واشنطن _ المغرب اليوم
رأت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس المنتخب دونالد ترامب يتخذان خطوات لعرقلة جدول أعمال أحدهم الآخر، وهو ما أسفر عن حدوث أكثر عملية تخبط في انتقال السلطات في البيت الأبيض في السنوات الأخيرة.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، "منذ يوم الانتخابات اتخذ أوباما بعض الإجراءات بعيدة الأثر منذ ثماني سنوات من تولي رئاسته، مما يترك ترامب لإدارة التداعيات وتضييق خياراته بمجرد توليه منصبه".
ويري بعض المسؤولين أن أوباما يعتزم إلقاء خطاب نهائي مهم قبل أسبوع من تولي ترامب منصبه وهذا سينعكس على أجندته السياسية، وقد يكون الخطاب على النقيض من نهج ترامب.
وصفع أوباما، هذا الأسبوع، روسيا بسلسلة من العقوبات والتوبيخ الدبلوماسي ردا على تقييم المخابرات الأمريكية بأن موسكو استخدمت هجمات إلكترونية في محاولة للتدخل في الانتخابات الرئاسية.
وفي ديسمبر الماضي، خرج أوباما عن عقود من سياق سياسات الولايات المتحدة وسمح بتمرير قرار أممي يدين إسرائيل لبناء المستوطنات.
واستعدادا لتولي منصبه في 20 يناير، اتخذ ترامب تحركات مضادة حيث تحدث فريقه مع مسؤولين إسرائيليين عن عرقلة التصويت على قرار الأمم المتحدة واستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية لمحاولة التأثير على النتيجة ودعا أوباما إلى استخدام حق الفيتو لرفض القرار.
وأوضح ترامب أنه لا يعتقد أن هناك حاجة لفرض عقوبات ضد روسيا، وشكك في الدليل على تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة الماضية، انه سيحجم عن اتخاذ إجراءات انتقامية وسينتظر ليرى كيف تأخذ العلاقات مسارها مع إدارة ترامب.
وأشاد ترامب بالقرار على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) في نفس اليوم حيث قال "تأخير بوتين خطوة عظيمة أنا أعرف دائما أنه ذكي جدا".
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الانتقالات بين الإدارات الأمريكية السابقة كانت أقل صراعا بكثير حول القضايا الوطنية الأساسية.
ويري فريق إدارة البيت الأبيض الحالي أن على ترامب أن ينتظر دوره، حيث قال بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي مؤخرا أن الرئيس ومساعديه "يعتقد أنه من المهم أن هناك مبدأ هنا وهو أن العالم يدرك من الذي يتكلم نيابة عن الولايات المتحدة حتى 20 يناير والذي يتحدث عن نيابة الولايات المتحدة بعد 20 يناير"
ولكن هناك ارتباك واضح في بعض العواصم الأجنبية.. ففي مؤتمر صحفي حكومي في برلين الأسبوع الماضي، علق سيباستيان فيشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية على سؤال حول تغريدة لترامب التي تقول إن الولايات المتحدة يجب أن "توسع من قدراتها النووية".
وقال فيشر"إننا لا نستطيع أن نستنتج كيف ستكون السياسات بعد 20 يناير على أساس تغريدة ترامب" مضيفا أنه "من الجيد دائما أن يكون هناك رئيس واحد فقط".
وكان أوباما وترامب قد التقيا في البيت الأبيض لمدة 90 دقيقة بعد يومين من الانتخابات، ومنذ ذلك الوقت وهما يتحدثان عبر الهاتف أسبوعيا.. ولكن خلف تلك الأحاديث الودية هناك خلافات سياسية خطيرة.. فترامب يريد إلغاء إرث أوباما المحلي: وهو إصلاح الرعاية الصحية الذي يهدف إلى تأمين الملايين من الأمريكيين الذين يفتقرون إلى التغطية.
وسيتوجه أوباما إلى الكونجرس الأسبوع المقبل للقاء الديمقراطيين لمناقشة الطرق التي يمكن بها الحفاظ على قانون الرعاية بأسعار في المتناول آملين في عرقلة مساعي ترامب للتراجع عن قانون الصحة.