برازيليا ـ المغرب اليوم
صوت مجلس الشيوخ البرازيلي فجر الاربعاء على اجراء محاكمة اقالة للرئيسة ديلما روسيف وهي عملية يمكن ان تؤدي الى اقصائها نهائيا عن الرئاسة بعيد انتهاء دورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو.
وبعد مناقشات دامت 15 ساعة، عبر النواب في تصويت بالاغلبية البسيطة فجر الاربعاء عن تأييدهم لمحاكمة روسيف التي علقت مهامها الرئاسية موقتا في ايار/مايو بتهمة التلاعب بالحسابات العامة. وصوت 59 من اعضاء المجلس على محاكمة روسيف، مقابل 21 عارضوا القرار.
وكانت الجلسة التي ترأسها رئيس المحكمة العليا ريكاردو ليفادوفسكي، بدأت عند الساعة 9,45 (12,45 ت غ) من الثلاثاء.
وهذه هي المرحلة ما قبل الاخيرة من عملية سياسية طويلة بدأت قبل اشهر في برازيليا. وبعد تصويت اجرته لجنة خاصة من اعضاء مجلس الشيوخ الخميس الماضي، صوت المجلس باكمله في جلسة عامة.
ولم يكن خصوم الرئيسة اليسارية للبرازيل بحاجة لاكثر من اغلبية بسيطة من اصوات 81 عضوا في مجلس الشيوخ، للدفع باتجاه اقالة الخليفة السياسية للرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا مهندس فوز البرازيل بتنظيم دورة الالعاب الاولمبية الجارية حاليا.
وكان مجلس الشيوخ البرازيلي علق في 12 ايار/مايو مهام رئيسة البرازيل. ويتولى نائبها السابق الذي اصبح خصما لها ميشال تامر (75 عاما) رئاسة الدولة بالنيابة.
ولم يكن لدى اي من المعسكرين شكوك في النتيجة.
وقال السناتور الويسيو نونيس الذي ينتمي الى الحزب الاشتراكي الديموقراطي البرازيلي ان "الرئيسة تزداد عزلة. عزلة كبيرة جدا تفاقمت في الاسابيع الاخيرة وحتى في ما يتعلق بحزبها".
والحزب الاشتراكي الديموقراطي البرازيلي هو اكبر الاحزاب المعارضة لحزب العمال اليساري الذي تنتمي اليه روسيف. وهو يدعم تامر الاتي من يمين الوسط.
وقال نونيس "لا اشك للحظة في ان التصويت في الحكم النهائي سيكون لمصلحة +الاقالة+ وانه ستتم اقالتها".
اما في معسكر روسيف، فقد اعترفت فانيسا غراتسيوتين العضو في مجلس الشيوخ، بالهزيمة مسبقا. وقالت آسفة "سيحققون ذلك ببعض السهولة".
- ازمة مؤسسات -
بعد هذه المرحلة الجديدة، يفترض ان تبدأ محاكمة روسيف في 25 آب/اغسطس، اي بعد اربعة ايام من انتهاء دورة الالعاب الاولمبية. وستجري المحاكمة التي يفترض ان تستمر خمسة ايام، امام مجلس الشيوخ برئاسة رئيس المحكمة العليا ايضا.
وسيجري التصويت النهائي باغلبية الثلثين.
وتتهم المعارضة اليمينية روسيف بارتكاب "جريمة مسؤولية" من خلال التلاعب عمدا بمالية الدولة لاخفاء حجم العجز في 2014، عندما اعيد انتخابها في اقتراع موضع جدل.
وتقول روسيف، المناضلة السابقة التي تعرضت للتعذيب اثناء الحكم الديكتاتوري (1964-1985)، ان جميع اسلافها لجأوا الى هذه الاساليب من دون ان يتعرض احد لهم.
كما تؤكد انها ضحية "انقلاب دستوري" أعده "الخائن" ميشال تامر الذي سرع سقوطها من خلال سحب حزبه في اواخر آذار/مارس من الاكثرية الحكومية.
قانونيا، قضت النيابة البرازيلية بان روسيف محقة جزئيا اذ ان الاجراءات المالية التي تؤخذ عليها لا تشكل جرائم.
وفي الواقع، الامر مرتبط بمحاكمة سياسية لرئيسة اضعفت منذ انهيار تحالفها البرلماني في اوج الازمة السياسية في البلاد الربيع الماضي.
وفي حال ادانة روسيف، ستطوي البرازيل، الدولة الناشئة العملاقة في اميركا اللاتينية، صفحة 13 عاما من حكومات حزب العمال افتتحها في 2003 الرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي قاد الفورة الاجتماعية الاقتصادية في سنوات الالفين.
والى جانب الميداليات الذهبية للاولمبياد الذي يجري في ريو دي جانيرو، يتابع البرازيليون باهتمام الفصل الاخير من هذا المسلسل البرازيلي الذي يمثل اسوأ ازمة مؤسسات في تاريخ البلاد منذ عقود.