موسكو- المغرب اليوم
أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف مجددا أن الأزمة في سورية ستكون من بين المواضيع الرئيسية التي سيناقشها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في قمتهما اليوم في العاصمة الفنلندية هلسنكي.
وقال بيسكوف لقناة روسيا اليوم: إن “تبادل وجهات النظر حول سورية بين بوتين و ترامب يمكن أن يكون أمرا صعبا نظرا للموقف الاميركي من إيران التي تعتبرها موسكو شريكا في التعاون التجاري والاقتصادي والحوار السياسي”.
ولفت إلى أن بوتين منخرط بشكل دائم في التسوية السياسية للأزمة في سورية من خلال شبكة اتصالات عنكبوتية معقدة هدفها تقليل الخلافات من أجل آفاق العملية السياسية وقد استضاف في الفترة الأخيرة مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي.
وأكد بيسكوف أن تنظيم “داعش” الإرهابي هزم في سورية غير أن بعض الأطراف الخارجية تسعى إلى محاولة تجميع فلول الإرهابيين من “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية في سورية لأهداف خاصة مبينا أن الجيش العربي السوري مستمر في معركته ضد هذه العناصر الإرهابية وهذا الأمر طبيعي تماما.
وكان يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أكد في الـ 13 من تموز الجاري “أهمية تعاون موسكو وواشنطن” من أجل تسوية الأزمة في سورية معتبرا أن هذه المسألة “ستكون مبادرة جيدة للعمل المشترك”.
وفي سياق منفصل أكد بيسكوف أن أي زيادة في ميزانية حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يتعامل بشكل علني مع روسيا كخصم محتمل ستجبر موسكو على البقاء في حالة تأهب و يقظة لنواياه وقال إن “الناتو أداة مواجهة تم تصميمها وإنشاؤها لأغراض المواجهة وهذا الهدف الحقيقي للحلف لم يتغير حتى الآن”.
وأوضح أن المجمع العسكري الصناعي الروسي والقوات المسلحة الروسية تتخذ الإجراءات الضرورية على خلفية التهديدات الصادرة عن الحلف مشيرا إلى أن منظومات الأسلحة الجديدة لدينا تؤءمن التكافؤء النووي و عناصر ردع تضمن الأمن النووي الاستراتيجي.
وأشار المتحدث الروسي إلى أن “روسيا لم تسع أبدا لتحويل تعاونها أو علاقاتها مع بعض الدول ضد دولة ثالثة فهذا أمر غير وارد في السياسة الروسية وليس هناك ما يبرر أي مخاوف قد يبديها البعض بهذا الشأن”.
ولفت بيسكوف إلى أن روسيا والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الاستقرار والأمن الاستراتيجيين في العالم وبالتالي فإن المنطق والحس السليم يفترض أن تبدي الدول الاوروبية اهتماما بتطبيع العلاقات بيننا وبين واشنطن” مضيفا إن قلق حلفاء الولايات المتحدة بشأن القمة المرتقبة بين بوتين وترامب “مشكلتهم وليس وجعنا”.
إلى ذلك أعرب بيسكوف عن حيرة روسيا إزاء العديد من التحقيقات الأميركية الجارية التي يذكر فيها اسم موسكو مشددا على أن هذه التحقيقات وكل ما يجري داخل الولايات المتحدة هو شأن داخلي أميركي بحت.
ولفت إلى أن “التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤولون أميركيون بشأن مشروع (التيار الشمالي 2) الذي هو مشروع تجاري بحت تعتبر مثالا صارخا للمنافسة غير العادلة وغير النزيهة” التي تتبعها واشنطن معربا عن أمل موسكو في أن تتيح القمة الروسية الأميركية تقدما ولو كان بسيطا بعيدا عن الأزمة الحالية في العلاقات الثنائية.