لندن ـ المغرب اليوم
يصوت النواب المحافظون البريطانيون الخميس لاختيار المرشحين اللذين سيتنافسان على خلافة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على راس الحزب، وذلك على خلفية توتر في الاسواق المالية بعد اسبوعين على قرار خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي.
واليوم هو الاخير في عملية اختيار المرشحين. والثلاثاء استبعد في الجولة الاولى وزير الدفاع السابق ليام فوكس واعلن وزير الدولة ستيفن كراب انسحابه.
ويبقى في السباق وزيرة الداخلية تيريزا ماي التي حصلت على 165 صوتا الثلاثاء اي نصف اصوات نواب المحافظين، ووزيرة الدولة للطاقة اندريا ليدسوم ووزير العدل مايكل غوف.
وتيريزا ماي معروفة بتشكيكها بالوحدة الاوروبية رغم انضمامها الى معسكر البقاء وتشكل شخصية توافقية قادرة على لملمة صفوف الحزب المنقسم بعد الحملة الشرسة قبل استفتاء 23 حزيران/يونيو. اما اندريا ليدسوم ومايكل غوف فكانا من ابرز وجوه معسكر بريكست.
وفي ختام التصويت الذي يفترض ان تعلن نتائجه بعد ظهر الخميس سيتم اختيار المرشحين النهائيين اللذين سيتم اختيار واحد منهما خلال الصيف كرئيس لحزب المحافظين من خلال تصويت منتسبي الحزب المائة وخمسين الفا بالمراسلة.
وسيتم تعيين الفائز رسميا في 9 ايلول/سبتمبر وسيتعين عليه القيام بالمفاوضات الشائكة للانفصال عن الاتحاد الاوروبي مع الحفاظ على استقرار الوضع في البلاد التي تواجه تداعيات الخروج لاقتصادية.
وحذرت مجموعة "غريت بورتلاند استيتس" لادارة الاملاك العقارية الخميس من "الانعكاسات السلبية" لخروج البلاد من اوروبا على نمو راس المال.
وقال المدير العام للشركة توبي كورتولد "على المدى القصير نتوقع تراجع الثقة وتأجيل الشركات بعض قرارات الاستثمار".
كانت الشركات العقارية الاكثر تأثرا ومنذ الاثنين، اضطرت ست مجموعات مالية الى تجميد صناديقها العقارية مع تلقيها سيلا من طلبات سحب الاستثمارات.
- منافسة وعقبات -
واعتبرت صحيفة "غارديان" قرار الخروج بانه "اهم حدث سياسي في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية".
استعادت البورصات الاوروبية بعض عافيتها صباح الخميس بعد عدة جلسات تراجع لكن الجنيه الاسترليني لا يزال ضعيفا جدا لا سيما امام الدولار مسجلا ادنى مستوى له منذ اكثر من 31 عاما.
ولجأ بعض المرشحين لخلافة كاميرون الذي استقال بعد يوم من استفتاء 23 حزيران/يونيو الى ممارسات اضطرتهم الى الاعتذار علنا مثلما حصل مع مدير حملة مايكل غوف نيك بولس بعد ان دعا انصار تيريزا ماي الى التصويت لمرشحه لازاحة اندريا ليدسوم من السباق. وحلت اندريا ليدسوم ثانية الثلاثاء.
وفي رسالة الى النواب سارعت الصحف الى نشرها كتب بولس انه خائف من احتمال فوز ليدسوم داعيا النواب الى "وقفها".
وقال بولس على تويتر ان مايكل غوف لم يكن على علم بتصرفاته هذه. وسمعة غوف ملطخة اساسا بعد اتهامه بخيانة زعيم معسكر بريكست بوريس جونسون.
واضطرت اندريا ليدسوم لنشر سيرتها المهنية بعد ان اتهمت بتنميق خبرتها المهنية في سوق المال. ولكن "غارديان" قالت ان السيرة المنشورة نفسها تتضمن الكثير من النواقص.
وصباح الخميس عرضت ليدسوم رؤيتها للمملكة المتحدة بعد بريكست متعهدة بفترة من "الازدهار وليس التقشف" متحدثة عن المسائل الاقتصادية في محاولة للرد على اتهامها بعدم الكفاءة.
وبهدف الاسراع في اعادة الامور الى نصابها وقع نحو ثلاثين برلمانيا نداء يطالب بتعيين رئيس حزب المحافظين الجديد قبل نهاية تموز/يوليو.