موسكو ـ المغرب اليوم
أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف أنه من الممكن أن تشارك روسيا في تحالف مشترك مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب في سورية في حال غيرت واشنطن النهج الذي تتبعه إزاء الأزمة فيها.
وقال كوساتشيف في تصريح لصحيفة إزفيستيا الروسية نشرته اليوم “إنه لا توجد أي عقبات لا يمكن إزالتها أمام مشاركة روسيا مع الولايات المتحدة في التحالف ضد تنظيم داعش” مشددا في الوقت ذاته على ضرورة تغيير أهداف الولايات المتحدة في سورية نحو مكافحة الإرهاب.
وأوضح كوساتشيف أن هذه المشاركة ممكنة إذا حدثت في سياسة واشنطن التغييرات التي تتطابق مع خطاب الرئيس المنتخب دونالد ترامب قبل الانتخابات حيث أشار إلى إمكانية التعاون مع روسيا في محاربة الإرهاب.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أمس أن ترامب أكد له في مكالمة هاتفية جرت بينهما الأسبوع الماضي “نواياه لتطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة” مشيرا إلى أنهما اتفقا على العمل معا من أجل تطبيع العلاقات وتوجيهها إلى مجرى التعاون البناء فيما يخص حزمة واسعة من المسائل والقضايا فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب أظهرت وجود تفاهم سياسي بينهما.
يذكر أن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت مطلع الشهر الماضي تعليق المحادثات الثنائية مع روسيا بشأن سورية بعد تنصل إدارتها من الاتفاق الموقع بين موسكو وواشنطن في أيلول الماضي ومحاولتها بهذا الصدد لإنقاذ التنظيمات الإرهابية في سورية التي تدعمها واشنطن وتطلق عليها تسمية “معارضة معتدلة”.
الخارجية الروسية: أكثر من 3200 روسي توجهوا إلى سورية والعراق للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فيهما
في سياق متصل حذر رئيس قسم شؤون التهديدات والتحديات الجديدة بوزارة الخارجية الروسية إيليا روغاتشيوف من أن أكثر من 3200 مواطن روسي توجهوا إلى سورية والعراق بهدف الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة فيهما وباتوا يشكلون مصدر تهديد لروسيا.
وأوضح روغاتشوف في حديث لوكالة سبوتنيك الروسية أن التهديد الإرهابي الدولي أخذ بعدا جديدا في السنوات الأخيرة بسبب ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي حيث بث هذا التنظيم مبدئيا نشاطه الإرهابي في سورية والعراق وفي نفس الوقت ظهرت التهديدات في دول ومناطق أخرى من العالم سواء في شمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا وفي أوروبا كما أننا نشعر بهذا التهديد في روسيا أيضا.
وأشار إلى أن السلطات الروسية وجدت أن مصدر هذه التهديدات مسلحون من أصول روسية جندهم التنظيم المتطرف في سورية والعراق.
إلى ذلك أعلن روغاتشيوف أن موسكو لا تستبعد وجود أسس جيدة لتطبيع العلاقات مع واشنطن في مجال محاربة الإرهاب بما في ذلك في سورية بعد انتخاب دونالد ترامب لمنصب الرئيس الأميركي في حال تمكنت الإدارة الأميركية المقبلة من “التغلب على عادة المؤسسة السياسية الأميركية بالنظر نحو روسيا بفوقية”.
وأضاف “في حال تم استبدال نهج معاداة روسيا بنهج التعامل معها كشركاء على قدم المساواة مع اخذ قيمها ومصالحها الوطنية التي يجب احترامها في الاعتبار سيتوفر آنذاك أساس جيد من أجل تطبيع الحوار حول مكافحة الإرهاب”.
وشدد روغاتشيوف على أنه سيتعين على موسكو وواشنطن القيام بخطوات جادة من أجل استعادة الثقة في مجال محاربة الإرهاب وإيجاد حلول وسطية من أجل تسوية القضايا الخلافية في هذا المجال مشيرا إلى أنه لا توجد ضمانات بأن ترامب سيكون رئيسا “مريحا” لروسيا في هذا المجال.
وأكد المسؤول الروسي على أن “محاربة الإرهاب كانت وستظل أحد المجالات ذات الأولوية لتعاوننا مع الأميركيين” لافتا إلى أن ذلك لا يعني “أن الجانبين تمكنا أو يتمكنان من تسوية كل المشاكل القائمة إلا أن مواصلة الحوار حول هذا الموضوع بين قوتين عالميتين عظميين كروسيا والولايات المتحدة أمر ضروري”.
وتابع “إلا أنه بعد انتخاب ترامب ظهرت توقعات حذرة حول تعديل النهج المعادي لروسيا من قبل الإدارة الأميركية الحالية التي أدت إلى وصول العلاقات إلى أدنى مستوى له”.
وكان بوتين وترامب أجريا أول اتصال هاتفي بينهما مساء الاثنين الأسبوع الماضي واتفقا خلاله على العمل معا من أجل تطبيع العلاقات الثنائية وتوجيهها إلى مجرى التعاون البناء فيما يخص حزمة واسعة من المسائل ولا سيما مسائل التعاون التجارى الاقتصادي.
ولفت المسؤول الروسي إلى أنه من غير المستبعد ان تكون سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إحدى العوامل الرئيسية في خسارة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون في الانتخابات الأميركية أمام ترامب حيث كانت الأخيرة وخلال فترة تسلمها منصب وزيرة الخارجية الأميركية أحد المبادرين للترويج لمفهوم “الشرق الأوسط الكبير” الذي ينص على “نشر الديمقراطية” بشكل قسري عبر تغيير أنظمة دول المنطقة.
وأضاف “يمكن اعتبار أن كل الأزمات الحالية بدأت من هذه المنطقة بما فيها أزمة اللاجئين إلى أوروبا وفي حال كانت شغلت كلينتون منصب رئيس فإن هذه السياسة كانت ستستمر ما سيحرمنا عمليا من فرص التعاون النظامي في مجال محاربة الإرهاب” .