ليما – المغرب اليوم
يدلي الناخبون في البيرو باصواتهم الاحد في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية قد تعيد الى الحكم فريق الرئيس الاسبق البرتو فوجيموري عبر انجاح ابنته كيكو، مع العلم بان الرئيس السابق في السجن بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
وفتحت مكاتب الاقتراع ابوابها في العاصمة ليما وبقية انحاء البلاد في الساعة 13،00 ت غ على ان تبقى مفتوحة امام نحو 23 مليون ناخب حتى الساعة 21،00 ت غ. ويتوقع صدور اولى النتائج في الساعة 21،00 (2،00 ت غ الاثنين).
وتتصدر كيكو فوجيموري (41 عاما) المرشحة عن حزب القوة الشعبية (فويرسا بوبيلار) اليميني استطلاعات الرأي منذ اشهر، حتى لو ان تقدمها قد تراجع قليلا في الفترة الاخيرة.
فقد افاد آخر استطلاع للرأي اجراه معهد ايبسوس ونشرت نتائجه الجمعة، ان بيدرو باولو كوزينسكي (77 عاما) المصرفي السابق في وول ستريت ومرشح يمين الوسط سيحصل على 50،4 % من نوايا التصويت، مقابل 49،6 % لفوجيموري.
وقال الفريدو توريس رئيس معهد ايبسوس في البيرو "ان هذا الفارق قد يتسع في حال واصل كوزينسكي تقدمه، كما قد يحصل العكس في حال توجه انصار القوة الشعبية بكثافة في الارياف الى مكاتب الاقتراع".
ولخلافة الرئيس اليساري الحالي اويانتا اومالا الذي يتولى الحكم منذ 2011 ولم يترشح، "تبدو المنافسة شديدة"، كما قال آدم كولينز المحلل في مركز "كابيتال ايكونوميكس".
وفي الدورة الاولى التي اجريت في 10 نيسان/ابريل، تصدرت كيكو فوجيموري بفارق كبير، اذ حصلت على 39% من الاصوات في مقابل 21% لكوزينسكي.
لكن كوزينسكي استفاد منذ ذلك الحين من جبهة معارضة لكيكو (كما تسمى في البيرو)، فحصل على دعم فيرونيكا مندوزا التي حلت في المرتبة الثالثة بنيلها 18،74% من الاصوات.
وقالت النائبة اليسارية الشابة "من اجل قطع الطريق على النهج الفوجيموري، ينبغي التصويت لكوزينسكي". وبين الدورتين، تظاهر الاف الاشخاص مرددين "لا لكيكو".
ويهيمن ظل البرتو فوجيموري الذي يبلغ اليوم السابعة والسبعين، على ابنته. فقد حكم البرتو المولود من ابوين يابانيين مهاجرين، البيرو من 1990 الى 2000، وما زالت البلاد منقسمة حول فترة حكمه.
فقسم من الناس يرى فيه الرئيس الذي نجح في محاربة منظمة "الدرب المضيء" وانعش الاقتصاد. لكن آخرين يتذكرون اساليبه التسلطية لأنه امر بمجزرتين ارتكبتهما فرقة الموت في 1991-1992 في اطار التصدي لهذه المنظمة.
وادت هذه الحصيلة الى الحكم عليه في 2009 بالسجن 25 عاما بتهم الفساد وارتكاب جرائم ضد الانسانية، في اعقاب هروبه الى اليابان ثم الى التشيلي.
- خطاب امني -
وتريد كيكو فوجيموري ان "تصبح اول امرأة تتولى منصب الرئيس في البيرو"، كما اعلنت في ختام حملتها الانتخابية مساء الخميس. لكن آدم كولينز قال ان "الناس منقسمون حولها وقد يؤدي انتخابها الى استياء شعبي".
وقامت كيكو فوجيموري التي حرصت على ان تنأى بنفسها عن والدها خلافا لما فعلته خلال ترشيحها غير المثمر في 2011، بحملة تتمحور حول خطة امنية طموحة اذ ان العنف المرتبط بالجريمة المنظمة من أبرز الآفات التي تؤرق البيروفيين.
ولاحظت ماريا لويزا بويغ، المحللة البيروفية في مركز اوراسيا للدراسات في لندن، ان "كثرا من المتعاطفين مع كيكو يتذكرون حكومة (هي حكومة والدها) كانت حازمة جدا في مكافحة الارهاب ويعتقدون انها يمكن ان تعتمد الحزم نفسه لمكافحة الجرائم".
ويركز كوزينسكي الذي كان رئيسا للوزراء ويتحدر من ابوين مهاجرين، (الوالد الماني والوالدة فرنسية-سويسرية)، على الملف الامني ايضا. وقال خلال لقاء انتخابي الخميس ان "الذين يقتلون ويغتصبون سيذهبون الى السجن".
واضاف ان "الطريقة الوحيدة لمحاربة الفساد والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، تقضي بأن نوحد صفوفنا".
وتواجه البيرو أحد ابرز منتجي الكوكايين في العالم، تباطؤا اقتصاديا وفقرا مزمنا وصراعات اجتماعية وبيئية ناجمة عن عمل المناجم الذي يعتبر اساسيا في البلاد.
وقال غاسبار استرادا المدير التنفيذي لمرصد العلوم السياسية في باريس حول اميركا اللاتينية، ان "كوزينسكي مدعوم من الطبقات الميسورة وتلك التي تقيم في المدن. اما المسنون والمعوزون في المناطق الريفية فيصوتون لكيكو. في قلوبهم حنين الى البرتو فوجيموري".