واشنطن ـ المغرب اليوم
وسط الغضب العارم الذي يعم العديد من الجامعات الأميركية من سياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه إسرائيل وتعاملها مع الحرب في قطاع غزة، وعلى الرغم من انتقاد بعض مسؤوليه سابقاً لتصرفات 3 وحدات عسكرية في الجيش الإسرائيلي، على رأسها وحدة "نتساح يهودا"، إلا أن بايدن لن يفرض أي عقوبات.
هذا ما كشفته رسالة بعثها وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وفق ما أفادت شبكة ABC News اليوم الجمعة.
فقد بينت تلك الرسالة غير المؤرخة أن تقييم الإدارة الأميركية توصل بالفعل إلى أن ثلاث كتائب عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي و2 مدنية ارتكبت "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية قبل تفجر الحرب حتى في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، لكنها ستظل مؤهلة للحصول على المساعدات العسكرية الأميركية بغض النظر عن الخطوات التي زعمت إسرائيل أنها ستتخذها لمعالجة المشكلة والتحقيق في الموضوع.
فيما أوضح شخص مطلع على تلك المسألة أن الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما اتفاقية خاصة تفرض على واشنطن التشاور مع تل أبيب قبل اتخاذ أي قرارات عقابية بحق قوات إسرائيلية.
بدورها، ذكرت مصادر أميركية مطلعة أن وزارة الخارجية تعتزم تعليق فرض عقوبات على كتيبة "نتساح يهودا" بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان في الضفة، وتقوم بمراجعة القضية على ضوء المعلومات التي قدمتها إسرائيل خلال الأيام الماضية، حسب ما نقل موقع "أكسيوس".
كما كشف مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن مكالمات عدة جرت خلال الأيام الأخيرة، بين محاميي الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية الإسرائيلية ومسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، شاركت خلالها إسرائيل معلومات جديدة حول "نتساح يهودا".
وقال مسؤول أميركي كبير إن موقف بلينكن بشأن ارتكاب "نتساح يهودا" انتهاكات جسيمة لم يتغير، لكن عملية التشاور مع الجانب الإسرائيلي بشأن تلك القضية لا تزال مستمرة من أجل فحص ما إذا كان سيتخذ خطوات لمعالجة هذا الأمر.
ومن المرجح أن يثير هذا القرار عند إعلانه رسمياً، غضب منتقدي إدارة بايدن الذين يرون أن واشنطن لم تبذل ما يكفي لمحاسبة إسرائيل على "عملياتها العسكرية في غزة" كما تصفها، لاسيما أن الحرب خلفت حتى الآن أكثر من 34 ألف قتيل أغلبهم من الأطفال والنساء.
كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال متشبثا باقتحام مدينة رفح جنوب القطاع، التي تؤوي أكثر من مليوني نازح فلسطيني تقطعت بهم كافة السبل.
وكان مسؤول إسرائيلي أفاد الأسبوع الماضي بأن عقوبات أميركية مرتقبة قد تطال نحو 3 وحدات عسكرية إسرائيلية، وتحظر على عناصرها بالتالي من الخضوع لأي تدريبات عسكرية أميركية أو تلقي مساعدات، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" حينها.
أتى ذلك، بعدما كشفت مؤسسة (برو بابليكا) المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية الصحفية الأسبوع الماضي أن لجنة خاصة تابعة لوزارة الخارجية الأميركية تعرف باسم لجنة ليهي للتدقيق قدمت توصية لبلينكن قبل أشهر بعدم أهلية عدة وحدات بالجيش والشرطة الإسرائيليين لتلقي مساعدات أميركية بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان.
كما أشارت المؤسسة إلى أن الحوادث التي تتعلق بهذه الاتهامات وقعت في الضفة الغربية ومعظمها قبل بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.
وقبل حرب غزة، كان العنف يتصاعد بالفعل في الضفة الغربية لكن زادت حدته منذ بدء الحرب مع شن إسرائيل مداهمات بشكل متكرر ومهاجمة المستوطنين للقرى الفلسطينية.
يذكر أن قائد وحدة نتساح يهودا كان وبخ في 2022 كما فُصل ضابطان بسبب وفاة أميركي مسن من أصل فلسطيني كان جنود الوحدة قد اعتقلوه في الضفة الغربية، في واقعة أثارت قلق واشنطن.
كما وقعت عدة حوادث أخرى في السنوات القليلة الماضية، بعضها أظهرته مقاطع مصورة، واتُهم جنود تلك الوحدة بسببها بإساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
واشنطن تٌصرح أنها قد تسمح برد إسرائيلي محدود رداً على الهجوم الإيراني