمين والمستشار السابق للمندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن أسباب مقاطعته حفل الإفطار وخلفياتها. وقال الزيات إن البيت الأبيض دعاه لحضور حفل إفطار مع مجموعة صغيرة من المسلمين الأميركيين، لكنه رفض الحضور؛ «لأن عقد حفل إفطار فيما يعيش الفلسطينيون مجاعة هو أمر غير مناسب أبداً». ويقول الزيات إن البيت الأبيض حينها غيّر من مقاربته، فعرض تحويل الإفطار إلى اجتماع مع ممثلين عن الأميركيين المسلمين، لكنه رفض الحضور كذلك مشيراً إلى أن سرعة ترتيب الاجتماع تعني أنه «لم تكن هناك ترتيبات كافية، ولا تخطيط وافٍ لعقد اجتماع بنّاء، يتطرق إلى السياسات».

ودعا الزيات البيت الأبيض إلى «السماح لمجموعات المجتمع المسلم باختيار الممثلين عنهم»، مضيفاً: «من إحدى المشاكل التي نواجهها باستمرار هي أن البيت الأبيض هو الذي يحدد الأشخاص الذين يريد لقاءهم... ونحن بحاجة إلى تمثيل أفضل يتم اختياره من قبل المجتمع المسلم. كما يجب وضع جدول أعمال وتحديد التوقعات بخصوص ما سيدور الحديث عنه، وما هي الإمكانيات المطروحة».

وشدّد الزيات على أنه لا يريد المشاركة في اجتماع لهدف ترويجي فحسب، قائلاً عن السياسة الأميركية حيال حرب غزة إن «السياسة لا تتغير، وقد مضى ستة أشهر. نحن في الواقع ندور في حلقة مفرغة».

الزيات لم يكن المسؤول الوحيد الذي رفض لقاء بايدن، فقد سبقه في قرار من هذا النوع مسؤولون من العرب الأميركيين في ولاية ميتشيغان، منهم سام بيضون وهو مسؤول ديمقراطي في مقاطعة واين في الولاية. بيضون وجّه خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» انتقادات لاذعة للبيت الأبيض بسبب دعوته للمسلمين الأميركيين لحفل إفطار، «في وقت لا تزال فيه حرب الإبادة الجماعية مستمرّة ضد الفلسطينيين، ومن دون أي وقف لإطلاق النار». وأضاف بيضون: «أنا متفاجئ أنهم فكّروا حتى في دعوة أشخاص إلى البيت الأبيض لتناول الطعام، فيما يتضور الفلسطينيون جوعاً».

وتحدّث بيضون عن رفضه لقاء مسؤولين في إدارة بايدن لدى زيارتهم ميتشيغان، قائلاً: «أرفض لقاء أي شخص في إدارة بايدن، رغم أني أؤمن بالحوار. لكن يبدو أن دعواتنا لوقف إطلاق النار لا تلقى آذاناً مصغية. وإلى أن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار واحترام لإنسانية الشعب الفلسطيني، ليس هناك أي شيء للحديث عنه».

شروط يتفق معها الزيات الذي عدّد لائحة من المطالب التي يجب على إدارة بايدن الالتزام بها. وقال: «أولاً، يجب أن يكون هناك وقف فوري ودائم لإطلاق النار. ثانياً، إيصال المساعدات الإنسانية. ثالثاً، نحتاج إلى إعادة تفعيل (الأونروا) واستئناف تمويلها الذي يعد قطعه كارثياً. ورابعاً، وهذا الأهم، إذا لم يتم التوقف عن استهداف المدنيين والحرص على إيصال المساعدات ووقف إطلاق النار، فعلى الولايات المتحدة أن تضع شروطاً على المساعدات لإسرائيل، وأن تُعلّق تسليم الأسلحة الهجومية».

ويوجّه المعارضون لسياسة بايدن تجاه إسرائيل انتقادات لاذعة بخصوص الاستمرار في تزويد تل أبيب بالأسلحة والمساعدات العسكرية، رغم عدم التوافق العلني بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما تحدث عنه بيضون الذي قال بلهجة غاضبة: «كيف يمكن أن يستمع (نتنياهو) إلى الإدارة إذا كافأته بصفقة أسلحة جديدة؟!»، وذلك في إشارة إلى صفقة الأسلحة المرتقبة مع إسرائيل والتي وصلت قيمتها إلى 18 مليار دولار، مضيفاً: «ها نحن نرسل المساعدات الإنسانية عبر الجو إلى غزة، وفي الوقت نفسه نعطي إسرائيل القنابل ومقاتلات إف - 35. هذا نفاق، لا بل هذه قمة النفاق».

ويرى السفير الأميركي السابق إلى المغرب، إدوارد غابرييل الذي يترأس «مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان»، أن الحديث عن صفقة أسلحة جديدة مع إسرائيل في الوقت الحالي هو أمر «رهيب». ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يجب على الإدارة فعله فوراً هو وضع شروط على المساعدات. والقول لإسرائيل: هذا يكفي».

وأشار غابرييل إلى أن نتنياهو «ليس صديق الرئيس الأميركي، ولا صديق الولايات المتحدة، فكل ما يفعله هو تحدينا».

من ناحيته، يشير بول سالم، مدير معهد الشرق الأوسط، إلى أن الإدارة الأميركية، ورغم التغيير في لهجتها تجاه إسرائيل، فإنها لم توظّف أي ضغوط على تل أبيب، خاصة فيما يتعلق بالأسلحة. وقال سالم لـ«الشرق الأوسط» إن «الإدارة الأميركية تدلي بتصريحات علنية، فتمتنع عن التصويت في الأمم المتحدة وتُشدّد على المساعدات الإنسانية وهذه أمور جيدة، لكن هذا لا يعد استعمالاً لأي نوع من الضغوط، كتعليق المساعدات مثلاً».

ويضيف سالم متحدثاً عن نتنياهو: «إنه يعرف أميركا جيداً، ويعرف الكونغرس والسياسة الأميركية، ويستمر في تحدي إدارة بايدن بشكل علني؛ لأنه يعرف أنه يستطيع فعل ذلك كما فعل مع أوباما من دون أي عواقب».

ويشدد الزيات على أن نتنياهو قد يتجاهل بايدن «ويقوم بما يحلو له»، لكن على الإدارة ألا تعزز هذا التصرف، وأن تفرض شروطاً على المساعدات العسكرية «التزاماً بالقوانين الأميركية والدولية».

ومع تنامي معارضة الأميركيين العرب والمسلمين لسياسة بايدن تجاه إسرائيل، يُحذّر الكثيرون من تداعيات هذه المعارضة على الانتخابات الأميركية، وحظوظه في انتزاع ولاية ثانية.

وينقل غابرييل صورة الوضع عبر حديثه مع الجالية العربية الأميركية، فيقول: «إنهم غاضبون جداً. لا أعتقد أنه يريدون التصويت لترمب، لكنهم كانوا واضحين بأنهم لن يصوتوا لبايدن في حال لم يكن هناك تغيير جذري في سياسته». ويشير غابرييل إلى أن المسؤولين الذين تحدث معهم في إدارة بايدن «لا يبدو أنهم يفهمون جدية الوضع، وخطورة رد الفعل في الولايات المتحدة على سياسة الإدارة في إسرائيل وغزة».

وهذا ما يتحدث عنه بيضون الذي أشار إلى غياب الدعم لبايدن في صفوف العرب والمسلمين في ميتشيغان. فقال: «لأكون صريحاً، لا أرى أن أي أميركي عربي أو مسلم في ميتشيغان سيصوت لصالح بايدن في نوفمبر (تشرين الثاني)، إلا إذا غيّر مساره بشكل جذري. وأنا لا أرى ذلك يحدث. وهذا أمر مؤسف».

ويشير سالم إلى أهمية الولايات المتأرجحة في هذا السباق المتقارب بين بايدن وترمب، متحدّثاً عن أهمية ولاية ميتشيغان في هذا الإطار. ويوضّح: «تشير الاستطلاعات إلى تقدّم ترمب على بايدن، إذاً المخاطر بالنسبة للإدارة كبيرة جداً. ويبقى السؤال للمعارضين: إذا كان لديكم الخيار بين بايدن وترمب، فمن ستختارون؟».

وهذا ما يجيب عنه الزيات الذي شارك مع «الشرق الأوسط» تقييم منظمة «إيمغايج» حيال الانتخابات، مرجّحاً أن بايدن «سيخسر عدداً كبيراً من الناخبين المسلمين في نوفمبر؛ لأن منهم من سيبقى في المنزل ولن ينتخب، ومنهم من سيصوت لصالح مرشح حزب ثالث». ويُحذّر: «إن لم يغير من سياسته، فسوف يخسر المزيد»، مشيراً إلى وجود أكثر من مليوني ناخب مسلم في 12 ولاية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

جيل بايدن تحث زوجها سراً على إنهاء الصراع في غزة

غزة المكان الأكثر فتكا حول العالم بالنسبة لعمال الإغاثة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض يُعلن أن إيران قد…
دونالد ترمب يختار منتج برنامجه التلفزيوني الواقعي مبعوثاً خاصاً…
إيمانويل ماكرون يدعو إلى إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار…
إسماعيل بقائي يدين مقتل سيد داوود في سفارة دمشق
الجيش الأوكراني ينسحب من مناطق في الشرق

اخر الاخبار

وزير الداخلية المغربي يؤكد الاهتمام الذي يوليه الملك محمد…
وفد برلماني شيلي يشيد بدينامية المشاريع التنموية بمدينة الداخلة
وزير الخارجية الأميركي يُشيد بالشراكة مع المغرب في مجال…
لفتيت يُبرز مجهودات وزارة الداخلية لمحاربة البطالة ودعم المقاولات…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة
المغرب يُنتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا

الأخبار الأكثر قراءة

هجمات إيران ضد إسرائيل جاءت بنتائج عكسية جيروزاليم بوست
الجيش الإسرائيلي يعلن فتح معبر جديد لدخول المساعدات إلى…
أنتوني بلينكن أكد لإسرائيل أهمية تحسين الوضع الإنساني بغزة
رئيس وزراء السنغال يدعو للانتقام بعد تعرّض أنصاره للعنف
ترمب يؤكد تعيين والتز مستشاراً للأمن القومي في إدارته…